العلاّمة المجاهد علال الفاسي (1)

لقد أكرمه الله أن وافته منيته يوم الاثنين 20 من ربيع الآخر 1394هـ - 13 من مايو 1974م، وهو يجاهد لقضايا وطنه وأمته، حيث توفي في بوخارست عاصمة رومانيا، في زيارة لشرح وبيان قضية المغرب والصحراء المغربية.

  • التصنيفات: ترجمات -

تمهيد:

العلامة علال الفاسي هو علال بن عبد الواحد بن عبد السلام بن علال، الفاسي الفهري، ينتمى لأسرة عربية عريقة، استقرت ببلاد الأندلس، ثم فرّت منها إلى المغرب بسبب محاكم التفتيش الإسبانية، ومن هذه الأسرة السيدة فاطمة بنت محمد الفهري التي بنت بمالها جامع القرويين الشهير، عام 245 هجرية.

 

ولد علال سنة 1328هـ / 1910م لأحد كبار علماء المغرب في مدينة فاس، الذي كان مدرساً بالقرويين وقاضياً، كما كان أجدادُه من قبله، والفترة التي ولد فيها علال كانت فترة تاريخية صعبة، حيث كانت البلاد الإسلامية تحت حكم الاحتلال الصليبي، وهذه البيئة الصعبة والعائلة العريقة والإرادة الربانية من قبل هي التي جعلت من علال أحد رموز الإصلاح في الأمة.

 

شخصية علال الفاسي تعاني من تعامل مجزوء معها، فالدور السياسي الكبير لعلال الفاسي في استقلال المغرب طغى على دوره الإسلامي الإصلاحي، وغابت صورة علال السلفي العالِم المجدد عن أذهان الكثيرين من السياسيين بل حتى عند الإسلاميين.

 

وغابت صورة علال السياسي، مؤسس الأحزاب، ومسعّر حرب الاستقلال، ورئيس لجنة كتابة الدستور، والوزير والمعارض عن أذهان كثير من طلبة العلم المعجبين بعلال!!

 

إن علال يمتلك عدة شخصيات ضخمة فهو يمتلك شخصية العالم المجدد، وشخصية المفكر الناقد المبدع، وشخصية المجاهد والمقاوم البطل، وشخصية السياسي الذكي.

 

رحلته العلمية:

درس علال بداية في الكُتَّاب، حيث تلقى مبادئ الكتابة والقراءة، فحفظ القرآن الكريم مبكراً، ثمّ نقله والده للمدرسة العربية الحرة بفاس القديمة، ثم في عام (1338هـ) التحق بجامع القرويِّين، فالتقى بالعلامة السلفي محمد بن العربي العلوي والذي درس عليه المختصر بشرح الدردير، والتحفة بشرح الشيخ التاودي بن سودة، وجمع الجوامع بشرح المحلي، والكامل في الأدب للمبرد، ومقامات الحريري، وعيون الأخبار لابن قتيبة. ودرس على عدد من العلماء الأكابر في جامع القرويين علوماً متعددة كان منهم شيخ العربي العلوي، الشيخ العلامة المحدث أبو شعيب الدكالي الذي قرأ عليه صحيح البخاري؛ وقد حصل على الشهادة العالمية عام 1932، ولم يتجاوز عمره الثانية والعشرين.

 

موجز مسيرته العملية العلمية:

* عمل مدرساً بالمدرسة الناصرية، وذلك أثناء دراسته بالقرويين.

 

* بعد تخرجه وحصوله على إجازة من والده، ومن عمه الفقيه عبد الله الفاسي، ومن شيخيه العلامتين أبي شعيب الدكالي ومحمد بن جعفر الكتاني، وصار يدرّس بجامع القرويين حول التاريخ الإسلامي.

 

* عمل أستاذاً محاضراً بكلية الشريعة التابعة لجامعة القرويين بفاس، كما عمل محاضراً بكليتي الحقوق والآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط، ومحاضراً بدار الحديث الحسنية بالرباط.

 

* هو صاحب فكرة إنشاء وزارة للشؤون الإسلامية بالمغرب.

 

* كان له فضل حث الملك الحسن الثانى سنة 1964م على إنشاء دار الحديث الحسنية.

 

* كان له دور بارز في تطوير جامعة القرويين واستحداث كلية الشريعة وكلية أصول الدين وكلية اللغة العربية.

 

* كان عضواً ومقرراً عاماً في لجنة مدونة الفقه الإسلامي التي شُكلت في فجر الاستقلال المغربي. كما أن له باعاً طويلاً وقدماً راسخة في الفقه الإسلامي وخاصة الفقه المالكي والفقه المقارن، وله اجتهادات فقهية يحتج بها علماء المغرب والجزائر وتونس.

 

* انتخب عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة.

 

* له عدد من المؤلفات منها: عقيدة وجهاد، مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها، دفاع عن الشريعة، محاضرتان عن مهمة علماء الإسلام، الإسلام وتحديات العصر، دفاعاً عن الأصالة، شرح مدونة الأحوال الشخصية، تاريخ التشريع الإسلامي، المدخل للفقه الإسلامي، المدخل لعلوم القرآن والتفسير، بديل البديل، نضالية الإمام مالك، النقد الذاتي، الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، وغيرها؛ وله كتب باللغة الفرنسية.

 

كما أصدر مجلة "البينة"، وجريدة "صحراء المغرب"، و"الحسنى". 

 

مسيرته السياسية:

مر معنا أن المغرب والعالم الإسلامي كان تحت الاحتلال، وأن علال درس على العلامتين أبي شعيب الدوكالي ومحمد العربي العلوي اللذين كانا قادة العمل الوطني في المغرب، ولذلك سرعان ما انخرط علال الفاسي في العمل الوطني المغربي ومقاومة المحتل الفرنسي، وبدأت مسيرته المباركة في هذا الجهاد الطويل، والباحثون في سيرته الوطنية يذكرون أنها مرت بعدة مراحل هي:

 

1- تأليف جمعية من زملائه الطلبة في القرويين أطلق عليها "جمعية القرويين لمقاومة المحتلين" لدعم المجاهد المغربيّ الكبير، الملقّب ببطل الصحراء، عبد الكريم الخطّابي، في جهاده ضد الاحتلال الفرنسي.

 

2- أيد موقف شيوخه الدكالي والعلوي بمعارضة الظهير البربري، فألقى عدة خطب في التحذير منه، وبسبب فصاحته وخطابته المؤثرة كانت تستجيب له الجماهير فتخرج المظاهرات الحاشدة تندد بهذه السياسة الخبيثة، ولذلك اعتقلته السلطات الفرنسية وهو طالبٌ بالعالمية، ونفته إلى بلدة (تازة)، ثم عاد بعد الإفراج عنه إلى فاس سنة (1931م) فمنعته من التدريس، فانصرف إلى جامع القرويين يلقي الدروس العلمية الليلية عن تاريخ الإسلام، وعن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، مقارنا بين حالة المسلمين الأوائل وواقع إخوانهم المعاصر، وقد جذبت هذه الدروس اهتمام المغاربة من الرجال والنساء، ولم يكتف بهذا، فاختار نخبة من زملائه وأوفدهم إلى شتى القرى لنشر الوعي والأفكار الصحيحة وتأجيج الشعور الوطني.

 

3- في عام 1933م حاولت الإدارة الفرنسية اعتقاله مجدداً فسافر إلى إسبانيا وسويسرا، واتصل بالأمير شكيب أرسلان وإخوانه المناضلين العرب والمسلمين.

 

4- عاد إلى المغرب عام (1934م)، وأسس أول نقابة للعمال سنة 1936م.

 

5- أنشأ كتلة العمل الوطني سنة (1937م) فأبعدته السلطات إلى (الغابون) منفياً إلى سنة (1941م)، ثم إلى (الكونغو) حتى سنة (1946م)، حبيساً في زنزانةٍ مظلمةٍ، ولم يسمحوا له بمصحفٍ إلا بعد عامٍ ونصف.

 

6- بعد إطلاق سراحه، أنشأ مع رفاقه حزب الاستقلال ثم سافر متنقلاً بين البلاد العربية والأوروبية يدعو لاستقلال المغرب عن فرنسا، وقد استطاع في هذه الجولات أن يتصل بكثيرين من القادة والزعماء والمجاهدين في العالم الإسلامي.

 

عاد إلى المغرب سنة (1949م) فمنعه الفرنسيون من الدخول، فأقام بمدينة (طنجة)، وكانت يومئذ منطقة دولية.

 

7- في سنة (1953م)  قام الاستعمار الفرنسي، بنفي الملك المغربي محمد الخامس خارج البلاد، فدعا علال الفاسي الشعب المغربي للثورة ضد فرنسا، وكان قائد الثورة حتى عودة الملك، واستقرار أمر البلاد.

 

8- بعد نيل المغرب استقلاله سنة (1375هـ/1955م) ورجوع الملك محمد الخامس إلى عرشه عاد علال الفاسي إلى وطنه بعد غياب عشر سنوات قضاها في القاهرة، وعاود نشاطه القديم فتولى رئاسة حزب الاستقلال الذي أنشئ من قبل، واختير عضوا رئيسيا في مجلس الدستور لوضع دستور البلاد، ثم انتخب رئيسا له بسبب مركزية دوره وجهاده لفرنسا، وقدم مشروع القانون الأساسي، وشارك في وضع الأسس الأولى لدستور سنة 1962م، ودخل الانتخابات التي أجريت سنة (1383هـ/ 1963م) ودخل الوزارة، وإليه يرجع الفضل في إنشاء مشروع وزارة للدولة مكلفة بالشئون الإسلامية.

 

9- بعد وفاة الملك محمد الخامس، تولى وزارة الدولة للشؤون الإسلامية عام 1961م، ثم استقال عام 1963م، وانضمّ بحزبه حزب الاستقلال إلى صفوف المعارضة السّلميّة الناصحة[1].

 

10- له مشاركات مهمة في كثير من قضايا الأمة الإسلامية وخاصة فلسطين.

 

سلفية علال الفاسي:

ظهرت سلفيته في دروسه التي بدأ يلقيها في القرويين منذ كان طالباً سنة 1933م، وبسبب ذلك قام بعض الحاقدين بشكايته للملك بدعوى أنه ينال من الصالحين والأولياء، لكن دفاع شيخه محمد العربي العلوي عنه أحبط مساعيهم، وفي المستقبل سيصطدم علال ببعض مشايخ الطرقية الذين استعملهم الاستعمار الفرنسي لإضفاء الشرعية على إزاحة الملك محمد الخامس عن عرشه سنة 1953م.

 

وأيضاً حين هاجم الطرقيين زميله في الدراسة العلامة محمد المكي الناصري بسبب كتابه "إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة" قام علال بكتابة مقال بعنوان "الطرق والإسلام" نشر في مجلة "إظهار الحق" بتاريخ 19/3/1926م.

 

ومنذ تلك المرحلة وعلال ورفقاؤه في حرب مع الخرافة والطرقية حلفاء المستعمر الفرنسي، وهذه السلفية هي التي صاغت الحركة الوطنية المغربية عامة، يقول علال في كتابه "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي": «لئن كانت السلفية في باعثها الحنبلي ترمي لتطهير الدين من الخرافات التي ألصقت به والعودة إلى روح السنة المطهرة؛ فإنها لا تقصد من وراء ذلك إلا تربية الشخصية الإسلامية على المبادئ التي جاء بها الإسلام، بصفته المتكفل بصلاح الأمة في دينها ودنياها، وإعدادها لتكون لها الخلافة في هذه الأرض التي حكم الله ألا يرثها من عباده إلا الصالحون، وبذلك فهي حركة تتناول نواحي المجهود الفردي لصلاح المجتمع، وتتطلب فتح الذهن البشري لقبول ما يلقى إليه من جديد، وقياسه بمقياس المصلحة العامة لإرجاع المجد العظيم الذي كان للسلف الصالح في حظيرة الإيمان وحظيرة العمل".

 

ويصرح علال بأن "الحركة السلفية التي علمت بدء نهضتنا أول تمهيد لهذا الكفاح العقلي والاجتماعي، ولكنها ستظل من غير فائدة إذا لم تتوج بحركة إصلاح شاملة، ومن درجة أقوى وأشد عتوا. لقد عَلمت السلفية الشعب أن يستمع لنقد كثير مما كان يحرم على نفسه أن ينظر فيه أو يستمع لاستنكاره، وهي لم تقم إلا بواجب يفرضه الإسلام نفسه، إذ هو حركة مستمرة وتقدم دائب".

 

وانطلاقاً من سلفيته خاض معركة الـ "دفاع عن الشريعة" حين جاء وقت كتابة الدستور المغربي بعد الاستقلال ومحاولة التيار الشيوعي في المغرب إلغاء هوية المغرب الإسلامية في الدستور، وكذلك ألف كتابيه "تاريخ التشريع الإسلامي" و"المدخل للفقه الإسلامي" ليثبت للمخالفين سبق الإسلام للغرب في جانب القانون والدستور من خلال بيان اقتباس الغرب لكثير من فقه الإسلام في قوانينهم.

 

وبقيت السلفية منهج علال حتى وفاته، ففي محاضرته عن الأصالة سنة 1973 أي قبل وفاته بشهور يقول: "وأول ما يجب أن نعتز به من تراثنا هو ديننا الحنيف، فيجب أن نحافظ على التمسك به، واليقين في أفضلية مبادئه، ولكن يجب أن نفرق بين دين الكتاب والسنة، الإسلام الصافي الذي جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأعطانا صورته في شخصه، وسار على غِراره الصحابة الكرام والتابعين ومن تبعهم بإحسان وكل المصلحين.. ولكن هذا الدين وهؤلاء المسلمين خُلق من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات.. فمنهم المبتدع في العقيدة، ومنهم المنحرف في الشريعة، ومنهم المكثرون من الخرافات..".

 

لقد كانت سلفية علال تمزج بين تحرير الفرد من عوائق الشعوذة والخرافة الصوفية، وتحريره من عوائق التخلف والجهل، وتحريره من عوائق الاستعمار والاحتلال الأجنبي.

 

موسوعية علال الفاسي وعبقريته:

لقد تميز علال بموسوعية مدهشة وعبقرية فذّة، وساعده على ذلك ذكاؤه الفطري ومطالعاته الواسعة وتنقله بين البلاد بسبب النفي أو الهروب أو السفر، وقد ظهر ذلك في كتبه المتنوعة ولكن كتابه "النقد الذاتي" يعد أكبر دليل على موسوعية علال وعبقريته، فهو قد ناقش في هذا الكتاب النظريات المعروفة في عصره سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتربوياً ونقدها وقدم البديل عنها للمجتمع المغربي، وذلك لتكون النظرية التي يسير عليها المغرب بعد استقلاله، وهذا يدل على عبقريته وتخطيطه المبكر لحاجة المغرب للنهوض والتقدم.

 

فعلال بعد أن درس حركات التحرر والاستقلال في المغرب العربي في كتابه "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي" وجد أن من واجبه "تكوين النظرية ووضع البرنامج المفصل الذي يسهل علينا تحقيق الإصلاحات العميقة التي تنشدها أمتنا.."، وهذا الكتاب لا غنى لكل دارس للفكر الإسلامي والإصلاحي من دراسته والعناية به.

 

يقول العلامة عبدالله كنون عن هذا الكتاب: "هو أكثر من كتاب سياسي، إنه والحق يُقال منهاج للحكم والإصلاح الاجتماعي".

 

وفي هذا الكتاب وغيره من كتابات علال الكثير من التأصيل للاجتهاد السياسي الإسلامي الذي سبق فيه كثيراً من المعاصرين، ولكن للأسف لم ينل حظه من العناية.

 

حزب الاستقلال:

لقد نشأ حزب الاستقلال لغرض مقاومة الاحتلال الفرنسي، ولذلك لم يكن له غرض ديني أو هوية أيديولوجية، وكان فيه توجهات سياسية وفلسفية شديدة الاختلاف كان همها الوحيد التحرير من الاستعمار، الشيء الذي وحد بينها في نطاق حزب وطني كبير يخفي وراءه تناقضات داخلية كبيرة ولذلك بعد الاستقلال حدثت عدة انشقاقات عن الحزب، وخرجت منه التيارات اليسارية، وفقد بعد ذلك علال السيطرة عليه، وهذا ما جعل علال في آخر عمره يصرح بندمه على عدم تأسيسه لحركة إسلامية.

 

بداية حزب الإستقلال كانت من خلال كتلة العمل الوطني، التي تكونت بعد صدور الظهير البربري في سنة 1930م، وفي مطلع سنة 1937م شكلت اللجنة التنفيذية للكتلة وكان علال الفاسي رئيسا لها وضمت شخصيات متعددة التوجهات، وبعد شهرين قام الاحتلال الفرنسي بحل الكتلة وإقفال مكاتبها بالقوة.

 

ولما لم يمكن إعادة الكتلة للوجود تم تأسيس الحزب الوطني بعد شهر من حل الكتلة، وكان علال من قادته ولذلك تم نفيه لخارج المغرب في نفس السنة.

 

وفي 11/1/1944 أُعلن عن ولادة حزب الاستقلال حيث تم تقديم ما عرف في تاريخ المغرب بـ "وثيقة المطالبة بالاستقلال" من قبل أنصار ورفقاء علال الذي لا يزال في المنفى.

 

وحين عاد علال للمغرب سنة 1946م قاد الحزب حتى وفاته عام 1974م.

 

في 1959م غداة الاستقلال شهد الحزب انشقاقا انبثق عنه حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية اليساري، الذي ستنشق عنه بدوره فيما بعد أحزاب يسارية أخرى.

 

وذلك بسبب الخلاف بين التيار "التقليدي المحافظ"  والتيار "التقدمي اليساري" في حزب الاستقلال على توجهات ودستور المغرب المستقل.

 

ولذلك لم ينجح علال في ترؤس لجنة وضع الدستور بسبب معارضة الحزب الشيوعي وحزب الاتحاد المنشق عن الاستقلال، لرفضهم الرؤية الإسلامية للدستور التي يتبناها علال الفاسي، ونتج عن ذلك انفراد القصر الملكي بوضع الدستور لصالح الملك في عدد من القضايا الخلافية كاختصاصات الملك الواسعة، وطبيعة النظام السياسي، ودور البرلمان، ودور الأحزاب، وكيفية تشكيل الحكومة وصلاحياتها، ويكاد هذا الوضع يتكرر الآن بعد 50 سنة في مصر في الصراع على اللجنة التأسيسية للدستور المصري!!

 

بعد ذلك دخل الحزب في صراعات سياسية حوّلته من مؤيد للقصر إلى معارض، ولم يعد علال الفاسي يسيطر على الحزب ولم يعد الحزب يمثل توجهات علال بسبب عدم وجود انتماء حقيقي لفكر علال بالحزب.

 

ولذلك أعلن مؤخراً في سنة 2012م عن تأسيس حركة تصحيحية أطلق عليها «حركة 11 يناير للفكر العلالي والقيم التعادلية لحزب الاستقلال»، تروم التشبث بالقيم الحقيقية لحزب الاستقلال، كما رسخها الزعيم علال الفاسي ورفاق دربه من القادة التاريخيين الموسومين بنظافة الذمة ونزاهة الفكر.

 

وفاته:

لقد أكرمه الله أن وافته منيته يوم الاثنين 20 من ربيع الآخر 1394هـ - 13 من مايو 1974م، وهو يجاهد لقضايا وطنه وأمته، حيث توفي في بوخارست عاصمة رومانيا، في زيارة لشرح وبيان قضية المغرب والصحراء المغربية، وقضية الشعب الفلسطيني في مواجهة الصهيونية دفاعاً عن دينه وأرضه، رحم الله العلامة المجاهد علال الفاسي رحمة واسعة.

 

بقلم/ أسامة شحادة. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] - انظر مقال "من فقهاء العصر محمد علال الفاسي" لصلاح عباس فقير، بشبكة الإنترنت.