روح وريحان: استشارة قرآنية (3)

سوزان بنت مصطفى بخيت

لست وحدك من تعاني من هذه الوساوس يا رفيقتي، بل هي أمر يمر بنا جميعًا في شتى أنواع العبادات.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -

السؤال:
سبحان الله يوميًا يحاول الشيطان إثنائي عن ورد التلاوة:
- تارة يقول لي خذي اليوم استراحة.
- وتارة يقول لي أنتِ اليوم متعبة جدًا.
- وأخرى يقول ضمي جزئي اليوم إلى الغد.
- وأحيانًا يقول أنتِ لستِ بحاجة لورد التلاوة، اهتمي بالحفظ والمراجعة.
والله أحاربه يوميًا لكني لا أدري ما سبب هذه الوساوس؟


الجواب:
لست وحدك من تعاني من هذه الوساوس يا رفيقتي، بل هي أمر يمر بنا جميعًا في شتى أنواع العبادات.

فهل تظنين أن الشيطان سيفرح بطاعتك وقربك من الله وسيعينك عليها؟ بالطبع لا، بل سيظل يحاربك ويقاومك ويضع أمامك جميع الملهيات والفتن حتى تفتر همتك، ولن يتركك حتى تتوقفي عن ورد التلاوة، ثم سيجعلك تتوقفين عن ورد المراجعة، ثم بعدها يتحول لحفظك حتى تبتعدي تمامًا عن كتاب الله.

وإن لم يفلح في كل هذا فسيقوم بتغيير نواياكِ حتى لا يكون حفظك خالصًا لله عز وجل. وإن لم يفلح في هذا أيضًا فسيبحث عن غيره من السبل. فهو سيحاول النيل منك تدريجيًا دون أن تشعري ولن يتركك لشأنك إلا لو أرهقتيه بالاستزادة من الطاعات. وأخيرًا تذكري أن الجنة حُفت بالمكاره والصعاب وأن النار حُفت بالشهوات والملذات.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لمَّا خلقَ اللَّهُ الجنَّةَ والنَّارَ أرسلَ جِبريلَ إلى الجنَّةِ، فقالَ: انظُر إليها وإلى ما أعدَدتُ لأَهْلِها فيها. فنظرَ إليها فرجَعَ، فقالَ: وعزَّتِكَ لا يسمَعُ بِها أحدٌ إلَّا دَخلَها. فأمرَ بِها فحُفَّتْ بالمَكارِهِ، فقالَ: اذهَب إليها فانظُر إليها وإلى ما أعددتُ لأَهْلِها فيها. فنَظرَ إليها، فإذا هيَ قد حُفَّت بالمَكارِهِ، فقالَ: وعزَّتِكَ لقد خَشيتُ أن لا يدخُلَها أحدٌ. قالَ: اذهَب إلى النَّارِ وإلى ما أعدَدتُ لأَهْلِها فيها. فنظرَ إليها فإذا هيَ يركَبُ بعضُها بَعضًا، فرجعَ فقالَ: وعزَّتِكَ لا يدخلُها أحدٌ. فأمرَ بِها فحُفَّت بالشَّهواتِ، فقالَ: ارجِع فانظُر إليها. فنظرَ إليها فإذا هيَ قد حُفَّت بالشَّهواتِ، فرجعَ وقالَ: وعزَّتِكَ لقد خَشيتُ أن لا ينجُوَ منها أحدٌ إلَّا دَخلَها» (صحيح النسائي [3772]).