نظارة علاء وإخوانه

خالد الشافعي

خصوم التيار الإسلامي عموماً والسلفي خصوصاً أو فلنسمهم مخالفيه، مشكلتهم من وجهة نظري - أنتمى للتيار السلفي منذ عشرين سنة - تتلخص في نقطتين-أتكلم عن الشرفاء الوطنيين، وإلا فهناك فريق يكتب مقالات مدفوعة الثمن-...

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

صرخة سلفي يحب مصر


خصوم التيار الإسلامي عموماً والسلفي خصوصاً أو فلنسمهم مخالفيه، مشكلتهم من وجهة نظري - أنتمى للتيار السلفي منذ عشرين سنة - تتلخص في نقطتين-أتكلم عن الشرفاء الوطنيين، وإلا فهناك فريق يكتب مقالات مدفوعة الثمن-:

النقطة الأولى :

جهلهم بماهية هذا التيار وحقيقته والدقائق والتفاصيل، وكل ما عندهم أفكار عامة، أو معلومات مغلوطة، أو منقوصة أو مشوهة، وقد عبر الناقد العظيم سامي خشبة رحمه الله - وبالطبع شهادته غير مجروحة لأنه لا علاقة له بالسلفية ولا بالسلفيين - عبر عن هذا المعنى في مقال نشره الأهرام قبل وفاته بكلام ملخصه أن الصحفيين والكتاب الذين يكتبون في الشأن الإسلامي في مصر لا يملكون الخلفية العلمية في هذا الشأن، ولا يهتمون بالتوثيق، ولا بتحرِّي دقة ما يتهمون به التيار الإسلامي، وبالرغم من أن ذلك الكلام عمره عشر سنوات، وبالرغم من أن ثورة عظيمة قامت في بر المحروسة إلا أن هذا الكلام القديم يظل صالحاً أكثر من أي وقت مضى ليقال هذه الأيام، حين يُتهم السلفيون بقطع الأذن، ورمى المتبرجات بماء النار، وهدم الأضرحة، وإطلاق فرق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تحمل السيوف والجنازير والصواعق دون أدنى برهان ولا دليل؛ بل وتقوم الأدلة الساطعة والحقائق الناصعة على أن هذا محض افتراءات، حين يُتهم السلفيون بتلقي التمويل من السعودية دون أن يكون هناك ورقة واحدة أو دليل مادى واحد على ذلك، حين نتهم بذلك دون أن يقدم الذين يتهموننا بتلقي ذلك التمويل – وغيره من التهم - دليلاً واحداً بل والله ولا نصف دليل، بل إن مؤتمرات واجتماعات ومقار الحزب السلفي الأم تظل شاهدة على الضعف البالغ في الإمكانيات، وأعضاء البرلمان من السلفيين الذين يذهبون للمجلس في حافلات جماعية في سابقة أذهلت أمن البرلمان، كل هذا يجعل المرء يستلقى على قفاه من الضحك والعجب، لكنه ضحك كالبكاء.


تموت كسلفي بالقهر والعجز حين تتهم بما ليس فيك، وحين تظل ليل نهار تصرخ نافياً كل هذه التهم وترفع ألف دليل براءة، فلا يزيد ذلك الخصوم إلا عناداً وإصراراً، حين يسخرون من لحيتك ومن نقاب زوجتك بالمخالفة لألف باء الحرية الشخصية، حين ينادونك صباح مساء بالوهابي بالرغم من أنك لم تنتسب يوماً للإمام العظيم المصلح محمد بن عبد الوهاب، وبالرغم من أن محمد بن عبد الوهاب ليس في تاريخه ما يشين ويجعله رمزاً للإرهاب الذى لم نعرف له تعريفاً واضحاً إلى اليوم، وبالرغم أن محمد عبد الوهاب لا هو صاحب مذهب، ولا هو خالف شيئاً من الإسلام الموجود في كتب الأزهر، لكل ذلك يبقى كلام سامى خشبة صالحاً إلى اليوم.


النقطة الثانية:

عند خصوم التيار الإسلامي عموماً والسلفي خصوصا، أنا أسميها مشكلة النظارة - ما زلت أتكلم عن الشرفاء الوطنيين - حين ترتدى نظارة ملونة العدسات، فإن لون هذه النظارة سيتحكم في اللون الذى ترى به الآخرين، هذا هو تفسيري الوحيد للانفصام العجيب الذى يعيشه كثير من الكتاب والأدباء والسادة الصحفيين، هؤلاء الأفاضل حين يكتبون في أي شأن خلاف شأن التيار الديني فإنهم في الغالب يكتبون بمنتهى الإنصاف والموضوعية والتجرد، لكنهم بمجرد أن يبدؤا في الكتابة بخصوص هذا التيار ويرتدوا هذه النظارة السوداء جداً، يرتكبون أخطاءً ساذجة تتناقض مع أبسط قواعد الكتابة، فتجد التعميم والإطلاق والتخوين والتسفيه والاتهامات التي لا يقوم عليها دليل، وتجد الخلط، وقلة التوثيق في النقل، أزعم أنه لا يكاد يسلم من هذا الخطايا إلا حالات نادرة واستثنائية، والكاتب الكبير الأستاذ علاء الأسواني يمثل حالة معملية مثالية لكل من يريد دراسة هذه الحالة ومقاله الأخير: (ماذا نتوقع من الإخوان والسلفيين؟!) خير شاهد وخير دليل.

 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام