ما حكم التجارة الرقمية وقت الجمعة؟

الإسلام سؤال وجواب

  • التصنيفات: مناسبات دورية - فتاوى وأحكام -
السؤال:

ما هو حكم البيع في وقت الجمعة عن طريق الإنترنت بحكم أن المنتوجات التي أبيعها هي منتوجات رقمية تصل مباشرة إلى الزبون بعد الدفع في موقعي الخاص؟

الإجابة:

ملخص الجواب

ورد النهي عن التجارة بالبيع والشراء بعد النداء لصلاة الجمعة، وهذا النهي يشمل كل معاملة تشغل عن الجمعة، ولا يختص النهي بالبيع المعتاد. وعليه فإن الاشتغال بالتجارة الرقيمة وقت الجمعة محرم، ونظرا لأن مواقيت الصلاة تختلف من بلد لآخر، فيستحسن أن تكتب تنبيها على الموقع بأن على المشترين – إن كانوا ممن تجب عليهم صلاة الجمعة- مراعاة حرمة وقت صلاة الجمعة، فلا يشترون فيه.

الجواب

المحتوياتذات صلة

  • حكم البيع والشراء بعد النداء لصلاة الجمعة
  • سبب النهي عن البيع والشراء بعد النداء لصلاة الجمعة
  • حكم التجارة الرقمية وقت الجمعة

الحمد لله.

حكم البيع والشراء بعد النداء لصلاة الجمعة

ورد النهي عن التجارة بالبيع والشراء بعد النداء لصلاة الجمعة. قال الله تعالى:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}  [الجمعة (9)].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

"وقوله: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} أي: اسعوا إلى ذكر الله واتركوا البيع إذا نودي للصلاة: ولهذا اتفق العلماء على تحريم البيع بعد النداء الثاني." انتهى من "تفسير ابن كثير" (8 / 122).

سبب النهي عن البيع والشراء بعد النداء لصلاة الجمعة

وعلة النهي عن التجارة بالبيع والشراء وقت الجمعة أن التجارة في وقت الجمعة تشغل صاحبها عن الاستماع إلى خطبة الجمعة وعن الصلاة، وهو المراد بـ (ذكر الله) المذكور في الآية الكريمة.

وعلى هذا؛ يتناول النهي كل معاملة تشغل عن الجمعة، ولا يختص النهي بالبيع المعتاد.

قال ابن العربي رحمه الله تعالى:

"قوله تعالى: {وَذَرُوا الْبَيْعَ}: وهذا مجمع على العمل به، ولا خلاف في تحريم البيع... لأن البيع إنما منع للاشتغال به، فكل أمر يشغل عن الجمعة من العقود كلها فهو حرام شرعا." انتهى من "أحكام القرآن" (1805 – 1806).

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

"القاعدة السادسة والسابعة: إذا تضمَّن العقد ترك واجب، أو انتهاك محرم، فإنه حرام غير صحيح. 

وقد دلت النصوص الشرعية على هذين الأمرين في عدة مواضع، فمن ذلك: 

البيع والشراء بعد نداء الجمعة. وكذلك إذا ضاق وقت المكتوبة، أو خاف فَوْت الجماعة. وكذلك المعاملة التي تُفَوِّت الإنسانَ وتشغله عما أوجب الله عليه من الحقوق، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. 

وهذا إنما في الإشغال عن الواجبات؛ لأنه نهى عنه، ثم رتَّب عليه الخسارة." انتهى من "إرشاد أولي البصائر" (ص 192).

حكم التجارة الرقمية وقت الجمعة

فإذا ثبت هذا؛ فإن الاشتغال بالتجارة الرقمية وقت الجمعة محرم، كالاشتغال بالتجارة المعتادة، ولا فرق. ونظرا لأن مواقيت الصلاة تختلف من بلد لآخر، فيستحسن أن تكتب تنبيها على الموقع بأن على المشترين – إن كانوا ممن تجب عليهم صلاة الجمعة- مراعاة حرمة وقت صلاة الجمعة، فلا يشترون فيه.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟