العلم

العِلْمُ أَشْرَفُ مَطْلُوبٍ وَطَالِبُـــــــهُ   ***   للهِ أَكْرَمُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَـــــــدَمِ

  • التصنيفات: طلب العلم -

العلم- يا إخواني- شرف وفضيلة، وعِزَّة وكرامة، ونور وهداية؛ فبه ترتفع أركان الدور، وبه تتقدَّم حضارات على غيرها، وبه يُبجِّل الكبير مَن هو أصغر منه، وبه يكون العملُ أقربَ إلى الكَمالِ، إن كان الأمر كذلك، وهو إن شاء الله كذلك، فيجب علينا المبادرة إلى تعلُّم العلوم، وأوْلَى العلوم بالطلب وأحْرَاها وأنفعها دينًا ودُنْيا عِلْمُ الكِتاب والسُّنَّة؛ فهما قوام الدين وعماده؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تركْتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما: كتابَ اللهِ، وسُنَّةَ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ»؛ (أخرجه مالك في الموطأ) (2/899) بلاغًا.

 

فبِتَمَسُّكنا بهما نكون ثابتينَ على الصراط المستقيم؛ صراطِ الذين أنعم الله عليهم مِن النبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهَداء والصالحين.

 

العِلْم بالكِتاب والسُّنَّة يا إخواني يجعل من المتعلِّم إمامًا يُقتدَى به، يقول أبو إسحاق الألبيري:

أَبا بَكرٍ دَعَوتُكَ لَو أَجَبْتا   ***   إِلى ما فيهِ حَظُّكَ إنْ عَقَلْتا 

إِلى عِلْمٍ تَكونُ بِهِ إمامًا   ***   مُطاعًا إنْ نَهَيْتَ وإنْ أَمَرْتـا 

 

والعلم بهما يجعل من الشخص مُتميِّزًا عن غيره؛ يقول الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، فذِكرُه للذين أوتوا العلم من الذين آمنوا بعد ذكر المؤمنين بشكل عام تنبيهٌ على فضل الخاص وتعظيمٌ لشأنه؛ ولذلك كان للعالم بهما منزلة عظيمة ومرتبة عالية؛ يقول الله تبارك وتعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18]، فهذه شهادة عظيمة من أعظم شاهد على أعظم مشهود.

 

وفي فضل العلم يقول الشيخ العلَّامة الحافظ الحكمي رحمه الله:

العِلْمُ أَغْلَى وَأَحْلَى مَا لَهُ اسْتَمَعَتْ   ***   أُذْنٌ وَأَعْرَبَ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَــــــــــمِ 

العِلْمُ أَشْرَفُ مَطْلُوبٍ وَطَالِبُـــــــهُ   ***   للهِ أَكْرَمُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَـــــــدَمِ 

العِلْمُ نُورٌ مُبِينٌ يَسْتَضِـــــــيءُ بِهِ   ***   أَهْلُ السَّعادةِ وَالجُهَّالُ فِي الظُّلَــمِ 

العِلْمُ يا صاحِ يَسْتَغْفِرْ لِصَاحِبِـــهِ   ***   أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِينَ مِنْ لَمَـمِ 

وَالسَّالِكُونَ طَرِيقَ العِلْمِ يُسْلِكُهُـمْ   ***   إِلَى الجِنَانِ طَرِيقًا بَارِئُ النَّسَــــــمِ 

يا طالِبَ العِلمِ لا تَبْغِي به بَـــــدَلًا   ***   فقَدْ ظَفَرْتَ ورَبِّ اللَّوْحِ والْقَلَــــــمِ 

واجْهَدْ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ لا انْثِنَاءَ لَــــــهُ   ***   لَوْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ قَدْرَ العِلْمِ لَمْ يَنَـــــمِ 

 

وعلى العالم أن يعمل بما عَلِمَ، وإلَّا فلا فائدة من تعلُّمِه العِلْمَ، فيكون بذلك قد خسر خسارة فادحة؛ يقول الشاعر أبو إسحاق الألبيري من القصيدة السابقة:

إِذا ما لَم يُفِدكَ العِلمُ خَيـرًا   ***   فَخَيرٌ مِنهُ أَن لَو قَد جَهِلتا 

وَإِن أَلقاكَ فَهمُكَ في مَهاوٍ   ***   فَلَيْتَكَ ثُمَّ لَيْتَكَ ما فَهِمتــا 

 

فبهذه العبارات الماضية تتبيَّن لنا أهميةُ العلم، فأرجو أن تكون هذه الكلماتُ والعباراتُ والجملُ دليلًا إلى طلب العلوم المختلفة والثقافات المتنوِّعة التي ستفيدنا في الدنيا والآخرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

______________________________________________

الكاتب: عبدالرحمن سيسي