حكم تغيير الدعاء المأثور "يذل فيه أهل معصيتك"

عبد الرحمن بن ناصر البراك

  • التصنيفات: الذكر والدعاء -
السؤال:

ما صحة تغيير الدعاء المأثور "يذل فيه أهل معصيتك" إلى "يُهدى فيه أهل معصيتك"؟

الإجابة:

الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على محمد، أما بعد:
فهناك دعاء مشهور؛ وهو "اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشداً يُعز فيه أهل طاعتك، ويُذل فيه أهل معصيتك.." إلخ، وهو منسوب إلى العز بن عبد السلام رحمه الله، وقد لاحظ فيه بعض الناس الإطلاقَ في قوله: "ويذل فيه أهل معصيتك" فمَنْ مِنَ العباد من يسلم من الذنوب؟ وقد حمل بعضهم على العز بن عبد السلام في ذلك، وظن أنه بذلك الدعاء يشير إلى الحكام الظلمة، ومن المعلوم أن مِن منهج أهل السنة الدعاء للولاة بصلاح الحال، لذا رأى هذا الملاحِظُ أن يقال في الدعاء: "يُعز فيه أهل طاعتك ويُهدى فيه أهل معصيتك"، وهذا التغيير لا يناسب بين ما يقتضيه التقابل بين الطاعة والمعصية، والهداية مطلب للمطيع والعاصي.
وقد تبين أن هذا الدعاء مأثور عن بعض السلف الأول، وهو طلق بن حبيب العابد الزاهد، وقد رواه عنه بإسناد صحيح ابن أبي شيبة في المصنف (10/255) وأبو نعيم في الحلية (3/65) ولفظه: "اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا راشدا تعز فيه وليَّك، وتذل فيه عدوَّك، ويُعمل فيه بطاعتك" زاد أبو نعيم: "ويُتناهى فيه عن سخطك" وعند أبي نعيم "أمرا رشيدا".
وبهذا يرتفع الإشكال الوارد عن اللفظ المشهور، وعلى هذا فينبغي مراعاة اللفظ المأثور والدعاء به، والله أعلم.