فلسطين تنتصر بمعركة (الأمعاء الخاوية)
بعد أكثر من شهرين من معركة أطلق عليها "الأمعاء الخاوية" حيث أضرب فيها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال عن الطعام لإجبار "إسرائيل" على تنفيذ مطالبهم من أجل نيل حقوقهم، استجاب الكيان الصهيوني للأسرى في اتفاق تم إنجازه برعاية مصرية وأثلج صدور الفلسطينيين.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
بعد أكثر من شهرين من معركة أطلق عليها "الأمعاء الخاوية" حيث أضرب فيها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال عن الطعام لإجبار "إسرائيل" على تنفيذ مطالبهم من أجل نيل حقوقهم، استجاب الكيان الصهيوني للأسرى في اتفاق تم إنجازه برعاية مصرية وأثلج صدور الفلسطينيين.
وتمثلت أبرز ملامح الاتفاق فى إخراج جميع الأسرى المعزولين انفراديا وتوزيعهم على السجون خاصة أن بعضهم قضى فترات تزيد على عشر سنوات فى العزل الانفرادى، وكذلك السماح لأهالى الأسرى بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بزيارة ذويهم فى سجون الاحتلال، بعد فترة دامت خمس سنوات منعت فيها تلك العائلات من التواصل مع ذويهم من الأسرى.
وكانت هذه المطالب مدرجة باتفاقية تبادل 1027 أسيرا وأسيرة فلسطينيا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط فى أكتوبر الماضى برعاية مصرية، لكن الاحتلال ماطل في تنفيذها ، مما جعل الأسرى يدخلون في الإضراب بعضهم استمر لنحو27 يوما وآخرين بدأوه منذ أكثر من شهرين.
وتصاعد إضراب نحو ألفين منن الأسرى في الأيام الأخيرة ليصل إلى الامتناع عن تناول أى شىء سوى الماء، وسط إرادة قوية جعلتهم ينتصرون في معركتهم مع الجلادين فى سجون الاحتلال.
سبق للأسرى الفلسطينيين أن خاضوا إضرابات من أجل تحسين ظروف الاعتقال , حيث يتعرضون للكثير من عمليات القمع مثل عدم وجود فرش وأغطية نوم كافية , وكان على المعتقل أنيقوم مبكرا من فراشه ويرتب بطانياته ويجلس في وضع معين طيلة الوقت.
كما لم يكن الطعام كافيا أو شاملا للمتطلبات الغذائية الضرورية للجسم، وطالما تعرض المعتقلون للإهانات والسباب والإذلال بالإضافة إلى طول فترات العزل وتعدد أشكال العذاب والعقاب, والحرمان من زيارة الأهل.
هذا بالإضافة إلى ما يسمى بالاعتقال الإداري والذى تستمر مدته ستة أشهر قابلة للتجديد وهو ما يجعل الفلسطينيين يقضون سنين في الاعتقال الإداري بدون محاكمة أو تهم محددة.
ويبلغ عدد الخاضعين للأسر أكثر من 7400 معتقل وأسير تم حصرهم ورصد أماكن اعتقالهم منهم 107 نساء , و407 أطفال ومراهقين يتوزعون على 27 معتقلا ومركز تحقيق.
ويبلغ عدد الأسرى المصابين بأمراض مزمنة وإعاقات 1046 , فيما بلغ عدد الشهداء داخل السجون منذ 1967 وحتى مطلع 2004 (166 شهيدا) 41% منهم قتلوا مباشرة خارج نطاق القضاء , 35% منهم نتيجة التعذيب , 24% منهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد , كما يوجد 12 أسيرا أمضوا في السجون أكثر من 20 عاما.
ويقضي (311) أسيرا حكما بالسجن مدى الحياة و(319) آخرين أحكاما تزيد على 15 عاما و(703) أسرى يقضون أحكاما بالسجن ما بين 10 و15 عاما و123 آخرين حوكموا بالسجن ما بين 5 و10 أعوام.
ولا تشمل هذه الأرقام الأعداد الكبيرة من الأسرى والمعتقلين الموقوفين خاصة من الذين تم اعتقالهم في السنوات الثلاث الأخيرة, ويتوقع صدور أحكام عالية بحقهم بعد عرضهم على المحاكم "الإسرائيلية".
وفور الإعلان عن إنهاء الإضراب، أعلن اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية بغزة عن شكره للدور المصري فى التوصل إلى الاتفاق، وهنأ الأسرى بنجاح إضرابهم وتحقيق مطالبهم، وسادت الفرحة أهالي الأسرى والفلسطينيين في أنحاء الأراضي المحتلة.
ويأتي نصر الفلسطينيين في معركة الأمعاء الخاوية عشية الذكرى الرابعة والستين للنكبة التي هجرت فيها العصابات الصهيونية الفلسطينيين عام 1948 ، وقد أعرب قادة الاحتلال قبل التوصل للاتفاق عن تخوفهم من انفجار انتفاضة فلسطينية ثالثة في هذه الذكرى، بسبب قضية الأسرى وهو ما يفسر بشكل كبير لماذا أنجز الاحتلال اتفاق الأسرى لإنهاء إضرابهم قبل حلول ذكرى النكبة، خاصة في ظل تحذيرات مسئولين فلسطينيين وصهاينة من عواقب موت أحد الأسرى المضربين.
وعلى أي حال، فكل التهاني لأبطال "الأمعاء الخاوية" الذين جسدوا مثالا حيا للصمود والإرادة القوية في معركتهم مع الجلادين الصهاينة.
إيمان الشرقاوي - 23/6/1433 هـ