مجزرة أوسلو .. والإرهاب المسيحي

ملفات متنوعة

نفذ مواطن نرويجي يدعى "أندريس بيهرينغ" بريفيك وهو مسيحي أصولي هجوم
على مخيم لشبان مراهقين في جزيرة قريبة من العاصمة النرويجية أوسلو،
هذا الهجوم أسفر عن مقتل ما يزيد عن 90 وأصيب العشرات...

  • التصنيفات: اليهودية والنصرانية -

نفذ مواطن نرويجي يدعى "أندريس بيهرينغ" بريفيك وهو مسيحي أصولي هجوم على مخيم لشبان مراهقين في جزيرة قريبة من العاصمة النرويجية أوسلو، هذا الهجوم أسفر عن مقتل ما يزيد عن 90 وأصيب العشرات. ومنفذ الهجوم تقول الشرطة النرويجية إنه يملك توجهات يمينية متطرفة ويبلغ 32 عاماً أقرّ بالمسئولية عن الهجوم على مخيم الشبان وهجوم آخر على مقر للحكومة النرويجية من خلال تفجير سيارة مفخخة.


وأكد على صفحته على موقع فيسبوك أنه مدير مزرعة للمنتجات البيولوجية وهو ما مكنه من الحصول على مواد كيميائية يمكن استخدامها في صنع متفجرات .

الجالية المسلمة

بدوره اعتبر المحلل السياسي الدكتور "محمد رحال" المقيم في السويد أن التفجيرات التي وقعت في النرويج تؤثر على الجاليات الإسلامية في شبه الجزيرة الاسكندنافية خاصة وفي أوروبا عامة.

وقال "رحال" في مقابلة نشرتها صحيفة الشروق الجزائرية إن سبب تفجيرات أوسلو يرجع إلى الصراع الانتخابي بين أحزاب اليمين وأحزاب اليسار، مشيراً إلى أن اليمين ينتشر بقوة في أوروبا ويسيطر على أغلب الحكومات في السويد وفرنسا وهولندا، مضيفاً أن النرويج تكاد تكون استثناء في أوروبا.


ونفى المحلل السياسي العربي المقيم في السويد وجود أية ضغوط مباشرة على الجاليات الإسلامية في الدول الاسكندنافية، ولكن أفراد الجالية المسلمة يعانون من عنصرية خفية في العمل، حيث يجدون صعوبة في إيجاد مناصب عمل لأنهم عرب أو مسلمون، وقانون العمل في النرويج لا يعاقب أرباب العمل الذين يرفضون توظيف مسلمين بسبب ديانتهم أو عرقهم.

وأشار "رحال" إلى أن الجالية العربية والمسلمة في النرويج تقدر نسبتها بـ 4 % وهي تتضاعف كل 10 سنوات، ومعظم أفراد هذه الجالية قادمون من الشرق الأوسط وبالأخص من فلسطين وسوريا والعراق.

ولعل ردود الأفعال في أوروبا وأمريكا ترجح أن تأثير الهجومين اللذين وقعا في أوسلو لن يقتصر على النرويج وحدها وإنما سيمتد للغرب بأكمله لأن من يقف وراءه "يميني مسيحي" لا "متطرف مسلم".


وفي نفس السياق ركزّت وسائل الإعلام الأمريكية مجددا على ميليشيات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة ونقلت عن مركز ساوذرن بوفتي لوو سنتر وهو الجمعية التي تعد مرجعا بهذا الشأن القول إن عدد المجموعات العنصرية الصغيرة ازداد في الولايات المتحدة بأكثر من 60% منذ العام 2000، حيث ارتفع من 602 مجموعة إلى أكثر من ألف العام الماضي.

وحذّر المركز من أن هذه المجموعات تنتشر وأن نشاطاتها تتوسع منذ انتخاب "باراك أوباما" رئيساً للولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 وذلك لاستيائها من وصول رئيس أسود إلى البيت الأبيض.

ومن جانبه ، دعا وزير خارجية بريطانيا "وليام هيج" إلى إعادة النظر في التعامل مع ما يسمى الإرهاب ، مشيرا إلى أن "الإرهاب الإسلامي" ليس وحده الذي يهدد بريطانيا وأوروبا.

وأشار هيج في تصريحات للقناة التليفزيونية الأولى التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" إلى أن مجلس الأمن القومي التابع لحكومته سيجتمع للنظر في الدروس التي يمكن استخلاصها من هجومي النرويج.


مجزرة مرعبة

نقلت وكالة رويترز عن شركة زراعية نرويجية تأكيدها أن المعتقل اشترى منها ستة أطنان من الأسمدة الكيماوية في الرابع من شهر آيار (مايو) الماضي.

وقال رئيس الوزراء "ينس ستولتنبرغ" في مؤتمر صحفي: "منذ الحرب العالمية الثانية لم تضرب بلادنا مطلقاً أي جريمة بهذا الحجم".

ووصف ما حدث في مؤتمر الشبان المشاركين في المخيم الصيفي لشبيبة حزب العمال الحاكم بأنه كابوس، رأوا فيه "الخوف والدماء والموت".


وأشارت الشرطة النرويجية إلى أن المتهم نشر على موقعه على الإنترنت تعليقات تشير إلى أن لديه اتجاهات مسيحية أصولية.

وبحسب إفادات الشرطة فإن المتهم وضع رسالة على حسابه على موقع تويتر تقول:" شخص واحد مؤمن يساوي قوة مائة ألف من الأشخاص الباحثين عن المصالح فقط".

ودخل "بريفيك" متنكراً بزي الشرطة إلى المخيم، زاعماً أنه يريد التأكد من سلامة التجمع بعد انفجار أوسلو، ثم شرع في إطلاق النار على المشاركين وألقي القبض عليه بعد ذلك.

وبحسب شهود عيان فإن المسلح واصل إطلاق النار لفترة طويلة على جزيرة أوتويا شمال غربي أوسلو، حيث قام باصطياد ضحاياه دون أن يتصدى له أحد في الوقت الذي قام فيه الشبان بالتفرق هنا وهناك في حالة من الفزع أو بالقفز في البحيرة للسباحة إلى البر الرئيسي، موضحين أن "بريفيك" ظل يطلق الرصاص من سلاحين ناريين أحدهما مسدس لأكثر من نصف ساعة دون أن يعترضه أحد ، بل إن الشرطة لم تصل إلى موقع الحادث إلا بعد ساعة ونصف تقريباً.


وأكد "يورجين بينون" وهو أحد الناجين أن الكثير منهم اختلط عليه الأمر بسبب ارتداء المهاجم زي الشرطة ، قائلاً :" كانت فوضى عارمة، أعتقد أن العديد من الأشخاص فقدوا أرواحهم عندما حاولوا الوصول إلى البر الرئيسي".

و وصف عضو حزب العمال الحاكم "إريك كوستيردي" "18 عاما" الرعب على جزيرة أوتويا عندما بدأ المسلح في إطلاق النار، قائلا :" سمعت صراخاً، سمعت أناساً يتوسلون للحفاظ على حياتهم وسمعت طلقات نار، كنت متأكداً أنني سأموت".

وأضاف "فرّ الناس في كل اتجاه، كانوا مذعورين وتسلقوا الأشجار وداسوا بعضهم على بعض ، القاتل الذي كان يرتدي زي رجل شرطة ، دعا الناس للاقتراب منه ، وقال : حسنا.. إنكم آمنون، لقد جئنا لمساعدتكم ثم رأيت نحو عشرين شخصاً يتجهون نحوه فأطلق النار عليهم من مدى قريب".

وتابع "كوستريدي" أنه فرّ واختبأ بين الجبال ثم سبح في البحيرة وكاد يغرق قبل أن ينقذه أحد القوارب في البحيرة.


وأشار إلى أن "بريفيك" اعتقل في الجزيرة حيث استسلم لدى وصول الشرطة دون أي مقاومة وأقرّ بمسئوليته عن الهجومين واعترف بفظاعة الجريمة التي ارتكبها، وقال للشرطة إنه تصرف منفرداً، لكنه رفض المسئولية الجنائية وبرر ذلك بأنه عمل ضروري.

ورغم أنه لم تعرف هويته في البداية، إلا أن شبكة "تي في 2" النرويجية سرعان ما أكدت أن "بريفيك" مقرب من أوساط اليمين المتطرف ، في حين أشارت الشرطة إلى مواقفه المعادية للإسلام في مداخلاته على الإنترنت.

ومن جانبه ، كشف "غير ليبستاد" محامي المتهم أن "بريفيك" كان يريد أن "يغير المجتمع" ويفرض سياسة محافظة في أوروبا الغربية ، قائلا :" "بريفيك" أراد توجيه ضربة للمجتمع وأساسياته وإلى كيفية إدارتنا له".

وكان "بريفيك" معادياً للمسلمين المهاجرين في أوروبا وأظهر ذلك من خلال شريط فيديو نشره على الإنترنت قبل الهجوم دعا فيه إلى نفي المسلمين من أوروبا. وينتمي المتهم إلى حزب مناهض للهجرة وكتب مدونات على الإنترنت تهاجم التعددية الثقافية والإسلام، كما عرضت وسائل الإعلام النرويجية شريطاً مصوراً بُثّ على موقع يوتيوب يظهر وهو يروج للقتال ضد الإسلام وهو يرتدي سترة واقية للرصاص ويحمل بندقية آلية.

المصدر: مجلة البيان