لا أستطيع التخلص من علاقاتي المتعددة مع الشباب

شابة تصلي وحافظة لكتاب الله، لكنها اعتادت على محادثة الشباب، ومن ثم يتعلقون بها، وتتعلق بهم، وقد خطبها من يحبها وتحبه، لكنها لا تستطيع التخلص من تلك العادة السيئة، وتسأل: كيف أتخلص من علاقاتي المتعددة؟

  • التصنيفات: استشارات نفسية -
السؤال:

أنا فتاة ملتزمة إلى حد ما، فأنا أصلي وأحفظ القرآن وأُحفِّظه، وأتعلم وأُعلِّم، وأطوِّر دائمًا من ذاتي ومهاراتي، وأحاول استغلال الوقت بصورة جيدة، فأضع الأهداف وأسعى بعد الاستعانة بالله، لكنَّ ثمَّةَ عيبًا لا أدري كيف أتخلص منه، وهو أنني أحادث الشباب على السوشيال ميديا منذ مراهقتي، فقد أصبحت المكالمات والمحادثات شيئًا اعتدتُ عليه، المشكلة الكبرى أنني بعد أن تعرفت على شخص يحبني بصدق، ويريد خِطبتي، ولم يقصر معي في أي شيء، وأشعر معه بالأمان، فهو يحترمني جدًّا، ومطابق لأحلامي في شريك حياتي - بعد كل هذا خُنتُه، لا أدري لمَ فعلتُ هذا، أخشى خسارته بصورة مفزعة.

أقول - وليس تكبرًا والعياذ بالله - إنني أمتلك شخصية تجعل كل ذي شخصية قوية يضعف أمامي، وهذا من ابتلاءاتي فيما أظن، فقلبي في فوضى عارمة، فأنا كالمراهِقة الصغيرة، يحبني الشباب، فأنا أسمع مشاكلهم وأحلها لهم، وأحنو عليهم، فأجد نفسي في كل مرة عالقة مع شخص جديد، لمَ أنا هكذا؟ أريد أن أستبدل بعلاقاتي المحرمة علاقة تكون حلالًا، أرجو أن تتكلموا معي بلينٍ، فأنا أعلم الأحكام الدينية جيدًا في كل هذا، وأسأل الله العافية، لكني غارقة في هذا السوء منذ زمن، فساعدوني في إيجاد طوق للنجاة بذكر أسباب وحلول على المستوى النفسي.

الإجابة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

بُنيَّتي العزيزة، ترددت كثيرًا في الرد على مشكلتكِ؛ وذلك لعدم فهمي الكامل لدوافعكِ التي تضطركِ إلى محادثة الشباب والإيقاع بهم، أتفهم أنكِ مررتِ بطفولة ومراهقة مهمَلة، أدَّت إلى غياب الرقابة الضرورية لحمايتكِ من اضطراب هذه المرحلة وتقلُّبها، لكن بنيتي الآن نضِجتِ وأصبحت راشدة، وتدركين جيدًا عاقبة هذا السلوك غير المبرر الضار جدًّا بثقتكِ في نفسكِ، وفي قدرتك على كَبْحِ جِماحها وضبطها.

 

تسألين: كيف تكتفين بشخص واحد؟

أعتقد أنه لا تنقصكِ الإرادة والعزم، فقد نجحتِ في مراحلكِ الدراسية، وتواظبين على الصلاة، وتحفظين من القرآن ما يساعدكِ على الفصل بين الحلال والحرام، وتدركين عواقب تورطكِ في هذا الأمر، وتشمئزين من نفسكِ بسببه.

 

مغالبة الهوى ليست بالأمر الهين، بل غاية في الصعوبة.

 

1- صارحي نفسكِ، وقولي لها: إنكِ تستمتعين بمغازلة الشباب لكِ، وأن ذلك يجرُّكِ جرًّا إلى الحرام.

 

2- لا تلتمسي لها الأعذار، واشرحي لها أنها ستُضيِّع عليكِ فرصة أن يوفقكِ الله إلى الشخص المناسب.

 

3- أول وأهم خطوة هي التوبة، والإكثار من الاستغفار عما سبق، وهي إن كانت ذنوبًا صغيرة تُغتفر، إلا أنها منزلق شديد لِما هو أخطر.

 

4- ابحثي عن خطوات عملية تساعدكِ؛ مثلًا: تخلَّصي من المحمول، واحتفظي بتليفون بسيط، ليس لديه إمكانيات التواصل من فيس بوك، وتويتر، وتلجرام، وغيره.

 

5- اعتبري نفسكِ مدمنة لهذا الأمر، واتبعي خطوات ومراحل محددة ومَوْقُوتة بوقت محدد.

 

6- ومهم جدًّا أن تمارسي هواية أو رياضة أو عملًا تحبينه، فالمجهود العضلي مهم جدًّا في تفريغ طاقتكِ.

 

7- كل ذلك لا يُغني عن التوسل إلى الله، والتقرب إليه بالذكر والصيام وعمل الخير.

 

وأخيرًا بنيتي الكريمة، كلنا نعاني بعض الأهواء التي تهاجمنا من آنٍ لآخر، ومن مرحلة عمرية إلى أخرى، لكن لا يُنقذنا منها غير الخوف من غضب الله سبحانه، وسرعة التوبة والفرار إليه.

 

دعواتي لكِ بالهداية والرشد، وأنا واثقة في الرحمن الرحيم سيشملكِ بعفوه وكرمه.