اللجوء السياسي لدول النصارى طلباً للحماية

عبد الحي يوسف

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -
السؤال: ما حكم اللجوء السياسي لدول النصارى طلباً للحماية من حكام الدول المسلمة؟
الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:

فإنّ الله عز وجل أوجب على المسلم أن يفارق دار الكفر إلى دار المسلمين، ورتّب على ذلك أحكاماً، فقال سبحانه: {والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" (رواه الترمذي وأبو داود)، وفي رواية: "لا تُساكنوا المشركين ولا تُجامعوهم، فمن ساكنهم أوجامعهم فهو منهم"، وفي سنن النسائي من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقبل الله من مشرك بعدما يسلم عملاً، أو يفارق المشركين إلى المسلمين"، أي حتى يفارق المشركين إلى المسلمين.

هذا هو الحكم العام، يجب على كل مسلم الإقامة بدار الإسلام حيث الشعائر ظاهرة، والمعروف معمول به والمنكرات مستخفية.

.. أما ديار الكفر فالمقام بها للمسلم من الخطورة بمكان، حيث المنكرات فاشية والشعائر ميتة، فلا يُسمع أذان ولا قرآن، ولا يشعر بعيد ولا رمضان. والأخطر من ذلك أن يألف الإنسان المنكر لكثرة ما يراه فيموت قلبه والعياذ بالله.

.. والمسلم المضطهد الذي يعاني من ظلم الطواغيت، عليه أن يجتهد في أن يقيم بدار أخرى يأمن فيها على دينه ونفسه والغلبة فيها للمسلمين. فإن لم يجد إلا دار كفر تؤويه فإنه يجوز له ذلك بحكم الضرورة، على أن يكون في نيته أن يتحول عنها متى ما زالت أسباب لجوئه إليها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.