أيها المجاهد السوريّ .. لله درُّك ..

صالح بن علي العمري

للهِ درُّك في الفدى يا مسلمُ *** يا من تضوّعَ من مُحياهُ الدّمُ

لله درّك والعزائم شُمَخٌ *** كالراسياتِ، وعزمُ خصمِك دمدمُ

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

للهِ درُّك في الفدى يا مسلمُ *** يا من تضوّعَ من مُحياهُ الدّمُ

لله درّك والعزائم شُمَخٌ *** كالراسياتِ، وعزمُ خصمِك دمدمُ

لله درّك إذ لنورِك مَطلعٌ *** يجلو الظلام، وأفقُهم مُتَجهّمُ

لله درّك والملائكُ تنتشي *** في جانبيك فأين يغدو المجرمُ

يا أيها السوريُّ ناضل فالمُنى *** تاقت إليكَ وشمسُنا والأنجمُ

في ظلِّ ثورتك استفاقتْ أمةٌ *** وشَدَتْ مورّقةٌ وأزهرَ برعمُ

اشرب زلالَ الوحيِ، إنَّ شرابَهم *** غصصٌ -وإن سكنوا القصورَ- وعلقمُ

وتنفّسْ الحرية الجلّى، فقدْ *** ضمّ الجُناةَ اليومَ سجنٌ أبكمُ

أنتَ الغنيُّ بكنزِ عزّك والتّقى *** والمُكثرُ الباغي فقيرٌ مَعدمُ

موتُ الشهيدِ لديك عرسُ شهادةٍ *** والعيدُ عند أولي الضلالة مأتمُ

لله درّك إذا صبرتْ على الضنى *** والصبرُ في دربِ المعالي بلسمُ

لله درّك والجِنانُ تهيأتْ *** للقا الشهيدِ، و للعدو جهنمُ

يتذبذبونَ عمالةً ونذالةً *** وخطاك يُحْكِمُها الصراطُ الأقومُ

وإذا تلاحمتْ الجيوشُ رأيتهم *** حُمُرا تهيمُ، وأنت فردٌ مُقْدمُ

حاروا هناك، وفي جَنَانك آيةُ *** تُزجيك ألوانَ الثباتِ وتُلْهمُ

ضاقوا هناك وأنتَ في بحبوحةٍ *** تسطو عليكَ الحادثاتُ فتبسمُ

نادوا برايات الأمانِ فقتّلوا *** وسعوا لكي يتوحدوا فتشرذموا!

وتبادلوا زورَ الثناء فهملجوا *** وتلعثمَ اللثغ الجبانُ المُبهم

لله درّك والسلاحُ بكفِّهم *** فعلوتهم بفؤادِ من لا يسأم ُ

تختالُ في ثوبِ الثباتِ مجلّلا *** ثقةً بمن يُملي القضاءَ ويُحْكِم ُ

لله درّ ندائك الحرِّ الذي *** شبّتْ به نارٌ وهبَّ الضَيغمُ

خضتَ المعامع صحوةً وشجاعةً *** ووقودُ عزمك نصرُك المتحتمُ

لاغرو أن ترد الوغى ذا مِرَّة *** فغذاكَ قرآنٌ وشُربُك زمزمُ

لاغرو إن سقطوا أمامك خُضّعا *** إن المعاقلَ بالعقيدة تُهزمُ

أحفادُ خالدَ نخوةً وبسالةً.. *** وجموعُهم سبئيةٌ تتعلقمُ

هذي رُبا الجولانِ تفضحُ غدرهم *** فلكم حموا ظهر العدوِ وأبرموا!

قهروا الأسارى في ظلامِ مهامهٍ *** فتصرّمت أخبارُهم وتصرّموا

وسطوا على مُهج الحرائر باللظى *** فهمُ العدو المستبدُّ المجرمُ

جثثٌ مبعثرةٌ.. وقيدٌ جائرٌ.. *** وطفولةٌ تحت الجنادلِ تُردمُ

سبعون ألفاً تحت أطباق الثرى *** إنّ اليهودَ من ابنِ علقمَ أرحمُ

ماذا يسرّكُ والخصيمُ معمّمٌ!! *** والوجهُ غدرٌ والمُحاورُ أرقمُ!!

والدينُ زورٌ والمحارمُ متعةٌ *** وولاؤهم في الحبِّ "أينَ الدرهمُ"!

يا أيها السوريُّ سِرْ في عزّةٍ *** فمعاقلُ الأصنامِ سوفَ تُهدّمُ..

هذي الشآمُ على العقيدةِ شامةٌ *** وعلى العدو هي الجحيمُ الأشأمُ

هم قاهرو زحف التتارِ وكاسرو *** عنقَ الصليبِ.. وجندُهم لا يُهزمُ

قد ينزلُ النَّصرُ المبينُ بقلّةٍ.. *** ولقد يخورُ الجيشُ وهو عرمرمُ!



 

المصدر: موقع المختار الإسلامي