الميت يشعر بمن يزوره في الجملة

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: الموت وما بعده -
السؤال:

السَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاته،

هل يشعُر الميت بزيارة أهله له؟

وأن تدعوا لأخي من صالح دعائِكم.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فاللهَ نسال أن يغفِر له ويرْحمه، ويعافيه ويعفو عنْه، ويُكرم نزله، ويوسع مُدخله، ويغسله من خطاياه بالماء والثَّلْج والبرد.

ثمَّ اعلمي أنَّ المسائل المتعلِّقة بالميت وأحوالِه في قبْرِه، وهل يشعر بِزيارة الأحياء، وبِما يدور من حوله، ونحو ذلك - تُعْتبر من الغيْب الذي لا يجوز الخوْض فيه إلاَّ عند وجود الدَّليل الصَّريح من الكتاب والسنَّة.

وقد وردت أحاديثُ صحيحة تدلُّ على أنَّ الميّت يشعر بزيارة الحيّ ويفرح بها، وحينما يسلِّم الزَّائر عليه، فإنَّه يردُّ السَّلام، ومن ذلك ما رُوِي عن عائشة - رضِي الله عنْها - قالت: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «ما مِن رجُل يزور قبرَ أخيه ويَجلس عنده، إلاَّ استأْنس وردَّ عليه حتَّى يقوم»، قال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء": "أخرجه ابن أبي الدُّنيا في "القبور"، وفيه عبدالله بن سمعان، ولم أقف على حاله. وروى ابنُ عبدالبر في "التمهيد" من حديث ابن عبَّاس نحوه، وصحَّحه عبدالحق الإشبيلي".

قال العلاَّمة ابن القيّم - رحِمه الله - في كتاب "الرُّوح": "والسَّلف مُجْمِعون على هذا، وقد تواترت الآثار عنهم بأنَّ الميّت يعرف زيارة الحيّ له، ويستبشِر به". اهـ.