بيان موقف الإمام إذا صلى بأطفال بلغوا سن التمييز

عبد العزيز بن باز

  • التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال:

إذا كان الأب يريد أن يصلي الصلاة المكتوبة ومعه اثنان من الأبناء لم يبلغوا سن التكليف فأين مكانهم من الصف هل يجعلهما عن يمينه وهو إمامهم أم خلفه وبهم تنعقد الجماعة، نرجو توضيح هذه المسألة؟ 

الإجابة:

المشروع أن يجعلهما خلفه إذا كانا قد بلغا سبع سنين فأكثر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أم أنساً ويتيماً وجعلهما خلفه في النافلة لما زار جدة أنس ضحى، لكن ليس له أن يصلي في البيت، بل يجب عليه أن يصلي مع المسلمين في المساجد هو وأبناؤه؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر» [1] قيل لابن عباس رضي الله عنهما: ما هو العذر قال: (خوف أو مرض)، ولأنه صلى الله عليه وسلم سأله رجل أعمى قائلاً: (يا رسول ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي فقال له صلى الله عليه وسلم: «هل تسمع النداء بالصلاة قال: نعم، قال: فأجب» [2]، وفي رواية أخرى: «لا أجد لك رخصة» [3]، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً أن يؤم الناس ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم» [4]، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (لقد رأيتنا وما يتخلف عنها – يعني الصلاة في الجماعة – إلا منافق أو مريض) والله ولي التوفيق.

___________________________________

[1] أخرجه ابن ماجه في كتاب المساجد والجماعات، باب التغليظ في التخلف عن الجماعة برقم 793.

[2] أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب يجب إتيان المسجد على من سمع النداء برقم 653.

[3]  أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب التشديد في ترك الجماعة برقم 552. [4] أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب وجوب صلاة الجماعة برقم 644، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها برقم 651.