ولا شك أن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله ازداد خشية له، فلذلك يحتاج الإنسان إلى الازدياد من خشية ...

منذ 2024-05-04
ولا شك أن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله ازداد خشية له، فلذلك يحتاج الإنسان إلى الازدياد من خشية الله سبحانه وتعالى، وسماع المواعظ بالدوام مما يعين على البكاء من خشية الله، فإذا كان الإنسان يمر عليه ثلاث جمع لم يبك صعب عليه البكاء بعد ذلك لأن قلب الإنسان إذا تخلف عن ثلاث جمع يختم عليه بطابع النفاق ويكتب من الغافلين كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هنا فإن تغذية القلوب هي الوعظ والذكرى، وإذا عدمها الإنسان مات قلبه. ونحن جميعا نحتاج إلى مراجعة دائمة لقلوبنا فهي تموت دون أن نشعر وتصاب بأمراض خطيرة دون أن ننتبه لها، فنحتاج إلى فحوص دائمة لقلوبنا، وهذه الفحوص منها تذكر حال الإنسان عندما يأتيه أمر الله أو نهيه، ماذا يجد نفسه، إذا وجد نفسه مطيعة للأمر مبادرة إليه، ووجد نفسه متأبية على المعصية لا تنساق إليها فالحمد لله القلب ما زال حيا، أما إذا وجد نفسه عند الأمر كأنه لم يوجه إليه شيء، يسمع حي على الصلاة حي على الفلاح، يسمع منادي الله ينادي في أي أمر من الأمور فلا يتحرك له شعور، هذا القلب ميت، وكذلك إذا كان يجد نفسه منساقة وراء كل ناعق من دعاة المعصية، فهذا لا شك أن قلبه ميت، ويحتاج إلى نفخ الروح فيه من جديد بالذكرى ومتابعة الموعظة. ولا شك أن مما يعين كذلك على البكاء من خشية الله تعالى صحبة أهل الصلاح والالتزام، فملازمة الإنسان للصالحين مما يعينه على الصلاح، وقد قال الله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}، فملازمة الإنسان لأهل الصدق والإخلاص مما يعينه على البكاء من خشية الله، ويعالج قسوة قلبه وجمود دمعه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله. محمد الحسن الددو الشنقيطي أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط. تابع 14 050,949

رابط المادة: http://iswy.co/e3v6b
  • 0
  • 0
  • 5

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً