و إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم

أبو الهيثم محمد درويش

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا * لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا}  [الأحزاب 7-8]

  • التصنيفات: التفسير -

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} :

القيام بالدين و الدعوة إليه و الدفاع عنه مسؤولية عظيمة أخذ الله تعالى الميثاق من الأنبياء ليتحملوها هم و من تبعهم بإحسان.

الله خلقنا لحمل هذه الأمانة و التي جوهرها التوحيد الخالص لله رب العالمين و دعوة الأرض بأسرها لتوحيده , فمنا من صدق العهد و الميثاق و أولنا الرسل و الأنبياء و على رأسهم الخمسة الكبار محمد و نوح و إبراهيم و موسى عيسى عليهم أفضل الصلوات و أتم التسليمات ثم باقي الرسل و الأنبياء ثم أتباع الرسل و أولهم أتباع محمد صلى الله عليه و سلم إلى يوم الدين.

الأمانة لها تبعات سيسأل الله عن أدائها و الصدق في العمل بها و الدعوة إليها ليتبين الصادق من الكاذب في موقف لا نفاق فيه و لا كذب و لا مهرب.

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا * لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا}  [الأحزاب 7-8]

قال السعدي في تفسيره :

يخبر تعالى أنه أخذ من النبيين عمومًا، ومن أولي العزم -وهم، هؤلاء الخمسة المذكورون- خصوصًا، ميثاقهم الغليظ وعهدهم الثقيل المؤكد، على القيام بدين اللّه والجهاد في سبيله، وأن هذا سبيل، قد مشى الأنبياء المتقدمون، حتى ختموا بسيدهم وأفضلهم، محمد صلى اللّه عليه وسلم، وأمر الناس بالاقتداء بهم.

وسيسأل اللّه الأنبياء وأتباعهم، عن هذا العهد الغليظ هل وفوا فيه، وصدقوا؟ فيثيبهم جنات النعيم؟ أم كفروا، فيعذبهم العذاب الأليم؟ .

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن