كيفية طهارة من استؤصل قَوْلونه

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: فقه الطهارة - فتاوى وأحكام -
السؤال:

فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أرجو مِن فضيلتكم الإجابة عنْ هذا السؤال:

شخص أجرى عمليَّة استئصال القَوْلون بالكامل، والتصريف أصبح يتم في كيس خارجي عنْ طريق فتْحة خارجيَّة، وهذا الشخْصُ عند دُخُوله الحمَّام للتبوُّل يستمِرُّ معه سلَسُ البَوْل بعد خُرُوجه من الحمام لمدة ساعة، وأحيانًا أكثر وأحيانًا أقل، علْمًا بأن سلَس البَوْل بعد انقطاعه لا يَحْدُث مجددًا إلا بعْد دُخُول الحمام مرة ثانية.

 السؤال:

1- هل يَتَوَضَّأ ويُصلي في أول الوَقْت؟ أو ينتظر حتى جفاف البَوْل؟

 2 - متى ينتقض الوضوء؟

 3- إذا كان بِحاجة ماسَّة لدُخُول الحمام للبول وهو في المسجد، هل يدخُل الحمَّام ويَتَوَضَّأ ويُصَلِّي مع الجماعة؟ أو ينتظر حتى يجفَّ البولُ ويتوضأ ويصلي بِمُفردِه في البيت؟

 4- هل ما يُصيب الملابس مِن سلَس البَوْل يَجِب غسلُه في كلِّ صلاة أو لا؟

 

أرجو من فضيلتكم إجابة مفَصَّلة عن هذا السؤال.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:

فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيه شفاءً لا يُغادر سقمًا، وأن يرزقه الأجْر والعافية، آمين.

 ثم اعلم أنَّ هذا الشخص ما دام السلس لا يُلازمه جميع وقت الصلاة، بحيث ينقطع بعد ساعة أو أكثر، فإنَّ علَيْه أن ينتظرَ تلك المدة حتى ينقطعَ البولُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأ ويُصَلِّي ما لَم يخرُج جميع وقت الصلاة، ولو أدَّى ذلك إلى ترْك الجماعة والصلاة مُنفردًا؛ قال تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]، وقال - تعالى -: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]، وقال: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} [المائدة: 6]، وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج: 78]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «وإذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم»؛ متفق عليه من حديث أبي هريرة، وهو في استطاعته أن يصلي بطهارة كاملة بعد ساعة من تبوله، فيلزمه انتظار تلك المدة.

 وراجع على موقعنا الفتويين: "طريقة الاستبراء منَ البول"، و"حُكم مَن يُعاني من استمرار خروج الرِّيح والبول".

 أما متى ينتقض وضوءُه، فبخُرُوج البول، أو خُرُوج الغائط للكيس الذي حلَّ محل القَوْلون.

 أمَّا إنْ كان في المسجد، وأراد قضاء حاجته، فيجب عليه الانتظار حتى ينقطعَ البولُ، وإن فاتَتْه صلاةُ الجماعة، ثم يُصَلِّي منفردًا.

 أمَّا ما يُصيب الملابس مِن سلس البول، فيجب غسْل محل البَوْل من الثياب قبل الصلاة غسلاً جيدًا، كما يجب التحفُّظ من البَوْل قدْر استطاعته بوضع خِرْقة، أو منديل، أو غيرهما؛ حتى لا يتنجس بالبول، أو يجعل ملابس داخلية خاصة بالصلاة،،

والله أعلم.