روائع الحكمة (2-5)

خالد سعد النجار

ولقد دونت كل ما وقعت عليه عيني خلال مطالعتي، فخرج هذا الجمع الجليل، الذي أسال الله تعالى أن ينفع به الكبير والصغير، من أمة سيد المرسلين

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -


 

الحكمة ومضات مضيئة في مسيرتنا الحياتية، وهي الخلاصة النقية لفكر البشرية، ومنارة الأمة المحمدية، التي بلغت ينابيع الحكمة في أسلافها المكانة القصوى، والغاية العظمي، وذلك لصدق سريرتهم وحسن طويتهم، ونقاء بصيرتهم، ولقد دونت كل ما وقعت عليه عيني خلال مطالعتي، فخرج هذا الجمع الجليل، الذي أسال الله تعالى أن ينفع به الكبير والصغير، من أمة سيد المرسلين، إنه نعم المولى والقادر عليه، وحسبنا الله ونعم الوكيل. 

 

  • من روائع الكلم

- الأيام ثلاثة: فأمس صديق مؤدب، أبقى لك عظة وترك فيك عبرة، واليوم صديق مودع أتاك ولم تأته وكان عنك طويل الغيبة وهو عنك سريع الظعن «الارتحال» فخذ لنفسك فيه، وغدا لا تدري ما يحدث الله فيه أمن أهله أنت أم لا.

- قال والد لولده: يا بني إذا مر بك يوم وليلة وقد سلم فيها دينك وجسمك ومالك، فأكثر الشكر لله تعالى، فكم من مسلوب دينه، ومنزوع ملكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم وأنت في عافية.

- كان ذو النون المصري يقول: علامة السعادة للمرء ثلاث: متى ما زيد في عمره نقص من حرصه، ومتى ما زيد في ماله زيد في سخائه، ومتى ما زيد في قدره زيد في تواضعه.

وعلامات الشقاء ثلاث: متى ما زيد في عمره زيد في حرصه، ومتى ما زيد في ماله زيد في بخله، ومتى ما زيد في قدره زيد في تجبره وتكبره.

- كل نعمة محسود عليها إلا التواضع.

- عدل السلطان أنفع للرعية من خصب الزمان.

- من اعتمد على شرف آبائه فقد عقهم.

- لسان الجاهل مفتاح حتفه.

- قال الجاحظ: ليس شيء ألذ ولا أسر من عز الأمر والنهي، ومن الظفر بالأعداء، ومن تقليد المن أعناق الرجال، لأن هذه الأمور نصيب الروح.

- قال ابن عطاء الله السكندري: أصل كل معصية وغفلة وشهوة: الرضا عن النفس، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها، ولأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه.

- دخل رجل على هشام بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين احفظ عنِّي أربع كلمات فيهن صلاح ملكك واستقامة رعيتك، قال: ما هنَّ؟ قال: لا تعد عدة لا تثق من نفسك بإنجازها، ولا يغرنك المرتقى وإن كان سهلاً إذا كان المنحدر وعراً، واعلم أن للأعمال جزاء فاتق العواقب وأن للأمور بغتات فكن على حذر.

- قيل لرجل: ما فائدة الصفح؟ قال: هو أول منزلة من التواضع، وهو يحسِّن الخُلُق، ويذهب بالصغار، ويحلي المرار، ويؤمن البدن من الاقشعرار.

- قال الخليفة المأمون: «أيها الناس، لا تضمروا لنا بغضاً، فإنه والله من يضمر لنا بغضاً، ندركه في فلتات كلامه، وصفحات وجهه، ولمحات عينيه».

  • من أقوال سعيد بن المسيب

- ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيبه. [14/153].

- من كان فضله أكثر من نقصه وُهب نقصه لفضله. [14/153].

- من استغنى بالله افتقر الناس إليه. [14/153].

- ما يئس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء. [14/153].

[كتاب (الحديقة) تأليف العلامة محب الدين الخطيب]

  • قطوف

- الحياء والصمت أجمل زينات المرأة. [14/131].

- إن امرأتي هي التي جعلتني من أنا. بسمارك. [14/131].

- امش وراء الأسد ولا تمش وراء المرأة. سليمان الحكيم. [14/131].

- الرجل بصراحته في القول، وإخلاصه في العمل. سعد زغلول [14/130].

- الرجل بأعماله فكلما عظمت كبر مقامه في أعين غيره، وزادته قيمة. مصطفى كامل. [14/130].

- الرجل إذا تكلَّم كثيراً لا يعمل إلا قليلاً. فيكتور هيكور. [14/130].

- الرجل الشجاع هو الذي يعرف أن يصفح. سترين. [14/130].

- الرجل الذي يعمل لمصلحته فقط لا يستحق الاحترام. ميرابو. [14/130].

- الرجل الذي لا يرضى بالقليل لا يرضيه شيء. ابيقورس. [14/130].

[كتاب (الحديقة) تأليف العلامة محب الدين الخطيب]

- «والله ما ذل ذو حق، ولو تمالأ عليه من بأقطارها، ووالله ما عز ذو باطل ولو طلع من جبينه القمر » [عبد الله بن الزبير وهو محصور مع قلة من أنصاره بمكة]

- قال علي رضي الله عنه: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك، وأن لا تباهي الناس بعبادة الله، وإذا أحسنت حمدت الله تعالى، وإذا أسأت استغفرت الله تعالى [إحياء علوم الدين 3/178]

  • روائع 

قال ابنُ أمِّ عبدٍ رضي الله عنه وأرضاه: «من أراد الآخرة أضرَّ بالدنيا، ومن أراد الدنيا أضرَّ بالآخرة، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي» [السير 1/496]

وقال الإمام الذهبي - رحمه الله-: ولو أنَّا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له, قمنا عليه وبدَّعناه, وهجرناه, لما سَلِمَ معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة، ولا من هو أكبر منهما, والله الهادي إلى الحق, وهو أرحم الراحمين, فنعوذ بالله مِن الهوى والفظاظة. [السير 14/40]

  • من كلام الأحنف بن قيس

- الإنصاف يثبت المودة. [12/104].

- الرفق والأناة محبوبة إلا في ثلاث: تبادر في العمل الصالح، وتعجل إخراج ميتك، وتنكح الكفء أَيِّمَك. [12/104].

- أنصف من نفسك قبل أن يُنتصف منك. [12/104].

- لا تكوننَّ على الإساءة أقوى منك على الإحسان. [12/105].

- قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل. [12/105].

- العتاب خير من الحقد. [12/105].

- لأفعى تحكك في جوانب بيتي أحبُّ إليَّ من أيّم قد رددتُ عنها كفواً. [12/106].

- لو جلس إليَّ مائة، لأحببتُ أن ألتمس رضا كل واحد بما يسرُّه. [12/107].

- جنِّبوا مجالسَنا ذكر النساء والطعام؛ فإني أبغض الرجل أن يكون وصافاً لفرجه وبطنه. [12/107].

- إياك والغضب، فإنه ممحقة لفؤاد الحكيم. [12/107]. 

[كتاب (الحديقة) تأليف العلامة محب الدين الخطيب]