تغيرت معاملتي مع زوجتي بسبب مشكلة الكذب

شابٌّ متزوج يَشكو من أن زوجته تتهمه عند أهلها بالتقصير، مع أنه لا يُقصِّر معها، مما أدى إلى تغيُّره معها بسبب كذبها.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب متزوج، أسكن أنا وزوجتي في مدينة بعيدة عن أهلي وأهلها، وهي تُكثر مِن طلب البقاء عند أهلها، الأمر الذي أجده غير مقبول لديَّ!

كنتُ أذهب بها لأهلي 3 أيام في الشهر، فطَلَبَت البقاء عند أهلها شهرًا، لكني رفضتُ، وأثناء الحديث أخبَرَتْني أنها لا تَشْعُر بالارتياح عند أهلي، وتشعُر أنها ثقيلة، مما أثار غضبي، مع أنها لا تفعل شيئًا في بيت أهلي، ووالدتي لا تُكلِّفها بعمل شيء.

ذهبتُ بها إلى أهلها، وتركتُها لتعرفَ أن المتزوجة يعيبها أن تُطيلَ الجلوس عند أهلها وترك زوجها، ثم فوجئتُ بأنها كذبتْ على أهلها، وأخبَرَتْهُم أنها طلَبَت الجلوس لمدة يومين فقط، وأنا مَن تَرَكْتُها ومُقصِّر في حقها!

فوجئتُ بأمها تُخبرني بتقصيري نحوها، وأن زوجتي تشكو مني بسبب ظلم أهلي لها، وأنهم غير رحماء بها.

كذبُ زوجتي جعلني أتغيَّر نحوَها، وبدأتُ أفكِّر في مستقبلي معها، ومِن داخلي لا أريدها.

فأخبِروني كيف أتصرَّف في هذه الحالة؟


 

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

 

ففي البداية لم تذكُرْ لي عمر زواجك؛ فإذا كنتَ حديثَ عهدٍ فلا تستغرب أي شيء، ولا أقصد بذلك أن أُشعرك بأن الأمرَ طبيعيٌّ وأنه يلزم تقبُّل ذلك، وإنما أقصد: أنه غالبًا ما يحصُل مثلُ هذا خلال سنوات الزواج الأولى؛ لذا ينبغي للزوج أن يُفهمَ زوجته بكل هدوءٍ وحكمةٍ أساسيات لا بد أن تُراعيها، وعليه أن يُخْبِرَها بما يُحب ويَكره، فإنْ أَبَتْ وأصرت على موقفها بدون وجود مبررٍ حقيقي لما تفعله، فإنه يحقُّ له أن يَتَدَرَّجَ في العقاب الشرعيِّ؛ فيهجرها في الفراش، فإن أَبَتْ فله أنْ يَضربَها ضربًا خفيفًا غير مبرح؛ كالضربِ بالمسواك وأمثاله، ولعل الهجرَ يكفي؛ فإنَّ أغلبَ النساء تخشى الهَجْرَ وتتأذَّى منه.

 

وحقيقةً فإني أرى ألا تلجأَ لذلك إلا في أضيق الحالات، فلعل الحديث معها وتنبيهها يكفي، فإن خفتَ الشقاقَ فابحثْ عن حَكَمٍ مِن أهلك أو مِن أهلِها ليُصلح بينكما؛ قال تعالى:{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 34، 35].

 

أما والدتها فإني أنصحك بأن تُبادلها الحديث بشكل ودِّي وهادئ؛ احترامًا لمقامها، ثم درءًا للمشاكل المترتبة على ذلك، ولك أن تفهمها حقيقةَ الأمر، فإن تفهَّمتْ فذلك المطلوب، وإن لم تتفهمْ وكانت تتحدث معك بمشاعر انحياز لابنتها، فالذي أنصحك به هو أن تلينَ لها القول، فتقول لها مثلًا: أبشري، وتُعرض عنها ابتغاء السلامة؛ قال تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].

 

أوصيك بالدعاء، ومِن ذلك ما وَرَد في كتاب الله؛ حيث قال: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}  [الفرقان: 74]، والدعاء بما جاء في السُّنة مثل: «اللهم أصلِح لي ديني الذي هو عِصمة أمري، وأصلحْ لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلحْ لي آخرتي التي فيها معادي».

 

أصلح الله لكما الحال، وسَخَّر لك زوجك، ويَسَّرَ أمرك، ووفقك لِمَا تُحب وتَرضى مِن الأعمال والأقوال والأخلاق.