دراسة: الاسترخاء الذهني مسكّن طبيعي للألم

وأوضح بعض الخبراء من المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، أن الاسترخاء والتأمل بعمق قد يساعد في تخفيف الألم المزمن دون الحاجة الى الجراحة أو العقاقير الدوائية

  • التصنيفات: إرشادات وفوائد طبية -

الاستخدام الجيد للعقل والتفكير هو السر في القدرة الطبيعية على تخفيف الألم .. هذا ما أكده عدد من الأخصائيين الأمريكيين. وقال هؤلاء في دراسة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، إن استخدام العقل وتصفية الذهن تعتبر وسيلة طبيعية للتخلص من الآلام المزمنة دون تعاطي الأدوية الكيماوية المسكنة للألم.


وأوضح بعض الخبراء من المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، أن الاسترخاء والتأمل بعمق قد يساعد في تخفيف الألم المزمن دون الحاجة الى الجراحة أو العقاقير الدوائية، الأمر الذي يشكل انحرافا هاما في المعتقدات الطبية التقليدية في الولايات المتحدة.


وقد أدرك خبراء الطب في أمريكا أن الاسترخاء هو علاج قيِّم يستحق أن يجرَّب لمعالجة أوجاع أسفل الظهر وآلام الصداع والتهابات المفاصل وغيرها من الاعتلالات التي تسبب آلاما مزمنة.


وكان الأطباء لسنوات عديدة يصفون الأدوية والعقاقير الكيميائية المسكنة للألم لمعظم الاشخاص المصابين بآلام مزمنة في الظهر ، والذين يعانون من الصداع وآلام المفاصل، إلا أن آثارها الجانبية الشائعة كتآكل بطانة المعدة ، قلّصت من استخدامها بشكل كبير، وصعّدت الحاجة الى اكتشاف طرق ووسائل طبيعية لتخفيف الألم.


وبعكس العمليات الجراحية والأدوية القاتلة للألم التي تسبب إرهاق جسدي ومادي فإن الاسترخاء الذي يعتمد على الجلوس والتركيز على عملية التنفس يحتاج الى زيارات طبية قليلة ولا يسبب آثارا جانبية مزعجة.


وأوضح العلماء أن المقصود بالاسترخاء هو الحالة الذهنية البسيطة الناتجة عن تصفية الذهن والتخلص من الأفكار السلبية التي تشجع الألم وذلك بالتركيز على تكرار كلمة او صوت او فكرة معينة او التفكير بعدد مرات التنفس.


ووصف الدكتور هيربرت بنسون، رئيس معهد صحة الجسم والعقل ومشرف الطب السلوكي في المركز الطبي بجامعة هارفرد الامريكية، الأفكار السلبية المزعجة بأنها مثل طنين النحلات التي تدور حول الرأس فإذا ضربتها ستغضبها وتبقيها لتلسعك وتؤلمك ، أما إذا أهملتها فإنها ستطن قليلا ثم تتحرك بعيدا عنك.


وقال بنسون ان الاسترخاء كالتوتر تماما ينشأ داخل الجسم ويؤثر عليه ، فعندما يسترخي الإنسان ترتخي عضلاته المشدودة ويبطئ تنفسه ويقل ضغط دمه وعمليات الأيض في جسمه، مقارنة مع حالة التوتر أو القلق التي تهيئ الجسم للكر أو الفر فتنشد العضلات، ويرتفع ضغط الدم، ويتسارع التنفس وتبدأ الآلام في مراحل مبكرة، مؤكدا أن الاسترخاء العميق لا يخفف الألم فقط، بل يقلل من حدة العواطف والانفعالات المصاحبة له.


من جانبه، أعرب الدكتور دينيس تورك، بروفيسور علوم التخدير وبحوث الألم في كلية الطب بجامعة واشنطن، عن اعتقاده بأن أسوأ حالة تنتاب الإنسان هي الشعور بالضعف والعجز وعدم القدرة على القيام بأي عمل، فمثلا عندما يستيقظ الشخص في الثالثة صباحا بسبب صداع رهيب او ألم شديد في الظهر ، فإن اليأس والوساوس تتحكم به وتجتاح عقله ونفسيته، ولكن لو استخدم تقنيات الاسترخاء جيدا لاكتساب بعض السيطرة على نفسه، فإن حالات التوتر والانزعاج التي تصيبه ستقل بشكل كبير.


وعلى الصعيد ذاته، أكد الخبراء في جامعة روشيستر بولاية نيويورك الأمريكية، أن الاسترخاء بالجلوس على كرسي هزاز يمنح الإنسان شعورا بالصحة والسعادة وتجعله أكثر راحة وأقل حساسية للألم.