في التحذير من التشبه بالأعداء، والحث على الالتزام بالسنة

إنَّ مصيبة التقليد والتشبه قد عمَّت وطمَّت، واستحسان الشرور قد أعمى الأبصار وأصمَّ الآذان، واحتقار صغائر الذنوب قد جرَّ إلى الكبائر حتى تراكَمت الذنوب على القلوب

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - مجتمع وإصلاح -

إنَّ مصيبة التقليد والتشبه قد عمَّت وطمَّت، واستحسان الشرور قد أعمى الأبصار وأصمَّ الآذان، واحتقار صغائر الذنوب قد جرَّ إلى الكبائر حتى تراكَمت الذنوب على القلوب، وقلَّ إحساسُها واتِّعاظها، فلا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم!

 

لقد عظُمت المصيبة وتساهَل المصاب، وقلَّ الإنكار وحصَلت المداهنة، واستبعَد الكثير العقوبة، والله - سبحانه وتعالى - يقول: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25].

 

فانتَبِهوا يا عباد الله، واحذَرُوا عِقابَ الله، وتناصَحوا فيما بينكم، وخُذوا على أيدي سُفَهائكم قبل أنْ يحلَّ بكم ما حلَّ بغيركم.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله العظيم: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7].

 

واعلَمُوا رحمكم الله أنَّ ممَّا ابتُلِي به الكثيرُ من الناس حبَّ التقليد الأعمى وأخْذ ما جاء عن الأعداء دون تمحيص وتمييز، بل ما جاء عنهم أخذ على علَّاته، واعتبره الكثير تقدمًا ورقيًّا على ما فيه من شرور وأضرار، وإنْ كان مخالفًا لتعاليم دِيننا الحنيف وهدي سيِّد البشر؛ وما ذاك إلا للإحساس بالنَّقص والضَّعف وعدم التفكير والاستنتاج.

 

فدِينُنا كاملٌ لا نقص فيه، وصالحٌ لكلِّ زمان ومكان، وللدنيا والدين، فلا حاجةَ بنا إلى التقليد، فعلينا جميعًا أنْ نعمل بصِدقٍ وإخلاص على ضوء ما جاء من ربِّنا على لسان نبينا؛ ففي ذلك سعادتنا في الدنيا والآخِرة، ويَكفِي أنْ نعرف ما عليه الأعداء من شُرورٍ وتناحُر وسفك دماء ونهب وسلب، وانتهاك أعراض وخوف ورعب وسَآمة للحياة؛ ففي ذلك موعظةٌ لمن يتَّعظ.

 


[1] أخرجه النسائي (1/10) في الطهارة، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح، انظر: جامع الأصول (7/177).

[2] أخرجه أبو داود (47) في الطهارة والترمذي (23) في الطهارة، وقال الأرناؤوط: حديث حسن، انظر: جامع الأصول (7/175).

[3] جزء من حديث طويل أخرجه مسلم (746).

[4] أخرجه البخاري رقم (5891) ـ الفتح: 10/349، ومسلم (257).

[5] أخرجه البخاري رقم (5893) ـ الفتح: 10/351، بلفظ ))أنهكوا الشوارب((.

[6] أخرجه مسلم (261).

___________________________________________________

الكاتب: الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل