أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ

أبو الهيثم محمد درويش

{أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ(16)} [القلم]

  • التصنيفات: التفسير -

{أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ} :

اغتر بدنياه وبعطايا مولاه فأعرض وكذب وركن إلى تلك العطايا من الأموال والبنين وظن أنها ستخلده ولن تزول عنه وإن كان الموت حقاً سيفوز  هو بالدنيا ولا شيء يراه بعد الموت حادثاً, لذا توعد الله أمثال هذا بعلامات لن ينساها من العذاب يوم القيامة يوسم بها وجهه , وأنى له أن ينساها؟؟؟؟!!!!!

وهذا الاغترار بالدنيا هو  ديدن المكذبين المعاندين الكارهين للرسل ورسالاتهم عبر تاريخ الإنسان.

قال تعالى:

{أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ(16)} [القلم]

قال السعدي في تفسيره:

وهذه الآيات - وإن كانت نزلت في بعض المشركين، كالوليد بن المغيرة أو غيره لقوله عنه: { {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} } أي: لأجل كثرة ماله وولده، طغى واستكبر عن الحق، ودفعه حين جاءه، وجعله من جملة أساطير الأولين، التي يمكن صدقها وكذبها- فإنها عامة في كل من اتصف بهذا الوصف، لأن القرآن نزل لهداية الخلق كلهم، ويدخل فيه أول الأمة وآخرهم، وربما نزل بعض الآيات في سبب أو في شخص من الأشخاص، لتتضح به القاعدة العامة، ويعرف به أمثال الجزئيات الداخلة في القضايا العامة.

ثم توعد تعالى من جرى منه ما وصف الله، بأن الله سيسمه على خرطومه في العذاب، وليعذبه عذابًا ظاهرًا، يكون عليه سمة وعلامة، في أشق الأشياء عليه، وهو وجهه.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن