كل متاع في الدنيا يسحب من رصيدك في نعيم الآخرة

محمد حسين يعقوب

وقد مدح الله المقتصدين في العيش فقال: { وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا} [الفرقان: 67].. وكان يقال: القصد في المعيشة يكفى عنك نصف المؤنة؛ والاقتصاد: الرضا بالكفاية..


  • التصنيفات: الزهد والرقائق - التقوى وحب الله - تربية النفس - تزكية النفس - الطريق إلى الله -

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

لقد أصبت بالرعب عندما قرأت حديث صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة، إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث؛ وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم» ( أخرجه مسلم] .. وكأني أقرأه لأول مرة في حياتي حديث يخوف.. يرعب..

 

نفهم من هذا الحديث أن الذين يغزون فيغنمون ويسلمون استعجلوا ثلثي أجرهم؛ أي: ضيعوا الثلثين من الاجر في الدنيا؛ فلم يبق لهم في الآخرة إلا الاجر القليل.. فألذى أخذته من الدنيا كم ضيعت في مقابله من الآخرة.. إن كل ما تأخذه من الدنيا مخصوم من حسابك في الآخرة.

 

أخذت من الدنيا مالا أو سيارة أو.. مخصوم من نعيم الآخرة.. ولا يستوي في الآخرة الفقير مع الغنى؛ وإن دخل الغنى الجنة.. لا يستويان أبدا.. قال الله تعالى: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهاَ} [الأحقاف: 20]؛ وقال تعالى {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [ التكاثر: 8].. فكل ما أوتيته من متاع الدنيا فهو بالخصم من نعيمك في الآخرة.

 

لذلك قال ربنا جل جلاله: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}" [الحاقة: 24].. يقول ابن كثير رحمه الله: "أي يقال لهم تفضلا عليهم وامتنانا وإنعاما وإحسانا؛ وإلا فقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اعملوا وسددوا وقاربوا؛ واعلموا أن أحدا منكم لن يدخله عمله الجنة"؛ قالوا: ولا أنت يا رسول الله؛ قال: "ولا أنا إلا أن يغمدني الله برحمة منه وفضل» [متفق عليه] اهـ. 

فإذا كان العمل الصالح وحده لا يدخل الجنة فما بالك بالسيئ ولذلك فإن متاعك الدنيوي "السيئ" كلما كثر كلما ضيع عليك الآخرة؛ وإنما قال الله: "بِمَا أَسْلَفْتُمْ"؛ ليرفع من همتك في السير إليه؛ وإلا فالأصل أنه سبحانه الذي وفقك.

وهذا اللون من النعيم مع هذا اللون من التكريم في الالتفات إلى أهله بالخطاب؛ وقوله: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24].. فوق أنه اللون الذي تبلغ إليه مدارك المخاطبين بالقرآن في أول العهد بالصلة بالله؛ قبل أن تسمو المشاعر فترى في القرب من الله ما هو أعجب من

كل متاع.. فوق هذا؛ فإنه يلبى حاجات نفوس كثيرة على مدى الزمان؛ والنعيم ألوان غير هذا وألوان".

فمن عاش نعيم الدنيا حرم نعيم الآخرة؛ فأقبل على الله واترك الدنيا وملذاتها وشهواتها؛ أقبل على الأدوم فنعيم الآخرة خير وأبقى {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} [الرعد: 26].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والتمكين في الأرض؛ فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا؛ لم يكن له في الآخرة من نصيب» [صححه الألباني].

قال ربى: { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ} [ الأحقاف: 20].

 

إن الذين يطلبون الدنيا ويتفانون فيها ويسعون في الزيادة منها؛ لابد أن نذكرهم حال نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ وكيف أنه صلى الله عليه وسلم؛ وكيف أنصلى الله عليه وسلم مات ولم يجد ما يملأ بطنه من الدقل (أردأ التمر) ثلاثة أيام.. لم يكن يشبع ثلاثة أيام متتالية.. يشبع اليوم فيجوع غدا؛ ويشبع اليومين فيجوع الثالث.. نعم: لم تمر عليه ثلاثة أيام شبعها قط.. فما آخر مرة جعت فيها؟ إننا لا نجوع يوما واحدا؛ ومع ذلك نتسخط ولا نشكر نعمة الله اللهم لا تعذبنا يا رب؛ اللهم ارزقنا شكر نعمتك يا رب.. ومن هنا نفهم هذا الأصل؛ وأن قدتنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل السائرين إلى الله.. فكل ما تأخذه في الدنيا فهو بالخصم من حسابك في الآخرة.

 

قال بعض الصحابة رضى الله عنهم اجمعين: أسلمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحدنا لا يجد ما يملأ بطنه؛ فمنا من مات ولم يصب من هذه الدنيا شيئا؛ كمصعب بن عمير؛ مات ولم نجد ما نكفنه فيه؛ إلا نمرة إذا غطينا رأسه بدت رجلاه؛ وإذا غطينا رجليه بدت رأسه؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غطوا بها رأسه واجعلوا عليه شيئا من الإذخر» [أخرجه البخاري].

مصعب بن عمير الذي فتح المدينة وحده؛ ولم يكن معه إلا عبد الله ابن أم مكتوم.. قائد فتح المدينة يموت ولا يجدون له كفنا.. فكم عندك من ملابس؟! كم عدد القمص والعباءات التي عندك؟! وكم بدلة تملكها؟! وكم وكم..

 

سلمان الفارسي لما أتاه الموت بكى؛ قالوا: ما يبكيك؟!؛ قال: «عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا وما أراني إلا تجاوزته؛ قالوا: وما عهد إليكم؛ قال: عهد إلينا أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب» [صححه الألباني].. فلما مات حسبوا له تركته؛ فوجدوا عنده ستة عشر درهما (64 جنيها).. فأين من يتركون الآلاف والملايين؟!.. أين من يورثون الأراضي والفدادين؟!.. أين أصحاب العمارات والمحلات والدكاكين؟!.. أين هؤلاء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!.. إن هذه المتع والملذات والمسرات بالخصم من حسابك في الاخرة فانتبه.. انتبه قبل أن تذهب إلى هناك فلا تجد شيئا يسرك.

 عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: « كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل». وكان ابن عمر رضى الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح؛ وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء؛ وخذ من صحتك لمرضك؛ ومن حياتك لموتك"[أخرجه البخاري].

 

قال الإمام النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل»؛ أي: لا تركن إليها؛ ولا تتخذها وطنا؛ ولا تحدث نفسك بالبقاء فيها؛ ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق به الغريب في غير وطنه الذي يريد الذهاب منه إلى أهله.

وهذا معنى قول سلمان الفارسي رضى الله عنه: أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم ألا تتخذ من الدنيا إلا كمتاع الراكب.

ترجو البقاء بدار لا بقاء لها *** وهل سمعت بظل غير منتقل

 "ومن حياتك لموتك": أمره بتقديم الزاد؛ وهذا كقوله تعالى: «وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ» (الحشر: 18) ولا يفرط فيها حتى يدركه الموت فيقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} (المؤمنون: 99– 100)؛ وقال الغزالي رحمه الله تعالى: "ابن آدم بدنه معه كالشبكة يكتسب بها الأعمال الصالحة؛ فإذا اكتسب خيرا ثم مات كفاه؛ ولم يجتمع بعد ذلك إلى الشبكة؛ وهو البدن الذى فارقه بالموت.

ولا شك أن الإنسان إذا مات انقطعت شهوته من الدنيا؛ واشتهت نفسه العمل الصالح لأنه زار القبر؛ فإن كان معه استغنى به؛ وإن لم يكن معه طلب الرجوع منها إلى الدنيا ليأخذ منها الزاد؛ وذلك إن أخذت منه الشبكة.

فيقال له: هيهات؛ قد فات؛ فيبقى متحيرا دائما نادما على تفريطه في أخذ الزاد قبل انتزاع الشبكة؛ فلهذا قال: "خذ من حياتك لموتك"؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم") اهـ.

أخي في الله؛ زود رصيدك في الآخرة؛ فمستقل ومستكثر.. ستقول: ماذا أصنع؟!؛ الله قد أعطاني أموالا فهل أرميها في الشارع؟ !!.. أقول لك: تصدق بها على الفقراء تجدها هناك..

 

"يقول ابن آدم: مالي مالي؛ فيقال له: ليس لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت؛ أو لبست فأبليت؛ أو تصدقت فأبقيت".. فالمال مال الله أعطاه لك فرده إليه ولا تقل: مالي.. فهو سبحانه قادر على أن يفقرك ويسلبك هذا المال فتمشى فقيرا محتاجا.. ألا تشكر الله أن وهبك ماله؛ وفوق ذلك يثيبك ويرفعك حينما ترده إليه وتنفقه في سبيله.. ألا تستحى من ربك؟!.. فإن كان عندك مال فتصدق به.

ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والله ما أحب أن يكون لى مثل أحد ذهبا؛ فيبيت عندي منه ثلاث فأفعل بهم هكذا وهكذا وهكذا وهكذا» [متفق عليه].. أي: يفرق هذا المال ويوزعه على الفقراء بسرعة.

يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ازهد في الدنيا يحبك الله؛ وازهد فيما عند الناس يحبك الناس» "[صححه الألباني].

 

"الزهد ترك ما لا يحتاج إليه من الدنيا وإن كان حلالا؛ والاقتصار على الكفاية"؛ والورع: ترك الشبهات؛ قالوا: وأعقل الناس الزهاد؛ لأنهم أحبوا ما أحب الله؛ وكرهوا ما كره الله من جميع الدنيا؛ واستعملوا الراحة لأنفسهم.. وللشافعي رحمه الله في ذم الدنيا:

ومن يذق الدنيا فإني طعمتهــا *** وسبق إلينا عذبـها وعذابهـا

فلـم أرها إلا غرورا وباطــلا ***  كما لاح في ظهر الفلاة سرابها

ومـا هى إلا جيفـة مستحيـلة *** عليها كـلاب همهن اجتذابها

فإن تجتنبها كنت سلما لأهلهــا     وإن تجتذبهـا نازعتـك كلابها

فـدع فضـلات الأمـور فإنـا *** حرام على نفس التقـى ارتكابها

 

قوله: "حرام على نفس التقى ارتكابها" يدل على تحريم الفرح بالدنيا؛ وقد صرح بذلك البغوى في تفسير قوله تعالى: {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (الرعد: 26)؛ ثم المقصود بالدنيا المذمومة: طلب الزائد على الكفاية؛ أما طلب الكفاية فواجب.

قال الشافعي رحمه الله: "طلب الزائد من الحلال عقوبة ابتلى الله بها أهل التوحيد".

وقد مدح الله المقتصدين في العيش فقال: { وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا} [الفرقان: 67].. وكان يقال: القصد في المعيشة يكفى عنك نصف المؤنة؛ والاقتصاد: الرضا بالكفاية ".

 

أحد الناس أسأل الله أن يفرج كربه ويقضى دينه قال لي: أنا أدفع للبنك ستين ألف جنيه ربا كل شهر؛ قلت له: لو أن ستين ألف جنيه تصدق بها على الفقراء كل شهر فكم تغنى في الآخرة؟!.. يريد أن يسدد بعد أن تورط وعاش الهم والغم ليل ونهار.. اللهم تب على كل عاص مراب.. نعم: الربا حرب على الله.. قال هذا الرجل: ولذلك إذا قابلني أحد في الدنيا أقول له: "سكة البنوك سكة الخراب".. أسأل الله أن يصرف الربا عن المسلمين.. اللهم إنا نعوذ بك من الربا والزنا والغنا والوبأ.

 

فلو أن هذا المال المكنوز صرف فيما يرضى الله؛ لارتاح الناس وسعدوا ولا طمأنوا ورضى الله عنهم.. كثير من الناس من يسأل باستمرار: ابتعدت عن البنك ولم أضع أموالى فيه فماذا أصنع؟.. أشغلها في مشروع؟!.. ولكنى أخاف من الخسارة! أقول: تصدق بها على الفقراء ينفعك عند الله وهذا هو التشغيل الحقيقي لها.. التصدق بها.

 

نعم: عندك زيادة في المال تريد أن تضعها في البنك أو تعمل بها مشروعا.. لا.. بل تصدق بها على الفقراء؛ فواله الذي لا إله إلا هو؛ هناك فقراء لا يجدون ما يأكلونه.. والله؛ فقراء لا يجدون "الرغيف الحاف".. فقراء لا يرون اللحم بالشهور؛ ولو ذهبت إليهم بدجاجة من دجاج "الجمعية" لطاروا فرحا.. فيا من لا تأكل إلا اللحم باللحم.. تريد أن تحتفظ بالأموال وتكنزها؛ وإخوانك فيهم من لا يجد ما يسد جوعه.

 

أطعم الفقراء وأنفق عليهم مالك بسخاء؛ أطعمهم وكن رحيما بهم؛ فالمال مال الله وهو الذي أغناك.. { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15].. اللهم أطعم فقراء المسلمين؛ اللهم أغن فقراء المسلمين بفضلك وكرمك يا أرحم الراحمين؛ اللهم وسع أرزاق المسلمين وبارك لهم بها يا رب العالمين.

طلحة بن عبيد الله التيمي.. الصحابي الجليل.. الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن ينظر إلى رجل يمشى على الأرض وقد قضى نحبه؛ فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله» [حسنه الألباني].

يقول عنه الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا رحمه الله تعالى بعد أن ذكر قصة وفاته: "هذه هي قصة نعت طلحة بن عبيد الله" بالشهيد الحى"؛ أما تلقيبه بطلحة الخير ؛ وطلحة الجود فلها مئة قصة وقصة.. 

من ذلك أن طلحة كان تاجرا واسع التجارة عظيم الثراء؛ فجاءه ذات يوم مال من "حضر موت" مقداره سبعمئة ألف درهم؛ فبات ليلته وجلا جزعا محزونا.

فدخلت عليه زوجته أم كلثوم بنت أبى بكر الصديق؛ وقالت: ما بك يا أبا محمد؟ !!.. لعله رابك منا شيء!!؛ فقال: لا؛ ولنعم حليلة الرجل المسلم أنت.. ولكن تفكرت منذ الليل وقلت: ما ظن رجل بربه إذا كان ينام وهذا المال في بيته؟!؛ قالت: وما يغمك منه؟!؛ أين أنت من المحتاجين من قومك وأخلائك؟!؛ فإذا أصبحت فقسمه بينهم؛ فقال: رحمك الله؛ إنك موفقة بنت موفق.. فلما أصبح جعل المال في صرر وجفان؛ وقسمه بين فقراء المهاجرين والأنصار.

وروى أيضا أن رجلا جاء إلى طلحة بن عبيد الله يطلب رفده؛ وذكر له رحما تربطه به؛ فقال طلحة: هذه رحم ما ذكرها لي أحد من قبل؛ وإن لي أرضا دفع لي فيها عثمان بن عفان ثلاثمئة ألف.. فإن شئت خذها؛ وإن شئت بعتها لك منه بثلاثمئة ألف وأعطيك الثمن؛ فقال الرجل: بل آخذ ثمنها؛ فأعطاه إياه.. هنيئا لطلحة الخير والجود هذا اللقب الذي خلعه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ورضى الله عنه ونور له في قبره ".

أخي المسلم؛ عندك زيادة وليس الكلام للأغنياء فقط؛ فتصدق بها؛ ابن مسجدا أو عيادة لعلاج الفقراء مجانا.. تبن مشروعا للإنفاق على الأسر اليتيمة.. ساعد في زواج الشباب المحتاج المتعفف.. تبن طالب علم شرعي ليخدم الأمة.. أنفق مالك في مشاريع أخوية تكن لك عند الله؛ وإلا تفعل فهي بالخصم من حسابك في الآخرة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين