الحبيب وساعات الرحيل

منذ 2005-09-14
الحبيب وساعات الرحيل
الحمد لله حمدا طيباً مباركا فيه , وإن كان يتضاءل مع حق جلاله حمد الحامدين ونشكره تبارك وتعالى شكرا متواليا , وإن كان يتضاءل مع فضله ونعمه وآلائه شكر الشاكرين , ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له , وسع الخلائق خيره ولم يسع الناس غيره , خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى , فجعله غثاء أحوى ... ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله . قبل ألف عام ومائتين تقريباً , مات أمير من أمراء العرب وقوادهم آنذاك , يقال له محمد بن حميد الطوسي , فرثاه أبو تمام الشاعر العباسي المعروف بقوله : كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ *** فليسَ لعين لم يفضْ ماؤها عذر. توفيتِ الآمالُ بعدَ محمد *** وأصبحَ في شغل عنِ السفر السفرُ. كأنَّ بني نبهانَ يومَ وفاتِه *** نجومُ سماءٍ خرَّ منْ بينها البدرُ. مضى طاهرَ الأثوابِ لم تبقَ روضةٌ *** غداةً ثوى إلا اشتهتْ أنَّها قبر. عليك سلامُ اللهِ وقفاً فإنني *** رأيتُ الكريمَ الحرَّ ليسَ له عمرُ. فلا إن قيلت هذه الأبيات في رثاء واحد من أمراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم , فيا ترى مايقول الإنسان وهو يستذكر اللحظات الأخيرة والساعات التي سبقت وفاة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم .
  • 0
  • 0
  • 235

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً