سؤال بريء لقناة العربية.. هل من إسلامي معتدل؟

إن النظام الجزائري بتزويره الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل أيام قد سد الباب أمام الشعب الجزائري للتغيير من خلال صندوق الاقتراع الأمر الذي يتوقع أن يهيئ البلاد لتغيير على الطريقة التونسية !!

  • التصنيفات: مذاهب باطلة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -


في يوم الأحد 22/6/1433 الموافق 13/5/2012 م قال الشيخ عبد الله جاب الله : إن النظام الجزائري بتزويره الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل أيام قد سد الباب أمام الشعب الجزائري للتغيير من خلال صندوق الاقتراع الأمر الذي يتوقع أن يهيئ البلاد لتغيير على الطريقة التونسية!!


وسائل الإعلام المختلفة نقلت تصريح جاب الله واتفقت كلمة القنوات الصليبية والعلمانية على استخدام كلمة "هدد" في وصف كلام الرجل فقالت: هدد الشيخ... بتغيير الأوضاع في الجزائر بحسب السيناريو التونسي.
وهذه خيانة لأبجديات المهنة فالواجب استعمال كلمات محايدة لا تنطوي على تلوين مثل: صرح أو أعلن أو قال...


لكن قناة العربية أبت إلا ان تزايد على الجميع فقد "انفردت" بوصفها حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه جاب الله بأنه متشدد . وما من صحفي في مرحلة التدرب يخفى عليه أنه لا يجوز إيراد الرأي في متن الخبر..


وهذه خيانة أخرى تضاف إلى خيانة القنوات الأخرى فضلاً عن أنها تطرح قضية جوهرية تتعلق بحقد القناة على كل إسلامي فإذا كان حزب يشارك في انتخابات مشكوك في نزاهتها أصلاً يجري تصنيفه على أنه متشدد فمن هو المعتدل إذاً؟


بل إن فضيحة العربية تكمن في أن النظام الجزائري الذي شن حرباً ضروساً على الجماعات الإسلامية يعترف بأن حزب جاب الله معتدل وإلا لما سمح له بالعمل العلني والمشاركة في الانتخابات.اي أن العربية أشد غلواً من عصابة الفرنكوفونية المتسلطة على رقاب الجزائريين.
وهل تكهن الرجل بثورة شعبية سلمية على غرار الثورة التونسية هل هي تشدد ؟


ولا يقف دجل العربية عند حد كذبها المضاعف فوق تقليدها كذب الفضائيات الأخريات، فهي تأبى إلا أن "تمتاز" على سائر الكذابين.لقد حذفت القناة أي إشارة إلى احتجاج لويزة حنون زعيمة حزب العمال الشيوعي على نتائج الانتخابات وأكدت أنه جرى تزوير إرادة الناخبين بصورة فاضحة!! فأين أمانة الخبر يا قناة العربية؟ ولنا أن نتصور مدى خيانة القناة لشرف الكلمة ومبادئ الصدق وأعراف المهنة لو كانت في زمن الاحتكار قبل نشوء الفضائيات!! فقناة تمارس كذباً بهذا المستوى المخزي في عصر الفضاء المفتوح وسعة الإنترنت لن تصدق بكلمة واحدة في كل موضوع يخالف هوى القائمين عليها لو أنها كانت المصدر الوحيد للأنباء!!


كل ذلك لا يعفي الشيخ جاب الله وأقرانه من زعماء الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية من وزر الاشتراك في مسرحية يعرفون نتائجها سلفاً،فمشاركتهم لم تكن سوى خدمة مجانية لنظام مستبد وفاسد اتخذ منهم شهود زور شاؤوا أم أبوا..


المهم أن العربية اكملت مذبحتها لتقاليد العمل الإعلامي ففي اليوم ذاته خصصت جزءاً من برنامج: بانوراما لما سمته فشل الإسلاميين في الانتخابات الجزائرية،مع أن أي إعلامي يحترم نفسه يناقش في حال كهذه أسباب المشاركة الشعبية الهزيلة في الانتخابات بما يعني انعدام ثقة الجمهور العريض بنزاهتها،فضلاً عن انسداد الأفق السياسي في الجزائر واحتمالات المستقبل المنظور بدلاً من الاقتصار على جزئية لا تعبر عن المشهد بدقة فالانتخابات التي أجريت في الجزائر هي من نوع انتخابات البرلمان المصري في عهد مبارك نتائجها محددة مسبقاً.


ومع أن البرنامج نسف كل القضية فحصرها في خسارة جاهزة ليصفي حسابات الراشد وشركاه مع الإسلاميين فإن المهزلة المهنية للقناة أتمت هراءها فاستضافت شخصاً من الجزائر من خصوم الإسلاميين وممن يرضى عنهم جنرالات بو تفليقة بدليل ظهوره في الاستديو وليس عبر الهاتف وهي خدمات يخصصها الطغاة العرب لأشياعهم حصراً.
وجرى تغييب أصحاب القضية فلم يحضر واحد منهم ليقول ما لديه!!


مهند الخليل - 26/6/1433 هـ