(الكيب).. ومخطط إقصاء الإسلاميين

يسود القلق الأوساط الإسلامية في ليبيا من محاولات الغرب "زرع" شخصيات في الحكومة الليبية المؤقتة تعمل على إبعادهم عن إدارة البلاد أو المشاركة في ذلك...

  • التصنيفات: مذاهب باطلة -


يسود القلق الأوساط الإسلامية في ليبيا من محاولات الغرب "زرع" شخصيات في الحكومة الليبية المؤقتة تعمل على إبعادهم عن إدارة البلاد أو المشاركة في ذلك.

وقد تزايد هذا القلق بعد الإعلان عن اختيار عبد الرحيم الكيب الذي درس وعاش في الولايات المتحدة لرئاسة الحكومة.

وأعلن الاثنين عن اختيار الكيب لرئاسة الحكومة الليبية المؤقتة في تصويت أجراه أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الحاكم أمام الصحفيين.


وكان المجلس الوطني الانتقالي وعد بإجراء انتخابات بعد ثمانية أشهر لتشكيل جمعية وطنية ستمضي عاما في إعداد دستور جديد قبل تنظيم انتخابات. لكن اختيار الكيب يثير تساؤلات لدى الكثيرين ليس فقط من أبناء الشعب الليبي ولكن من أعضاء الحكومة أيضا؛ ففي أول رد فعل على اختياره، قالت متحدثة باسم المجلس الوطني الانتقالي إنها ليس لديها تفاصيل عن خلفيته، وأضافت مازحة أنه في ليبيا يمكن حتى انتخاب رئيس وزراء لا يعرفه أحد. ولا يعرفه أحد كما لم يعرف أحد عصام شرف في مصر الذي حمله "الثوار" في ميدان التحرير على الأعناق، رغم أن أحدا لم يعرفه قط، قبل هذا اليوم.

وفقط لأن البعض حملوه أصبح رمزا للثورة وقيل إنه رئيس وزراء جاء من قلب ميدان التحرير! أما الكيب فهو حتى لم يأت من قلب الثورة ولا من بنغازي التي احتضنت الثورة منذ بدايتها؛ فهو –كما تشير البيانات- من طرابلس، وهو أكاديمي ورجل أعمال درس في الولايات المتحدة، حيث حصل على الدكتوراة في الهندسة الكهربية من جامعة ولاية نورث كارولينا. وكغيره كثيرين، عاد الكيب إلى ليبيا بعد نجاح الثورة الليبية ليشارك في حكومة تلك البلاد التي لم يعش فيها قدر ما عاش خارجها.


وكان قادة العمل الإسلامي في ليبيا قد أصدروا بيانا في أواسط أيام الثورة، طالبوا فيه بعدم تولية المسؤوليات في البلاد لمن يعيشون خارج البلاد، وطالبوا قيادات المجلس الانتقالي آنذاك بالعودة إلى البلاد والمكوث فيها بدلا من البقاء في "مأمن" في الخارج حتى نجاح الثورة. هذه الاعتراضات والملاحظات لم يسلم منها كذلك محمود جبريل، الذي كان رئيس الوزراء الانتقالي قبل أيام، بسبب مكوثه في الخارج معظم الوقت.


وجاء الكيب ليخلف جبريل الذي نفذ وعدا بالاستقالة بعد إعلان تحرير ليبيا رسميا عقب السيطرة على كافة البلاد وسقوط العقيد معمر القذافي، وكان هو الآخر -جبريل- مصدر قلق أساسي للثوار الإسلاميين بسبب خلفياته الليبرالية ونشأته هو الآخر في الغرب، واعتبار الولايات المتحدة له "رجلها الأول" في ليبيا. ورغم أن البعض يصف الكيب بأنه وسطي "لا إسلامي ولا ليبرالي"، إلا أن أكثر ما يقلق الليبيين من هذا الشخص الذي لا يعرفوه هو كونه يحظى بدعم العلمانيين الغرب وأن أغلب المصوتين له على الأرجح هم ليبراليو المجلس الانتقالي وليس إسلامييهم.

كذلك، كان أقرب المرشحين للفوز بهذا المنصب هو وزير النفط في الحكومة الانتقالية السابقة، علي الترهوني، وهو الآخر نشأ في الغرب وهو من اتهم الإسلاميين بتصفية العقيد عبد الفتاح يونس الذي كان من أقرب المقربين للقذافي ثم انقلب عليه والتحق بالثوار خلال الأشهر الماضية لكنه وجد مقتولا في وقت لاحق. وقال الترهوني حينها إن كتيبة أبي عبيدة ابن الجراح التي تضم عددا من الإسلاميين، الذين اعتقلوا في السابق على يد النظام وتعرضوا لأسوأ أنواع التعذيب، هم الذين قتلوه انتقاما لما فُعل بهم. هذه المخاوف كلها مبررة إذا وضعنا في الاعتبار النبرة المعادية والخطاب التخويفي الذي ينتهجه الليبراليون والعلمانيون ضد الإسلاميين، مثلهم في ذلك مثل ليبراليي وعلمانيي تونس ومصر.


وكان الشيخ الليبي البارز د. علي الصلابي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد تحدث عن محاولات بعض العلمانيين إقصاء الإسلاميين من منظومة الحكم في ليبيا بعد الثورة.


وذكر أن هناك مؤامرة وصفها بـ"المعتادة" يمارسها العلمانيون في كل وقت ضد الإسلاميين لاقتناص ثمار الثورات التي يدفع الإسلاميون فيها أرواحهم أكثر من غيرهم، ومع ذلك يتم التضحية بهم في البداية لإعادة منظومة الدكتاتورية بشكل آخر مع تغيير المنتفعين.


الصلابي الذي يحظى باحترام واسع في ليبيا كما في غيرها من العالم الإسلامي، حذر من أن العلمانيين المتطرفين يريدون أن يرسموا وحدهم مستقبل ليبيا، وخص بالذكر رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي آنذاك محمود جبريل. كما طالبه بتقديم استقالته وترك الليبيين يقررون مستقبل بلادهم. وبالإجمال، يرفض الإسلاميون في ليبيا محاولات إقصائهم عن الحكم كما يرفضون أن يحكم البلاد من يعادي عقيدة ودين الشعب الليبي صراحة.


نسيبة داود - 5/12/1432 هـ