مرسي للجميع .. والثورة لن تنكسر

ردود الأفعال الغاضبة عقب إعلان صعود الفلولي "أحمد شفيق" إلى المركز الثاني ودخوله جولة الإعادة تؤكد أن مصر بخير، وأن الثورة ما زالت جذوتها مشتعلة، وتحتاج إلى توافق وتوحد نحو هدف واحد هو إنقاذها؛ إنقاذًا لمستقبل الوطن.

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

ردود الأفعال الغاضبة عقب إعلان صعود الفلولي "أحمد شفيق" إلى المركز الثاني ودخوله جولة الإعادة تؤكد أن مصر بخير، وأن الثورة ما زالت جذوتها مشتعلة، وتحتاج إلى توافق وتوحد نحو هدف واحد هو إنقاذها؛ إنقاذًا لمستقبل الوطن.

لم أتصور إطلاقًا أن يصعد هذا المرشح إلى المركز الرابع حتى! وكانت أقصى توقعاتي أن يدخل د. محمد مرسي إعادة مع أبو الفتوح إن لم يفز من الجولة الأولى، ولكن يدًا عبثت في يقيني في سير العملية الانتخابية، وقادت عملية "تزوير ناعم" لصالح الفلول والفاسدين، بحسب ما أعتقد وما رصدت ومعي كثيرون.

وكم أشعر بالعار أن يدخل سباق الرئاسة في جولة الإعادة مرشحٌ أهدر من أموال الوطن الكثير ودعم فاسدين وأشرف على موقعة الجمل! وكانت ثقة مبارك فيه كبيرة جعلته آخر رئيس وزراء له قبل الخلع. وللأسف، النائب العام منذ عام ونصف لم يحسم البلاغات المقدمة ضده لحاجة في نفسه لا تمتُّ للقانون بصلة.


وكم أحزنتني الأنباء التي راجت وأكدتها لي "غرفة عمليات حركة قضاة من أجل مصر" ومصادر أخرى عن وجود حشد مسيحي طائفي لصالح شفيق، ومحاولة شرطيين وعسكريين التصويت لصالحه وحشد عائلاتهم له وللفلول؛ لأنها تعبِّر عن قِصَر نظر ومخالفة لمواقف شركاء الثورة المسيحيين الذين وقفوا معنا في الميدان جنبًا إلى جنب، في مشهد فريد أذهل العالم، فضلاً عن تعارضها مع مصالح الشرطيين والعسكريين الحقيقية التي لن يستطيع أحد غير مرشح الثورة إلا تنفيذها وإنصافهم بعد سنوات من استعباد مبارك.

إن الثورة في مصلحة الجميع، الشرطة أو الجيش أو الأقباط، أو حتى فلول النظام البائد وغيرهم؛ فهي طوق النجاة الذي جاء في وقت فاصل وحاسم لإنقاذ الشرطة والجيش من تحويلهم إلى أرقام مهملة في مملكة جمال مبارك، وهي إكسير الحياة الذي أنقذ المسيحيين من معارك وهمية وطائفية كان يدمن النظام البائد عليها ليجعلهم تحت وطأتها دائمًا، وهي كذلك البوابة الأخيرة لتوبة الفلول عما مضى وفتح صفحة جديدة للعمل لصالح الوطن، وبالتالي فما حدث منهم في الجولة الأولى يحتاج إلى إعادة دراسة.

إن شفيق وفلوله سبب أزماتنا في الفترة الماضية، وتاريخه لا يشرِّف أحدًا، ويكفيه أنه مطلوب في النيابة للتحقيقات في أي وقت، وعلينا أن نوضح الحقائق للجماهير بكل قوة ونشاط وحيوية بلا كلل ولا ملل.


دورنا في جولة الإعادة:

إن جولة الإعادة في ظل هذه المكائد تحتاج من وجهة نظري إلى ما يلي:

أولاً: ترك الجدال وتوحيد جهود شركاء الثورة وإعلاء مصالح الشهداء والوطن والترفُّع عن الحسابات السياسية الحزبية، والإعلان من بعض أعضاء الحملات ورموز المجتمع عن دعم مرسي "ضربة معلم".

ثانيًا: الالتفاف حول د. محمد مرسي ودعمه إنقاذًا للثورة واحترامًا لأمهات الشهداء وإقرارًا لتنفيذ الاستقرار الحقيقي.

ثالثًا: إصدار مبادرات توافقية تلمُّ الشمل وتسقط الوهم وتستعيد الثقة بين شركاء الثورة؛ لإنهاء مرحلة من أصعب المراحل في العمل الوطني المشترك.


وبقيت كلمة...
باقٍ 18 يومًا على موعد الإعادة، وهي بالمناسبة نفس المدة التي أسقطنا فيها مبارك بفضل الله، فلنصدَّ هجمة الفلول، بتحرك حاشد على الأرض، لا مثيل له، تحت شعارات الثورة ومبادئها ومشاريع الجميع للإصلاح، ففوز د. مرسي الآن هو فوز للجميع وضمانة وحيدة لتطبيق الأفكار الإيجابية في كل المشروعات الإصلاحية.

باقٍ 18 يومًا على موعد الإعادة، فلنستعِد أجواء الثورة من جديد، حتى تسقط بقية أركان النظام، وتسقط المؤامرة ويسقط أحمد شفيق لتحيا الثورة وتنتعش آمال أمهات الشهداء وليسعد الجميع.


حسن القباني
27/05/2012 م