يُعلِّمنا الحج

منذ 2014-10-18
يُعلِّمنا الحج

الحج مدرسة كبيرة يتعلم فيها المسلم الكثير من الدروس القيمة، و أول درس يتعلمه هو شكر الله على هذه النعمة العظيمة وهي نعمة اختياره لهذه الرحلة المباركة التي يحلم بها الملايين غيره، فإختيار الله العبد لعمل صالح هو علامة قبول؛ فهل يكون على مستوى هذه المكانة التي خصه الله بها، فيحفظ عهوده ما كان منها قبل الحج و ما كان بعده؟

و مما يتعلمه المسلم من رحلة الحج هو المعنى الحقيقي لمسمى الدين؛ و هو الإسلام أي الإذعان و الإمتثال و التسليم فهو لا يسأل عن علة العبادات و إنما يمتثل لإمر الله و يؤدي الشعيرة على الوجه المأمور به دون طلب تفسير لكل عمل، فما عليه إلا الخضوع التام و يكون ذلك شأنه في كل ما يأمر به الله في الحج و في غيره، لأن هذا هو دليل التقوى كما قال الله تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32].


ومع ذلك فإن من الناس من يجهل أن كثيراَ من شعائر الحج إنما هي من تكريم الله لعباده الذين اصطفى و هذا درس آخر فالله بكل عظمته وجلاله يجعل لعباده الذين أحب قدراَ لائقاَ بهم، فالسعي تكريم للسيدة هاجر  التي كانت تسعى بين الصفا و المروة بحثاَ عن الماء لتسقي رضيعها سيدنا إسماعيل عليه السلام، و تذكرة بإمتثالها لأمر الله بالبقاء في هذا المكان القفر الموحش آنذاك.

أما الذبح فهو إحياء لذكرى واقعة إمتثال لأمر أشد و أكبر، و ذلك عندما هم سيدنا إبراهيم عليه السلام بذبح بكره الذي رزقه على الكبر بعد طول حرمان تنفيذا لوحي الله المنامي، ففداه الله سبحانه بذبح عظيم، فأصبح عيداً يتنعم فيه الفقراء بلحم الأضاحي و الهدي التي تذبح، فتقتل أرحم قتلة يتخيلها عاقل و ليس الأمر مذبحة وحشية للحيوانات كما يزعم أهل الجهل.

أما الدرس أو الفائدة التي تحصل للحاج دون سابق توقع هو أنه يعرف أن له أخوة كثر يحملون معه هم الإسلام و أنهم قوة لا يستهان بها- إذا ما تمسك كل منهم بحبل الله المتين- و ذلك من خلال المشاركة في المؤتمر الكبير الذي يطل منه على العالم بأسره عبر أجناس متعددة و ألوان مختلفة من البشر تمثل المسلمين من شتى بقاع الإرض فيتعرض لثقافات و عادات لم يتعرف عليها من قبل، فالبرغم من أن العالم أصبح قرية صغيرة إلا أن التعارف الحقيقي لا يكون إلا بالمواجهة و ليس عبر الأثير، و خاصة أن وسائل الإتصال الحديثة ليست متاحة للجميع بشكل مطلق، ومن ثم فهذا المؤتمر وسيلة لتبادل الأفكار و المعارف.

و الأهم من ذلك كله مناقشة أحوال المسلمين و البحث عن حلول لمشكلاتهم و تحسين أوضاعهم من قبل قادة الفكر والرأي، و كذلك التعاون بين جميع السلمين من أجل نشر الدعوة، و تفعيل الدور الإسلامي على مستوى العالم، فيدرك المسلم مدى أهمته كعضو مسؤول في الجماعة المسلمة على كل اتساعها، وأن عليه دورًا لا يقل قدرًاعن أدوار الآخرين سواء في موسم الحج أو بعده.

روابط للاستفادة:

دروس من الحج - مقال نصي

التوحيد في الحج - كتاب

علامات قبول الحج - مرئي

الآثار الإيمانية للحج - مرئي

  • 1
  • 0
  • 4,812

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً