مولد رئيس
يا سادة! إننا أمام حمل حقيقى هبة من الله فلا تجهضوه.. أمام ثورة حقيقية فلا تقطعوا عليها الطريق.
وتذكروا.. إن تنصروا الله ينصركم.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
مصر الآن ماخض أى فى حالة مخاض.. ستلد رئيسًا بين يوم وليلة، والولادة ليست بالأمر السهل، خاصة أنه لم يسبق لها أن ولدت رئيسًا، هى ترقد الآن والناس حولها يشدون أزرها ويدعون الله أن تتم الولادة بلا قيصرية.. بلا جرح وبلا دماء، أن تكون سهلة، وأن يأتى المولود صحيحًا معافى، وقد كشفت الموجات فوق الصوتية أن برحم مصر الآن جنينين يزاحم أحدهما الآخر ولا نجاة إلا لواحد منهما.
الناس فى مصر بل وفيما حولها قلقون، تجدهم رائحين غادين، لا يستقرون على وضع، هم مختلفون على تسمية المولود الرئيس، منهم من حزم أمره تجاه اسم بعينه، ومنهم حائر لم يستقر بعد على اسم.
لقد كان من الممكن حسم اختيار اسم الرئيس من الجولة الأولى لو أن المنتمين الحقيقيين إلى مصر اجتمعوا على اسم واحد، ولكن تغلب على البعض حب التمسك بالرأى، فتفرقت بهم السبل.
ويبدو أن نتيجة المرحلة الأولى أصابت بعض المرشحين الذين خرجوا من السباق بهزة عقلية، تارة تجدهم يذهبون إلى ميدان الثورة ليتحدثوا إلى الناس، وتارة يريدون فرض أنفسهم كمشاركين فى الحكم من خلال مجلس رئاسى، وذلك على خلفية ملايين الأصوات التى لم يكن يتخيل أن يحصل عليها ومن ثم ظن- ويا لسوء ما ظن- نفسه زعيمًا.
ودليل آخر على الهزة العقلية يتمثل فى لجوء أحد مرشحى الجولة الأولى إلى الطعن على إجراء الانتخابات الرئاسية مطالبًا بإلغاء نتيجة الجولة الأولى ووقف إجراءات الجولة الثانية، وذلك بدعوى أن لجنة الانتخابات لم تتبع القواعد القويمة، إذ خالفت المادة الفلانية من القانون الفلانى فى السنة الفلانية والمعدلة فى فلانية أخرى.
ما الرأى فى هذا الهرف والخرف! هل المادة التى لم تسر على هديها لجنة الانتخابات كانت منتقبة، ولم تكشف عن وجهها إلا عقب ظهور النتيجة؟، أم عز على مقيم الدعوة ألا يكون له قط من الحكم وملايين الأصوات مازالت تطن فى أذنيه؟
ودليل ثالث على الهزة العقلية يتمثل فيما يمكن أن نطلق عليه صيحة اللحظة الأخيرة المتمثلة بدورها فى لجوء أحد المرشحين إلى اتهام الإخوان المسلمين بقتل ثوار 25 يناير!!!
وقبل أن يتسرع الناس البسطاء فى الحكم على صحة الصيحة أو كذبها يجب تذكر أن الإخوان المسلمين كانوا على مدى عقود عدة وقودًا للنظام الظالم، ولا مبالغة فى القول، إنهم أدوا عن الشعب المصرى فرض كفاية فى الاعتراض على ديكتاتورية وفساد النظام القائم حينئذ، واستأثروا بالمعتقلات والسجون حتى لم يعد بها متسعًا لغيرهم، وقاسوا ألوانًا وصنوفًا من التعذيب، فضلا عما اعتصرهم من ألم وحزن على من شنقوا وقتلوا بأيدى النظام، أإذا قام شباب مصر بثورة ضد هذا النظام انتهت بحمد الله إلى إسقاط رأسه فهل يتصور أن يقوم الإخوان المسلمون بقتل الثوار.. ماذا دهاكم أيها الناس وكيف تحكمون؟
وثمة هزة عقلية أصابت من كنا نظنهم ذوى مناعة.. دليلها على ما يجرى أمامنا بشأن اللجنة التأسيسية للدستور، هل كتب علينا ألا نتفق على شىء؟! هل سنظل فى شقاق وخلاف وجدال ومصر راقدة على سريرها تتوجع وتتلوى؟..
يا سادة! إننا أمام حمل حقيقى هبة من الله فلا تجهضوه.. أمام ثورة حقيقية فلا تقطعوا عليها الطريق.
وتذكروا.. إن تنصروا الله ينصركم.
د. سعيد سلامة
المصدر: موقع جريدة المصريون