بارك الله في المباهل والقناة

أبو الهيثم محمد درويش

في واقعة تاريخية تصدت قناة الحكمة وفقها الله للخبيث الرافضي ياسر
الحبيب وما هو والله بحبيب وإنما هو خبيث , ونالت القناة السبق والشرف
في إحياء سنة ثابتة في الشرع هي سنة المباهلة ..

  • التصنيفات: مذاهب باطلة -

في واقعة تاريخية تصدت قناة الحكمة وفقها الله للخبيث الرافضي ياسر الحبيب وما هو والله بحبيب وإنما هو خبيث , ونالت القناة السبق والشرف في إحياء سنة ثابتة في الشرع هي سنة المباهلة بين المعاندين من أهل الكفر والجحود وبين أهل الإيمان .
وقد قام لها رجل من أهل السنة أخذته الغيرة على شرف أمه وأمنا الطاهرة المبرئة عائشة الصديقة بنت الصديق العالمة التقية الورعة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبيبته وأم كل مؤمن إلى قيام الساعة الراضية المرضية رضي الله عنها .
تصدى بالمباهلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن الكوس بارك الله فيه وفي أهله وماله ورزقه الله دوام العافية وسدد خطاه .
على الطرف الآخر وقف الخبيث الرافضي ياسر الحبيب بكل جرأة على الحق ووقاحة غير مسبوقة ذكرتني والله بوقاحة الغواني والراقصات . أسأل الله أن يجعله عبرة وآية .

هذه المباهلة التي بثتها هذه القناة الموفقة قناة الحكمة هي خطوة إعلامية غير مسبوقة في طريق نصرة الحق , أسأل الله تعالى أن يوفق هذه القناة ومن يقف عليها وأن يسدد خطاهم ويثبتهم على الحق .
وإلى عامة المسلمين تعريف بالمباهلة لغة وشرعاً حتى يعلم معناها من جهلها :
تعريفها لغة:



قال الشوكاني في فتح القدير : أصل الابتهال الاجتهاد في الدعاء باللعن وغيره، يقال بهله الله: أي لعنه، والبهل اللعن. قال أبو عبيد والكسائي: نبتهل نلتعن، ويطلق على الاجتهاد في الهلاك، ومنه قول لبيد: في كهول سادة من قومه نظر الدهر إليهم فابتهل أي: فاجتهد في هلاكهم. قال في الكشاف: ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه وإن لم يكن التعاناً.إنتهى



تعريفها شرعا :
قال السعدي رحمه الله : المباهلة بأن يحضر هو وأهله وأبناؤه وهم يحضرون بأهلهم وأبنائهم ثم يدعون الله تعالى إن ينزل عقوبته ولعنته على الكاذبين.إنتهى

آية المباهلة و سبب نزولها :



قال الله تعالى : فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (الآية 61 سورة آل عمران)


قال البخاري في صحيحه :كتاب المغازي باب قصة أهل نجران :


حدثني عباس بن الحسين: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة قال: جاء العاقب والسيد، صاحبا نجران، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فوالله لئن كان نبيا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا. فقال: (لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين). فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (قم يا أبا عبيدة بن الجراح). فلما قام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا أمين هذه الأمة).


قال ابن كثير في تفسيره :


ثم قال تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم, أن يباهل من عاند الحق في أمر عيسى بعد ظهور البيان {فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} أي نحضرهم في حال المباهلة {ثم نبتهل} أي نلتعن {فنجعل لعنة الله على الكاذبين} أي منا أو منكم. وكان سبب نزول هذه المباهلة وما قبلها من أول السورة إلى هنا في وفد نجران, أن النصارى لما قدموا فجعلوا يحاجون في عيسى ويزعمون فيه ما يزعمون من البنوة والإلهية, فأنزل الله صدر هذه السورة رداً عليهم, قال ابن إسحاق في سيرته المشهورة وغيره: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران ستون راكباً, فيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم يؤول أمرهم إليهم وهم: العاقب واسمه عبد المسيح, والسيد وهو الأيهم, وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل, وأويس بن الحارث, وزيد, وقيس, ويزيد ونبيه, وخويلد, وعمرو, وخالد, وعبد الله, ويُحَنّس, وأمر هؤلاء يؤول إلى ثلاثة منهم وهم العاقب, وكان أمير القوم وذا رأيهم وصاحب مشورتهم, والذي لا يصدرون إلا عن رأيه, والسيد وكان عالمهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم, وأبو حارثة بن علقمة وكان أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم, وكان رجلاً من العرب من بني بكر بن وائل, ولكنه تنصر فعظمته الروم وملوكها وشرفوه, وبنوا له الكنائس وأخدموه لما يعلمونه من صلابته في دينهم, وقد كان يعرف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفته وشأنه مما علمه من الكتب المتقدمة, ولكن حمله جهله على الاستمرار في النصرانية لما يرى من تعظيمه فيها وجاهه عند أهلها, قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير, قال: قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة, فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر, عليهم ثياب الحبرات جبب وأردية في جمال رجال بني الحارث بن كعب, قال: يقول من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ما رأينا بعدهم وفداً مثلهم: وقد حانت صلاتهم فقاموا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «دعوهم» فصلوا إلى المشرق, قال: فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة, والعاقب عبد المسيح, والسيد الأيهم وهم من النصرانية على دين الملك مع اختلاف أمرهم يقولون: هو الله, ويقولون: هو ولد الله, ويقولون: هو ثالث ثلاثة, تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً. وكذلك قول النصرانية, فهم يحتجون في قولهم هو الله, بأنه كان يحيى الموتى ويبرىء الأكمه والأبرص والأسقام, ويخبر بالغيوب, ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً, وذلك كله بأمر الله. وليجعله الله آية للناس, ويحتجون على قولهم بأنه ابن الله يقولون: لم يكن له أب يعلم, وقد تكلم في المهد بشيء لم يسمعه أحد من بني آدم قبله, ويحتجون على قولهم بأنه ثالث ثلاثة بقول الله تعالى: فعلنا وأمرنا وخلقنا وقضينا فيقولون لو كان واحداً ما قال إلا فعلت وأمرت وقضيت وخلقت, ولكنه هو وعيسى ومريم ـ تعالى الله وتقدس وتنزه عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً ـ وفي كل ذلك من قولهم: قد نزل القرآن, فلما كلمه الحبران, قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم «أسلما» قالا: قد أسلمنا, قال: «إنكما لم تسلما فأسلما». قالا: بلى قد أسلمنا قبلك. قال: «كذبتما يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولداً وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير». قالا: فمن أبوه يا محمد ؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فلم يجبهما, فأنزل الله في ذلك من قولهم واختلاف أمرهم صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها, ثم تكلم ابن إسحاق على تفسيرها إلى أن قال: فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من الله والفصل من القضاء بينه وبينهم وأمر بما أمر به من ملاعنتهم إن ردوا ذلك عليه دعاهم إلى ذلك, فقالوا: يا أبا القاسم, دعنا ننظر في أمرنا ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إليه, ثم انصرفوا عنه, ثم خلوا بالعاقب, وكان ذا رأيهم فقالوا: يا عبد المسيح ماذا ترى ؟ فقال: والله يا معشر النصارى لقد عرفتم أن محمداً لنبي مرسل, ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم, ولقد علمتم أنه ما لاعن قوم نبياً قط, فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم, وإنه للاستئصال منكم إن فعلتم, فإن كنتم أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم, فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم, فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم, قد رأينا ألا نلاعنك ونتركك على دينك ونرجع على ديننا ولكن ابعث معنا رجلاً من أصحابك ترضاه لنا يحكم بيننا في أشياء اختلفنا فيها في أموالنا, فإنكم عندنا رضا, قال محمد بن جعفر: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ائتوني العشية أبعث معكم القوي الأمين» فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ما أحببت الإمارة قط حبي إياها يومئذ, رجاء أن أكون صاحبها, فرحت إلى الظهر مهجراً, فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر, سلم ثم نظر عن يمينه وشماله, فجعلت أتطاول له ليراني فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجراح فدعاه, فقال «اخرج معهم فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه». قال عمر: فذهب بها أبو عبيدة رضي الله عنه. وقد روى ابن مردويه من طريق محمد بن إسحاق, عن عاصم بن عمر بن قتادة, عن محمود بن لبيد, عن رافع بن خديج: أن وفد أهل نجران قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكر نحوه, إلا أنه قال في الأشراف: كانوا اثني عشر, وذكر بقيته بأطول من هذا السياق, وزيادات أخر.


حكمها :


قال ابن حجر في فتح الباري


في شرح حديث قصة وفد أهل نجران :


وفيها مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد ظهور الحجة وقد دعا بن عباس إلى ذلك ثم الأوزاعي ووقع ذلك لجماعة من العلماء ومما عرف بالتجربة أن من بأهل وكان مبطلا لا تمضى عليه سنة من يوم المباهلة ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها غير شهرين .


و قال ابن القيم في زاد المعاد :


إن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله و لم يرجعوا بل أصروا على العناد، أن يدعوهم إلى المباهلة و قد أمر الله سبحانه بذلك رسوله صلى الله عليه و سلم و لم يقُل : إن ذلك ليس لأمتك من بعدك . و دعا إليها ابنُ عمه عبد الله بن عباس من أنكر عليه بعض مسائل الفروع و لم يُنكر عليه الصحابة و دعا إليه الأوزاعي سفيان الثوري في مسألة رفع اليدين و لم يُنكَر عليه ذلك و هذا من تمام الحجة.

و قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :


وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع: إما إلى كتاب الله، وإما إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما إلى إجماع أهل العلم، فإن عاند دعوته إلى المباهلة، كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض، وكما دعا إليها سفيان والأوزاعي في مسألة رفع اليدين، وغيرهما من أهل العلم. (1)

وبعد هذا العرض فرسالة أوجهها لكل مسلم :
الحرب على الإسلام على أشدها , وشياطين الإنس والجن يؤز بعضهم بعضاً (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً) [مريم : 83]
فبين حرب التنصير وشبهات الشيعة وحقدهم وسهام العلمانيين والليبراليين وغيرهم على المسلم أن يقف صامداً ثابتاً على الحق فسوق الجهاد قد فتح وسلعة الله غالية فهلموا عباد الله إلى الذود عن دينكم وعقيدتكم
تعلموا العلم واعملوا به وانشروه ولا تتكاسلوا
احملوا لواء الشريعة الغراء فهي سلاحكم المضاء في وجه الفتن والمحن المدلهمة , وقفوا لله رب العالمين وقفات عسى أن تنالوا بها عالي الدرجات
واعلموا أن الثبات على الحق هو طريق النجاة في الدنيا قبل الآخرة ووالله ما فاز من تنازل عن عقيدته ومبادئه لا في دنيا ولا آخرة
وكم شاهدنا أناس خذلوا دينهم في مواطن العزة فخذلهم الله وخبى نورهم بعد أن كانوا ملئ الأسماع والأبصار
وكم من أناس ثبتهم الله في الذود عن حياضه فارتفعوا وعزوا بعد ذل وانكسار وصاروا ملئ السمع والبصر
واعلموا أن الإنسان لو انتصر لمبادئه ودينه فقد فاز وإن خسر كل الناس ولن يضره خذلانهم شيئاً .
فالجماعة من كانوا على الحق ولو كنت وحدك
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك ورد كل ضال إلى دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم رداً جميلاً
اللهم حكم شرعك في الأرض وانصر دينك وعبادك الصالحين واستعملنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
--------------------------
حكم المباهلة : بحث منشور بمكتبة المسجد النبوي الشريف لأحمد بن إبراهيم


 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام