طفل جرى من يدي أمه أمام سيارتي، ولا أعرف ما أصابه، فماذا علي؟

عبد الكريم بن عبد الله الخضير

  • التصنيفات: فقه الجنايات والحدود -
السؤال:

أنا شاب في الثامنة والعشرين من عمري، ومنذ حوالي سبعة أو ثمانية سنوات حتى أنني لم أتذكر السنة بالتحديد كنت أقود سيارة والدي، وصدمت طفلاً صغيراً عن طريق الخطأ، وفعلاً عن طريق الخطأ غير قاصد، وعلى العلم أن الخطأ عليه هو حيث أنه ترك يد والدته وقطع الطريق بسرعة، وفوجئت به أمام السيارة وعرفت أن حالته خطيرة جداً، وأصيب بكسر في الجمجمة ونزيف، وأعتقد أنه مات! وإلى الآن لم أعرف عنه شيء، إذا كان مات أم حي، ولم يحدث لي شيء ولم يعلم أي أحد من طرفه بهذا الموضوع، فماذا أفعل إذا كان مات؟ على العلم أني لم أستطيع الوصول إلى أهله لأتفاوض معهم أبداً، وأني لا أملك مالاً ومدين بمبلغ كبير، فما هي الكفارة إذا كان مات؟ هل صيام شهرين متتاليين؟ وهل إذا كان حي فالصيام أثاب عليه أم لا؟ وهل يجوز أن أنفذ كفارة شيء غير متأكد منه؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً؟

الإجابة:

يجب عليك أن تبحث عن أهله وتستفسر عن حياته أو مماته ولو بإعلان ذلك بوسائل الإعلام المقروءة والمرئية السائدة بين الناس، وكونك تساهلت في أول الأمر لا يعفيك عن البحث عن أهله والتأكد من خبره، ولو لزم على ذلك المشقة عليك؛ لأن هذه حقوق العباد المبنية على المشاحة، ثم بعد ذلك إذا أيست من وصول إلى الحقيقة فتعمل حينئذ بغلبة الظن، فإن غلب على ظنك أنه مات فعليك دية تبقى ديناً في ذمتك حتى تتمكن من إيصالها إلى مستحقيها، وعليك صوم شهرين متتابعين كفارة إن لم تجد ما تنفق، وإن غلب على ظنك أنه لم يمت فلا صوم عليك، وإن شككت في الأمر فالأصل بقاء الحياة.