رمي المسلم بغير بينة

محمد بن إبراهيم السبر

فتاة مصابة بالوسواس القهري؛ فقد اقترفت خطأً مع أحد زملائها بالصف وهي صغيرة، واتهمت أمها زميلها زورًا بأنه السبب في ذلك، ونقلتها إلى مدرسة أخرى، وهي تخشى أن يعاقبها الله عز وجل هي وأمها لافترائهما على مسلمٍ، وتسأل: ما النصيحة؟

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية - استشارات نفسية -
السؤال:

السلام عليكم.

أنا أعاني الوسواس القهري بسبب الماضي السيئ، إذ إنني في صغري اقترفتُ خطأً مع أحد الفتيان في الصف، ووشى بي شخص معنا لأخي، ولأننا بمدينة صغيرة وأهلي يخافون على سمعتي، أمي قالت: إنني فعلت هذا الشيء بسبب هذا الشخص، وقد تركتُ المدرسة وذهبت لمدرسة أخرى، فلا أعرف شيئًا عن هذا الشخص، أشعر بالذنب؛ لأن الخطأ كان مني وأخاف ألَّا يغفر الله لي ولوالدتي؛ لأننا ظلمنا هذا الشخص، ولا أستطيع محادثة أحد بهذا الموضوع حتى أمي؛ لأنها مريضة ولن تتحمل، هذا الأمر أتعبني، فهل سيغفر الله لنا؟ هل أنا وأمي سنُعاقَب أو لا؟ أرجو المساعدة، فأنا في حالة لا يعلمها إلا الله، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

أختي الكريمة:

ينبغي أن نعلم أن رميَ المسلم واتهامَه بالباطل بدون بيِّنة، أو تحميله التسببَ بالخطأ بالكلية - من الأمور المحرمة؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58]، فلا يحلُّ لأحدٍ أن يبهت أخاه المسلم مهما كانت الذريعة التي يتذرَّع بها.

 

ومن هنا نوصيكِ بالآتي:

أولًا: التوبة والاستغفار - أنتِ وأمك - عما فعلتما، وأن تعزما على عدم العودة لِذاتِ الفعل.

 

ثانيًا: أن تتحلَّلا منه، فإن لم يتيسر العثور على الرجل وطلب المسامحة منه، فعليكما بالدعاء والاستغفار له بظهر الغيب.

 

ثالثًا: الصدق مع الله في التوبة، وعدم العودة لمثل هذه التصرفات.

 

أخيرًا:

أوصيكِ بالذهاب لطبيبة نفسية؛ لعلاج الوسواس القهري، مع ملازمة الرقية الشرعية، والمحافظة على الصلوات والأوراد الشرعية.

 

أسأل الله لكِ الشفاء والعافية، وأن يغفر لكِ ولأمِّك ولنا جميعًا.