حكم بيع تصاميم للطباعة ثلاثية الأبعاد

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم أنا مصمم ثلاثي الأبعاد أقوم بتصميم مجسمات لشخصيات ثلاثية الأبعاد لرسومات كرتونية غير قريبة للانسان و إنما شخصيات خيالية لغير ذوات الأرواح و لا تشبه أي من مخلوقات الله و غير مرتبطة بأي إعتقاد فاسد، و أقوم ببيع هذه التصاميم للعملاء، و بعد ذلك يقومون بطباعة هذه التصاميم في طابعات ثلاثية الأبعاد بمادة البلاستيك قصد إستخدامها للعب الأطفال أو للزينة. سؤالي هل ما أفعله حلال و هل ماله حلال و هل أدخل في فئة المصورون المتوعدون بالعذاب. 

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الحال كما تقول: إن التصميمات التي تعملها، يطبع منها مجسمات ثلاثية الأبعاد بقصد استخدامها في لعب الأطفال، فهي جائزة والتربح منها حلال؛ لأن الشريعة الإسلامية السمحاء استثنت من تحريم التصوير وصناعة التماثيل - لعبَ الأطفال؛ لحكم جليلة، وهو قول أكثر أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية وجماعة من الحنابلة.

قال النووي - رحمه الله -: "يُستثنى من منع تصوير مما له ظل ومن اتخاذه لعبُ البنات؛ لما ورد من الرخصة في ذلك".

 سواء كانت اللعب على هيئة إنسان أو حيوان، مجسمة أو غير مجسمة، لها نظير في الحيوانات أم لا؛ والدليل على ذلك حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((كنت ألعب بالبنات عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل يَتَقَمَّعْنَ منه (أي: يتغيبن عنه)؛ فيسربهن إليّ (أي: يرسلهن إليّ) فيلعبن معي))؛ رواه البخاري.

وروى أبو داود والنسائي عنها - رضي الله عنها - قالت: ((قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهوتها ستر؛ فهبت ريح، فكشفت ناحية الستر عن بناتي، ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع؛ فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟  قالت: فرس، قال: ما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان. قال: فرس له جناحان؟ قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه))،، والله أعلم.