الدعاء بقول: "بحق محمد" لا يجوز
منذ 2007-02-26
السؤال: هل يجوز للذي يدعو رب العالمين أن يقول: "بحق محمد عليك"؟
الإجابة: لا يجوز في السؤال أن يقال: "بحق محمد"، ولا "بجاه محمد"، ولا "بحق
الأنبياء" ولا غيرهم؛ لأن ذلك بدعة لم يرد في الأدلة الشرعية ما يرشد
إليه والعبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما دل عليه الشرع المطهر،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " " (متفق على صحته)، وفي رواية
لمسلم: " "، ولأن ذلك من وسائل الشرك والغلو في المتوسل به، وإنما
المشروع التوسل إلى الله سبحانه بأسمائه وصفاته، لقول الله سبحانه:
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا} وهكذا التوسل بالأعمال الصالحة؛ كالإيمان
بالله ورسوله وتوحيد الله سبحانه، ومحبة الله ورسوله وبر الوالدين،
والعفة عما حرم الله، وأداء الأمانة ونحو ذلك من الأعمال الصالحات،
لقول الله عز وجل: {إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ
قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً
سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ
تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ
أَنْصَارٍ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي
لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا}، إلى قوله:
{إِنَّكَ لا تُخْلِفُ
الْمِيعَادَ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " "، وقوله صلى الله عليه وسلم: " "، وللحديث الصحيح في قصة أصحاب النار وهم ثلاثة ممن كان
قبلنا آواهم المبيت والمطر إلى غار، فانحدرت عليهم صخرة وسدت عليهم
الغار فلم يستطيعوا دفعها، فقالوا فيما بينهم لن ينجيكم من هذه الصخرة
إلا أن تسألوا الله بصالح أعمالكم، فسأل أحدهم ربه أن يفرج عنهم هذه
الصخرة ببره لوالديه، وتوسل الآخر إلى ربه بعفته عن الزنا بعد قدرته
عليه، وتوسل الثالث بأدائه الأمانة إلى صاحبها بعدما رباها ونماها،
ففرج الله عنهم الصخرة وخرجوا (أخرجه الشيخان في الصحيحين عن النبي
صلى الله عليه وسلم).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - المجلد الثاني عشر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - المجلد الثاني عشر.
- التصنيف: