لا يشرع تقبيل الأرض حال السجود

الشبكة الإسلامية

  • التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم عندي سؤال شخصي فأرجو أن أجد الجواب الشافي: سؤالي هو: في أثناء صلاتي أستشعر أني أصلى أمام رب العالمين، وأني أسجد تحت العرش فيخالجني شعور جميل جداً بقرب الله مني، فأقبل الأرض كأني أقبل تحت العرش وأنا في قمة السعادة، فهل فعلي هذا يجوز أم لا، أفتوني؟ وبارك الله فيكم وتقبل صيامكم وقيامكم. والسلام عليكم ورحمه الله أختكم في الله

 

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الخشوع في الصلاة هو ثمرتها وفائدتها، لذلك وصف الله تعالى به عباده المتقين حيث قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2].
وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة
وفي سنن ابن ماجه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله علمني وأوجز، قال: إذا قمت في صلاتك فصلِّ صلاة مودِّع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه، وأجمع اليأس عما في أيدي الناس. ، والحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير، وحسنه الشيخالألباني. 
والذي يصلي صلاة مودِّع معتقداً أن صلاته تلك ربما تكون آخر صلاة يؤديها، يكون هذا مدعاة لإتقانها بالخشوع فيها وإتمام أركانها وشروطها.
وإذا كنت تقصدين بالشعور المذكور أنك في مناجاة الله تعالى، وأنه مطلع عليك مجيب لدعائك ومثيب لك على طاعته، وأنك قريبة من فضل الله ورحمته فهذا شعور طيب، وهو معنى القرب الذي وصف الله به نفسه، قال الشيخ ابن عثيمين في شرح العقيدة الواسطية: واعلم أن من العلماء من قسم قرب الله تعالى إلى قسمين كالمعية، وقال القرب الذي مقتضاه الإحاطة قرب عام، والقرب الذي مقتضاه الإجابة والإثابة قرب خاص، ومنهم من يقول: إن القرب خاص فقط مقتضٍ لإجابة الداعي وإثابة العابد لا ينقسم، ويستدل هؤلاء بقوله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ [البقرة:186]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. رواه مسلم، وأنه لا يمكن أن يكون الله تعالى قريباً من الفجرة الكفرة، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى. انتهى. 
وفي سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وفيه: وإن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت. 
وفي الصحيحين: إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قِبَلَ وجهه، فإن الله قِبَلَ وجهه إذا صلى. 
والمسلم يعتقد أن الله تعالى مستو على عرشه، وعرشه فوق السموات العلى، كما أخبر عن نفسه سبحانه.
وأما تقبيل الأرض فلا يشرع، لعدم ثبوته، والعبادة مبناها على التوقيف. 
والله أعلم.