غزوة الخندق

"جدَّ توحد المؤمنين في حفر الخندق وتنافسوا في العمل، ما عدا المنافقين الذين اصطنعوا الأعذار وتسللوا هربًا من العمل..."

  • التصنيفات: غزوات ومعارك -

وسُميت الأحزاب لاشتراك عددٍ من القبائل في هذه الغزوة مع قريش، وسببها أن نفرًا من يهود من بني النضير منهم: عبدالله بن سلام بن أبي الحقيق، وحيي بن أخطب، وكنانة بن الربيع وغيرهم، حزَّبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم هؤلاء إلى مكة، وحرَّضوهم على حرب المسلمين واستئصالهم، وقالوا لهم: نكون معكم حتى نستأصله، فأجابوهم إلى ذلك ثم أتوا على غطفان فدعَوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبروهم أن قريشًا معهم على ذلك، فأجابوهم، فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن في بني فزارة، والحارث بن عوف في مرة، ومسعر بن رخيلة في أشجع.

 

فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بحفر الخندق الذي أشار به سلمان الفارسي، وعمل الجميع في حفر الخندق، بما فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قسموا المسافة بين الصحابة عشرة عشرة، ولكل عشرة أربعون ذراعًا، وجدَّ الجميع في الحفر وتنافسوا في العمل، ما عدا المنافقين الذين اصطنعوا الأعذار وتسللوا هربًا من العمل، وخرجت على مجموعة سلمان صخرة مروة كسرت معاولهم، وما استطاعوا معالجتها ولا المحيد عنها، فشكوا أمرها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهبط إليها وأخذ المعول وضرب الصخرة ضربة فانصدعت وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابتي المدينة - اللابة: جبل صغير بركاني - فكبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، ثم الثانية كذلك والثالثة، فانصدعت تمامًا وخرج من الخندق وقد بشرهم بشارات مفرحة

 ففي البرقة الأولى أضاءت قصور الحيرة وبشَّرهم بفتحها، وفي الثانية أضاءت قصور الشام وبشرهم بفتحها، وفي الثالثة أضاءت قصور صنعاء وبشرهم بفتحها، وقد حصل كل ذلك فيما بعد، غير أن المنافقين كانوا يشككون في هذا ويثبطون عزيمة المسلمين بكلام فيه الشك والريبة، غير أن المسلمين واثقون من تحقق ما أخبرهم به رسولهم صلى الله عليه وسلم.

_________________________________________________

الكاتب: د. محمد منير الجنباز