لسنا أفضل من وقت التتار

منذ 2016-12-14

ليس اليوم من الأمس ببعيد، فحكامنا ليسوا أفضل من جلال الدين بن خوارزم وشعوبنا ليست أفضل من الشعوب وقتها.

ماذا فعل حكام المسلمين ليجتاحهم التتار؟ و كيف كان حال الشعوب وقتها؟

قبل أن تقرأ تأمل: ليس اليوم من الأمس ببعيد، فحكامنا ليسوا أفضل من جلال الدين بن خوارزم وشعوبنا ليست أفضل من الشعوب وقتها.

تأمل ماذا قال التاريخ: جاءت جحافل التتار ودمرت في طريقها كل ما يمكن تدميره، وأكلت الأخضر واليابس، وكان لها هدف رئيسي هو الإمساك بجلال الدين بن خوارزم، والتقى بهم جلال الدين في موقعة انهزم فيها شرَّ هزيمة، وأسرع بالفرار من أمام التتار وقد تمزَّق جيشه، وأخذ يتنقل بمفرده بين القرى فرارًا من التتار، واختفى ذكره من البلاد شهورًا متصلة؛ فلا يعرف أحد إن كان قُتل أو اختفى أو هرب إلى بلد آخر، حتى قابله أحد فلاحي الأكراد، وعرفه، فخدعه وأطعمه حتى نام، وهنا قام الفلاح وقتل جلال الدين بالفأس، وأخذ ما عليه من الجواهر وسلمها إلى شهاب الدين غازي صاحب هذه المنطقة، والذي طالما ذاق من ويلات جلال الدين.

هكذا كانت نهاية الظالمين، ونهاية المفرِّطين، ونهاية الذين تملكوا رقاب العباد فما رعوا لله حقًّا، وما رعوا للرعية حقًّا، وما رعوا للرحم حقًّا، وعاشوا لأنفسهم فقط.

ونتيجة سوء التربية، وغياب الفهم الصحيح للإسلام، والتمسك بالدنيا إلى أقصى درجة، وعدم وضوح الرؤية عند الناس؛ فقد دبت الهزيمة النفسية الرهيبة في داخل قلوب المسلمين، فما استطاعوا أن يحملوا سيفًا، ولا أن يركبوا خيلاً، بل ذهب عن أذهانهم أصلاً التفكير في المقاومة، وهذا -لا شك- سهَّل جدًّا من مهمة التتار الذين وجدوا أبوابًا مفتوحة، ورقابًا جاهزة للقطع!!

يروي ابن الأثير في الكامل في أحداث السنة الثامنة والعشرين بعد الستمائة بعض الصور التي استمع إليها بأذنه من بعض الذين كُتبت لهم نجاة أثناء حملات التتار على المدن الإسلامية فيقول: كان التتري يدخل القرية بمفرده، وبها الجمع الكثير من الناس فيبدأ بقتلهم واحدًا تلو الآخر، ولا يتجاسر أحد المسلمين أن يرفع يده نحو الفارس بهجوم أو بدفاع.

وقال أيضًا: "ولقد بلغني أن إنسانًا منهم أخذ رجلاً، ولم يكن مع التتري ما يقتله به، فقال له: ضع رأسك على الأرض ولا تبرح؛ فوضع رأسه على الأرض، ومضى التتريُّ فأحضر سيفًا وقتله به. أ هـ

و أخيراً: ليس اليوم من الأمس ببعيد، فحكامنا ليسوا أفضل من جلال الدين بن خوارزم و شعوبنا ليست أفضل من الشعوب وقتها.

  • 0
  • 0
  • 1,925

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً