أهم الأحداث والأنباء في يوم عاشوراء

أحمد الجابري

ظل النبي صلى الله عليه وسلم فترة من الزمن يأمر أصحابه بصيام ذلك اليوم، حتى أنه أرسل رجلا من أسلم وقال له: «أذن في الناس: أن من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء».

  • التصنيفات: التصنيف العام - ملفات شهر محرم -

شهر المحرم: فضائل وأعمال (5)

الحلقة الخامسة: أهم الأحداث والأنباء في يوم عاشوراء

المرحلة الثانية لصيام عاشوراء

 

لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، ولعلم النبي عليه الصلاة والسلام أنهم لا يتفقون في سبب الصوم مع أهل مكة؛ سألهم عن سبب صيامهم – كما في الصحيحين – فقال: «ما هذا اليوم الذي تصومونه؟» فقالوا: هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فنحن أحق وأولى بموسى منكم، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه».

وزاد الإمام أحمد في مسنده، أنهم قالوا: وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي، فصام نوح وموسى شكرا لله.

لكن هذه الرواية الأخيرة التي فيها ذكر نوح عليه السلام؛ سندها ضعيف.

وظل النبي صلى الله عليه وسلم فترة من الزمن يأمر أصحابه بصيام ذلك اليوم، حتى أنه أرسل رجلا من أسلم وقال له: «أذن في الناس: أن من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء».

فكان يتحرى صيام ذلك اليوم، ويأمر أصحابه بصيامه، حتى جاءت:

المرحلة الثالثة؛ وهي صيامه بعد نزول فرض رمضان:

تقول أمنا عائشة: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصيام يوم عاشوراء، فلما فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر».

فكأن صيامه كان فرضا عليهم قبل رمضان، ثم نسخ بعد ذلك وجوب صيامه، وبقي الأمر مستحبا.

ويؤكد استحباب صيام عاشوراء؛ أمران:

الأول:أنه صلى الله عليه وسلم ظل مواظبا عليه حتى قبل موته، والدليل أن رسول الله لما علم بتعظيم اليهود والنصارى لهذا اليوم، وأراد مخالفتهم تمييزا للمسلمين عنهم؛ فقال – كما في صحيح مسلم –: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع».

قال ابن عباس: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الثاني: أنه خص صيام هذا اليوم بثواب لا يعرف لغيره، إلا يوم عرفة، فدل ذلك على استحباب صومه، فقال لما سئل عن صوم عاشوراء – كما في صحيح مسلم –: «يكفر السنة الماضية».

ولذا فلا ينبغي أن يتهاون مسلم مستطيع أو مسلمة في صيام ذلك اليوم، احتسابا للأجر، واتباعا للهدي.

لكن يبقى سؤالان أخيران؛ هما: أي يوم هو عاشوراء؟ هل هو يوم التاسع من محرم كما يقول ابن عباس؟ أم يوم العاشر كما يقول غيره؟ وما هي مراتب صيام ذلك اليوم؟

هذا ما نجيب عنه في الحلقة القادمة بإذن الله....