عناوين السعادة (2-2)

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

ولست أرى السعادة جمع مالٍ        ولكن   الـتقي هو السـعيد

  • التصنيفات: دعوة المسلمين -


طاعة الله عز وجل وعبادته وتقواه:

قال الشاعر:

ولست أرى السعادة جمع مالٍ        ولكن   الـتقي هو السـعيد

فالسعادة في تقوى الله وطاعته, ولا وصول إلى السعادة إلا بهذه الطاعة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أسعد الخلق: أعظهم عبودية لله, وقال: سعادة العبد أن يفعل المأمور, ويترك المحظور.

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: السعادة كلها في طاعته.

وقال العلامة ابن باز رحمه الله: التقوى هي سبب السعادة والنجاة وتفريج الكروب والعز والنصر,...وهي سبب الأمن والخير والسعادة في الدنيا والآخرة.

وقال: المؤمنون والرابحون والسعداء من الرجال والنساء يؤمنون بالله وباليوم الآخر إيماناً صادقاً مستقراً في القلب, وقد أخلصوا لله في أعمالهم, ووحدوه سبحانه, وآمنوا به, وبما أخبر به في كتابه, وبما أخبر به رسوله علية الصلاة والسلام, وحققوا هذا الإيمان بالعمل الصالح.

وقال: من صفات الرابحين الناجين السعداء: الإيمان, والعمل الصالح, والتواصي بالحق, والتواصي بالصبر...هذه...صفات الرابحين, صفات السعداء,...هذه العناصر الأربعة هي أسباب الوصول إلى السعادة.

تفريغ العبد لسانه لذكر الله والتنعم بذلك:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: أعظم سعادة العبد..تفريغ....لسانه لذكره. وقال : أجل المقاصد معرفة الله عز وجل..والتنعم بذكره, وهذا أجل سعادة الدنيا والآخرة

وقد ذكر رحمه الله في كتابه النافع " الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب " للذكر أكثر من سبعين فائدة, منها فيما يتعلق بموضوعنا: أنه يزيل الهم والغم عن القلب, وأنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط, وأن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن مجالس الذكر, فإنها رياض الجنة.   

اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم:

قال الله عز وجل:  {قُل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يُحببكم الله } [آل عمران: 31] فمن اتبع الرسول عليه الصلاة والسلام أحبه الله عز وجل, ومن أحبّه الله جل جلاله فهذا عنوان سعادته, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: السعادة والهدى في متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم, وقال العلامة ابن باز رحمه الله: الخير كله, والسعادة في الدنيا والآخرة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم, والسير على سنته, وسلوك مسلك أصحابه رضي الله عنهم.

الفقه في الدين, والعلم النافع:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من فقِه في الدين كان من أهل السعادة.

وقال رحمه الله: الخير والسعادة والكمال والصلاح منحصر في نوعين: في العلم النافع, والعمل الصالح.

وقال العلامة ابن باز رحمه الله: من رزق العلم النافع فقد رزق أسباب السعادة إذا عمل بذلك واتقى الله في ذلك, وقال رحمه الله: من أسباب السعادة: التفقه في الدين, كما قال علية الصلاة والسلام : (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ) فمن علامات الخير والسعادة: التفقه في دين الله.

تدبر القرآن الكريم:

قال العلامة ابن باز رحمه الله: السعيد من تدبره وتعقله وعمل بما فيه,[ يعني الشيخ: كتاب الله] والشقي من أعرض ذلك, واتبع الهوى والشيطان, نعوذ بالله من ذلك.

التوبة إلى الله من جميع الذنوب والمعاصي:

من كانت سيئاته نصب عينه فهذا من علامة سعادته, قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: علامة السعادة أن تكون حسنات العبد خلف ظهره, وسيئاته نصب عينيه.

وإذا كانت نصب عينيه ووفقه الله فسيتوب منها, وفي هذا سعادته,قال العلامة ابن باز رحمه الله: التوبة إلى الله فيها الخير العظيم, والسعادة في الدنيا والآخرة.

الشكر عند العطاء, والصبر عند البلاء, والاستغفار عند الذنب:

قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: أسألُ الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك قي الدنيا والآخرة, وأن يجعلكَ مُباركاً أينما كُنت, وأن يجعلك ممن إذا أعطى شكر, وإذا ابتلي صبر, وإذا أذنب استغفر, فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة, وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: سعادة العبد...أن يسلم للمقدور.

طهارة القلب من جميع الأمراض المعنوية, من: الحسد والحقد والغل, وغيرها

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أسعد الناس في الدنيا: أطهرهم قلباً.

الاشتغال بعيوب النفس عن عيوب الناس:

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: من أمارت السعادة أن يشغله عيبه عن عيوب الناس.

وأخيراً فإن من وعظ بغيره فإنه من السعداء, كما ذكر ذلك ابن مسعود رضي الله عنه, وقد قيل: ما أكثر العبر وأقلّ الاعتبار, فليتنبه لهذا من يريد السعادة, وليعتبر بما حصل لغيره من الأموات والأحياء من خير وشر, فيتابعهم في الخير, ويتعظ بما حصل لهم من شر فيبتعد عنه ويجتنبه.

اللهم اجعلنا من السعداء الأتقياء.

                              كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ