الشر درجات

أبو الهيثم محمد درويش

هذا القائل أحسنهم رأيا في يوسف، وأبرهم وأتقاهم في هذه القضية، فإن بعض الشر أهون من بعض، والضرر الخفيف يدفع به الضرر الثقيل

  • التصنيفات: التفسير -

أهل الشر درجات ... كما أن أهل الخير درجات ...و قد يكون الصوت العالي للأقل شراً سبباً في نجاة الخير و في زوال الشر و لو بعد حين و توبة أهله مما هم فيه .
تأمل : {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} [يوسف: 10] .
قال السعدي في تفسيره:أي: {قَالَ قَائِلٌ}  من إخوة يوسف الذين أرادوا قتله أو تبعيده: {لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ}  فإن قتله أعظم إثما وأشنع، والمقصود يحصل بتبعيده عن أبيه من غير قتل، ولكن توصلوا إلى تبعيده بأن تلقوه   {فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ}  وتتوعدوه على أنه لا يخبر بشأنكم، بل على أنه عبد مملوك آبق منكم، لأجل أن {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ}  الذين يريدون مكانا بعيدا، فيحتفظون فيه.
وهذا القائل أحسنهم رأيا في يوسف، وأبرهم وأتقاهم في هذه القضية، فإن بعض الشر أهون من بعض، والضرر الخفيف يدفع به الضرر الثقيل.

#مع_القرآن 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام