العمل بأموال الفائدة حلال أم حرام؟

خالد عبد المنعم الرفاعي

فإن المال الذي أخذته من خالك يحل لك إن كنت محتاجًا له؛ لأن الفوائد الربوية محرمة على من تعامل مع البنك.

  • التصنيفات: الربا والفوائد -
السؤال:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . لى خال كان يملك قطعة ارض ثم باعها ووضع مبلغ البيع فى البنك على شكل وديعه بنكيه و يعيش على الفائده من هذا المبلغ . ثم فى يوم اراد ان يقدم لى المساعده فى عمل مشروع خاص بى و اعطانى جزء من مال الفائده افتح به مشروع و اشترى به سياره لخدمة المشروع و خدمة احوالى الشخصيه . و من بعد هذا بدأت حياتى بالتغير اشعر بتعب نفسى رهيب و لا استطيع القيام للصلاه كنت مواظب على صلاة الفروض فى المساجد و خاصه صلاة الفجر كل هذا تحول فقررت ان اصفى مشروعى و تبقى منه مبلغ من المال و السياره فماذا افعل ؟ هل هذه الاموال حرام ؟ مع العلم انى اعلم ان اموال الفائده حرام شرعا و لكن فى هذه الحاله هل ادخلت مال حرام فى بيتى ؟ و ماذا افعل بماتبقى من المال و السياره ؟ و كيف التوبه ؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن أموال الربا محرمة على المرابي خصوصًا؛ كما قال تعال: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ } [البقرة: 279]، فالمرابي إن تاب يحصل على أصل ماله بدون الزيادات الربوية.

أما تلك الفوائد الربوية فيتخلص منها بوضعها في مصالح المسلمين، وإنفاقها في أوجه البر، وإعطائها لمن يستحق سواء كان قريبًا أو غريبًا،  إن كانوا مستحقين، وكانت نفقتهم غير واجبة عليه.

وقد نصّ على ذلك جماهير أهل العلم؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (30/ 413):
"وكذلك كل مال لا يعرف مالكه من الغصوب والعواري والودائع، وما أخذ من الحرامية من أموال الناس أو ما هو منبوذ من أموال الناس؛ فإن هذا كله يتصدق به ويصرف في مصالح المسلمين". اهـ.

وعليه، فإن المال الذي أخذته من خالك يحل لك إن كنت محتاجًا له؛ لأن الفوائد الربوية محرمة على من تعامل مع البنك،، والله أعلم.