سبب نزول قوله تعالى: (ومن الناس من يعجبك)

عبد الحي يوسف

هذه الآية تحكي نموذجاً لنوع من الناس حلو اللسان، لكنه عظيم الفساد في الأرض، يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ولكن أعماله تكذب أقواله، وهذا حال المنافقين.

  • التصنيفات: التفسير -

الآية الرابعة بعد المائتين: قول الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [البقرة:204].


هذه الآية تحكي نموذجاً لنوع من الناس حلو اللسان، لكنه عظيم الفساد في الأرض، يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ولكن أعماله تكذب أقواله، وهذا حال المنافقين.


هذه الآية نزلت -كما قال ابن عباس - في شأن رجلين من المنافقين؛ إذ لما أصيب أصحاب الرجيع عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي وإخوانهم، قال المنافقون: يا ويح هؤلاء المفتونين الذين هلكوا هكذا، لا هم قعدوا في أهليهم، ولا هم أدوا رسالة صاحبهم؛ فهم يشمتون بالمسلمين الذين قتلوا.


وهذا يشبه قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} [آل عمران:156]، هكذا المنافقون يحاولون دائماً أن يلقوا الحسرة والندامة في قلوب المؤمنين.