فوائد مختصرة من تعليق العلامة العثيمين على صحيح مسلم (1)

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

بعض الفوائد المختارة من المجلد الأول, من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, على صحيح الإمام مسلم رحمه الله, والذي يضم الأحاديث من رقم (1) إلى رقم (222)

  • التصنيفات: الحديث وعلومه -


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من المجلد الأول, من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, على صحيح الإمام مسلم رحمه الله, والذي يضم الأحاديث من رقم (1) إلى رقم (222), وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • الصحيحان:  

& الإمام مسلم رحمه الله في الترتيب أحسن من الإمام البخاري رحمه الله, وقد اتفق جلُّ العلماء رحمهم الله على أن البخاري أصحُّ من مسلم, وأن مسلماً أحسنُ في الصناعة, وإذا اتفق الإمامان على حديث فناهيك به صحة.

  • تراجم كتاب صحيح الإمام مسلم:

& اعلم أن التراجم ليست من صنيع الإمام مسلم رحمه الله ولكنها من صنع الشراح, وأحسن التراجم التي لهذا الكتاب, هي تراجم الإمام النووي رحمة الله عليه

  • العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال:

&...ظاهر كلام الإمام مسلم رحمه الله أنه لا يرى العمل بالحديث الضعيف ولو في فضائل الأعمال...وقد ذهب إلى هذا كثير من العلماء رحمهم الله, وهذا القول جدير بأن يكون صحيحاً وقالوا: لا ينبغي العمل بالضعيف مطلقاً حتى في فضائل الأعمال.

  • المؤلفات في الأحاديث الموضوعة:

& الموضوعات من الأحاديث كثيرة وبعض الناس ألف فيها مجلدات انظر اللآلئ, والفوائد المجموعة وغيرهما كثير, والفوائد المجموعة من أحسن ما يكون.

  • التحرز في النقل عن أهل العلم:   

& الكذب على أهل العلم في أمر الشريعة...ليس كالكذب على غيرهم ولهذا يجب التحرز فيما يُنقل عن أهل العلم, لأن العلماء ورثة الأنبياء, فإذا كذب أحد على عالم في أمر شرعي, فإنه يكون كاذباً إلى إرث النبي صلى الله عليه وسلم.

  • الخروج على ولاة الأمور:

& الخروج على ولاة الأمور ليس هو الخروج بالسلاح فقط, بل الخروج بالسلاح وباللسان....و...الخروج إذا أطلق فلا تظن أن المعنى هو الخروج بالسلاح لكن الخروج بالسلاح هو غاية الخروج.

  • سؤال الله دائماً الثبات على الحق والوصول إلى الصواب:

& يجب على الإنسان أن يسأل الله دائماً الثبات على الحق والوصول إلى الصواب وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم  يستفتح صلاة الليل بالاستفتاح المشهور, منه: اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك, إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

& ألف العلماء رحمهم الله الكتب والرسائل في أشراط الساعة, لكن وردت في أشراط الساعة أحاديث ضِعاف من حيث السند, إلا أنها من حيث الواقع قوية, لأن الواقع يصدقها, ويشهد لها, ولهذا يجب الاحتراس.

  • حصر الأشياء أدعى للحفظ:

& قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( « آمركم بأربع, وأنهاكم عن أربع» )) وهذا من حُسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام, وذلك بحصر الأشياء, لأن حصر الأشياء أدعى للحِفظ.

ــــــــــــــ

  • النصيحة لله ولرسوله:

& النصيحة لله: هي الإخلاص له والتذلل والخضوع والرجاء وإحسان الظن وغير ذلك مما يجب على المرء أن يعتقده نحو ربه عز وجل. أما النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم فبتصديق أخباره وامتثال أمره ومحبته, والدفاع عن شريعته.

القوم الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم ويسبونهم ويلعنوهم لا شك أن الله تعالى يبغضهم لأنهم يبغضون المهاجرين ويبغضون الأنصار وهذه علامة بغض الله تعالى لهم ولهذا لم يوفقوا في جميع مساعيهم.

  • السائل يكون معلماً:

ينبغي لطالب العلم إذا كان هناك مسألة يحتاج الناس إلى علمها, أن يسأل عنها حتى ينفع الناس بذلك _ وإن كان هو يعلمها _ ويكون بذلك معلِّماً.

  • كثرة الكلام:  

& كون الإنسان مهذاراً وكل ما سمع شيئاً تحدث به, فإنه تكثر عثراته, ولهذا قيل من كثر كلامه كثُر سقطُه, وهذا شيء مجرب ومشاهد.

  • الحلم والأناة:

& الحلم: يعني ألا يسرع بالعقوبة, والأناة ألا يسرع في الحكم على الأشياء, بل يتأنى فيها والله سبحانه وتعالى يحب هذين الخلقين...وينبغي للإنسان أن يتخلق بذين الخلقين

& أقرَّ الله عينك:

& قول الناس الآن _ إذا قدم القادم _ ( أقرَّ الله عينك ) معناه: أدحل الله عليك السرور حتى لا ينزل الدمع من العين, لأن العين إذا بردت لم ينزل منها الدمعُ.

ـــــــــــــ

  • من ادعى دعوى كاذبة ليتكثر بها ماله لم يزده الله إلا قلة:

& إذا ادعى الإنسان دعوى كاذبة من أجل أن يزداد بها ماله فإن الله لا يزيده بها إلا قلة, وليس المراد قلة العدد بل قد يكثر العدد...لكن المراد بذلك: القلة المعنوية يعني: أنها تنزع البركة من ماله, فلا يدخل عليه هذا المال إلا سُحتاً.

  • سُلُو البهائم:

& قال بعض السلف: إنك عند المصيبة: إما أن تصبر الكرام, وإما أن تسلو سُلَّو البهائم...وكيف يسلو سُلُو البهائم؟ والجواب أن البهيمة إذا فقدت ولدها قامت تطلبه...إلى وقت طويل ثم تسكت كأنها لم تصب بشيء وهكذا الإنسان عند المصيبة

  • معنى احتساب الأجر عند المصائب:

& المصائب إذا قابلها الإنسان بالصبر دون احتساب الأجر صارت كفارة لذنوبه وإن صبر مع احتساب الأجر صارت...أجراً وثواباً. ومعنى الاحتساب أن يعتقد في نفسه أن هذا الصبر سوف يثاب عليه, فيحسن الظن بالله فيعطيه الله...ما ظنّه به.

  • الصبر على أقدار الله المؤلمة وانتظار الفرج:

& وجوب الصبر على أقدار الله تعالى المؤلمة, وأنه كلما ازدادت الأذية مع الأيام فإنه لا يزيد إلا أجراً, وثواباً, وتكفير لسيئاته, ولينتظر الفرج, فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( وأن الفرج مع الكرب ))

& سبب نُقصان الإيمان ثلاثة:

الأول: الإعراض عن التفكر في آيات الله الكونية أو الشرعية. الثاني: ترك الطاعات. الثالث: فعل المعاصي.

ــــــــــــــ

& الإيمان سبب لرِقّة القلب, وهذا هو المشاهد, فتجدُ الرجل إذا كان مؤمناً فإنه يكون ليّن القلب.

  • طرق المحبة:

& طرق المحبة كثيرة, من أقربها وأسهلها وأيسرها: إفشاء السلام, و...الهدية توجب المحبة, كذلك مساعدة الإنسان بالبدن توجب المحبة, وحُسن الخُلُق يوجب المحبة

& حقوق العباد لا بد منها, لكن إذا تاب توبة نصوحاً, فلعل الله عز وجل أن يتحمل عنه حق العبد الذي ظلمه, لا سيما إذا كان لا يمكنه استحلاله, وإلا فإن الواجب إيصال الحقوق إلى أهلها في الدنيا.

  • لعيادة المريض طعم لا ينساه المريض:

& ليعلم أن لعيادة المريض طعماً لا ينساه المريض, فتجده يتذكر عيادة هذا الرجل له في مرضه, وطعمها وبقاؤها في قلب المريض أكثر من طعم الزيارة التي يقوم بها الإنسان للمجاملة, وهذا شيء مجرب. 

  • علامة وجود بلاء في القلب:

& إذا رأيت من قلبك أنه لا يستنكر المنكر, ولا يستقر ولا يطمئن للمعروف, فاعلم أن في قلبك بلاءً, فحاول أن تصلحه.

  • علامة القلب السليم:

& إذا رأيت قلبك يفرح بالمعروف ويفعله ويرشد إليه, ويكره المنكر ويبتعد عنه, فاعلم أنه قلب سليم, نسأل الله أن يجعلنا وإياكم كذلك.

ـــــــــــــــ

  • الأعمال الصالحة تحمي الإنسان من الفتن:

& المبادرة بالأعمال الصالحة تكون حماية للإنسان من الفتن, لأن الله سبحانه وتعالى لا يخيب من أقبل عليه وعبَدَه.

  • تكرار الشفاعة ما دامت خيراً:

& بعض الناس إذا توسط لشخص بجلب منفعة أو بدفع مضرة, توسط مرة واحدة فإن لم تقبل شفاعته... يدع الأمر فنقول ما دام هذا خيراً فلعلك إذا لم تنجح في الأولى تنجح في الثانية, وكم من إنسان شفع, ورُدت شفاعتُه, ثم مع التكرار قُبلت.

  • إدخال السرور على الإنسان الذي أُصيب بمصيبة:

& ينبغي للإنسان إذا رأى شخصاً منزعجاً بمصيبة أو غيرها, أن يقول له: أبشر, فإن الفرج مع الكرب, وإن مع العسر يسراً, أبشر, فإن ثواب الله عظيم, فإن ثواب هذا أعظم من مصيبتك, وما أشبه ذلك, فيُدخل عليه السرور, حتى يرتاح صدره.

  • الحذر من الفتن:

& الإنسان ينبغي له أن...يحذر, ولا يعجب بما هو عليه...لأن الإنسان قد يبتلى وكم من إنسان ابتُلي وقال: أنا لن أتأثر حتى لو جالست من جالست من الناس, أو سأفرت إلى بلاد الكفر, وما أشبه ذلك, ثم بعد هذا يفتن في دينه, والعياذ بالله.

& الواجب على الإنسان أن يحترز من الفتن, ولا سيما مطالعة الكتب المنحرفة فكرياً أو خُلقياً, لأن بعض الناس يقرأ هذا الكتاب, وهو يقول: أنظرُ ما عنده, فإذا به يعصف به في الهاوية.  

& قصيدة مفيدة جداً, وعظية, وحكُمية.

ـــــــــــــــــ                    كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ