أهمية التربية النفسية للطفل (الأطفال والتربية النفسية)

إن كان هدفنا هو صياغة الإنسان المسلم فإنَّ الاعتناء بالتربية النفسية والنمو النفسي للطفل يصبح أمراً بالغ الأهمية، بل ربما هو المرتكز الأساسي لهذه الصياغة.

  • التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة - تربية الأبناء في الإسلام -

لقد اتفق كثير من الباحثين على أن السنوات الست الأولى من عمر الطفل لها آثار باقية في تكوين الشخصية، فإن كان هدفنا هو صياغة الإنسان المسلم فإنَّ الاعتناء بالتربية النفسية والنمو النفسي للطفل يصبح أمراً بالغ الأهمية، بل ربما هو المرتكز الأساسي لهذه الصياغة.

 

فالطفل إذاً يجب أن يربى على الاعتداد بالنفس والجرأة والشجاعة والصدق وحب الخير للآخرين والانضباط عند الغضب.

 

إن تنمية هذه الخصال في الطفل يجب أن تكون على حسب منهج مرسوم ولا تترك للصدفة. فشعور الاعتداد بالنفس عند الطفل يعتمد مباشرة على الطريقة التي يعامل بها الطفل.

 

فالتحقير والإهانة تشكك الطفل في مقدراته وتنمي فيه الشعور بالنقص والدلال المفرط ينمي في الطفل شعوراً بالعظمة غير مواكبة لمقدراته العقلية من ناحية ومن ناحية أخرى يجعل الطفل شديد الاعتماد على الغير. إن كثيرًا من الآباء والأمهات والمعلمين يلجؤون إلى الأسلوبين آنفي الذكر – التحقير والإهانة أو الدلال المفرط في تربية الأطفال - وبما أن هذين الأسلوبين لا يؤديان إلى الشعور بالاعتداد بالنفس فعلينا إذن تجنبها وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفق في معاملة الناس في مثل قوله «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ».

 

والجرأة والشجاعة والصدق لا تأتي إلا إذ اعطينا الأطفال الفرصة في التعبير عن آرائهم واستمعنا إلى رواياتهم. فالطفل في سن التعليم المبكر يمتاز بمقدرة فطرية على الحركة والكلام.

 

فعلينا استغلال هذه المقدرات الفطرية في تنمية تلك الخصال فمثلا عن طريق اللعب والتمثيل يمكن للأطفال أن يتحلوا بهذه الصفات وأما حب الخير للآخرين والانضباط عند الغضب فقد حث عليما القرآن الكريم في كثير من المواقع في مثل قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت 34] وقوله: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}  [آل عمران 34].

 

فتعويد الطفل على ذلك من الصغر فيه فائدة كبيرة له وفي مجال رياض الأطفال متسع من الفرص لتحقيق ذلك نسبة لاحتكاك الأطفال مع بعضهم البعض في نشاطات الروضة المختلفة. فالمعلمة الحصيفة يمكنها استغلال هذه الفرص لغرس تلك الخصال في نفوس الأطفال.

___________________________________________________
الكاتب: د. قاسم يوسف بدري