الثورة السورية غيَّرَت الإنسان السُّوري... ولامَسَت جميع الطبقات... سنبني ولن ننتقم والبلد لن تُقَسَّم

عبد الكريم بكار

الثورة السورية... البعض متفائل بها، والبعض أقلّ تفاؤلاً لا سيما مع تكالب الدول الكثيرة عليها، أنتم كيف تقدِّرُون الموقف لا من الناحية الاستراتيجية فقط، ولكن من ناحية السنن الربانية وما إلى ذلك؟

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


في حواره مع موقع المسلم، تحدَّثَ الدكتور عبدالكريم بكار الداعية الإسلامي المعروف عن تجربة الثورة السورية من حيث التغيير الإنسان، الأخلاقي والسلوكي، واستعرَضَ التأثير الذي أحدثته الثورة على المرأة والطفل والشباب والشيوخ في الداخل السوري، ودور المغتربين فيها حول العالم، ونقاط القوة والضعف في ذلك...


الثورة السورية... البعض متفائل بها، والبعض أقلّ تفاؤلاً لا سيما مع تكالب الدول الكثيرة عليها، أنتم كيف تقدِّرُون الموقف لا من الناحية الاستراتيجية فقط، ولكن من ناحية السنن الربانية وما إلى ذلك؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، الحقيقة أنا منذ بدايات الربيع العربي قلت هذا عام 2011 أنه قد صارت فيها إنجازات هائلة على صعيد الوعي، والتضامن الاجتماعي، والتفاؤل الذي حدث لدى الناس، حصل فيه شيء عظيم جداً مفاجئ فاجأ الكبار والصغار، المثقفين والعوام، وهذه أعتبرها فضل من الله سبحانه وتعالى كبير، حيث إن الأمة كانت تبحث عن مخرج، وعن طريق عبر الكثير من التنظيرات، ولم يَخطُر في بالها أن الله جل وعلا سيفتح باباً لا يعرفه أحد، ولم يكن يتوقعه فحصل ما حصل.

أما بالنسبة لثورة سوريا فأنا متفائل جداً؛ فالحالة السورية في الأساس هي حالة صعبة، لأن هناك عدداً من الملفات المتشابكة والمتموضعة في سوريا، فالمشكلة إما أن تواجهها قبل الثورة أم أن تواجهها بعدها، وبرغم أن طول الثورة طبعاً قد سبَّب مشكلة كبيرة؛ فالاقتصاد توقَّف، وكثير من الناس شُرّدوا، وقُتل عدد كبير من الناس، ثمَّةَ مشكلة كبرى بلا شك، لكن أيضاً من جهة أخرى كثير من المشكلات التي كانت ستُحل بعد الثورة تُحل الآن بمعنى أن الخُلوصَ إلى رؤية سياسية لسوريا المستقبل هذا تمَّ إلى حد بعيد، والبيان الذي أخرجه عهد الميثاق الذي أخرجه الإخوان، والبيان الذي أخرجه المجلس الوطني، وهذا العدد الهائل من المؤتمرات واللقاءات والمنظمات التي قامت لخدمة الثورة، كلها أنضجت الرؤية المطلوبة لبناء دولة جديدة قرّبت بين الناس، ومدّت الجسور بين الناس وزادت في وعي الناس؛ ولهذا نحن نتوقع إن شاء الله عز وجل بعد سقوط النظام ونجاح الثورة أن تكون المشاكل أقلّ بسبب أنَّ ما كان سيُنجز بعد الثورة تم إنجازه قبل الثورة، وأنا متفائل جداً بنجاح هذه الثورة لأن الثورات في العادة تقوم من أجل تغيير، وقد يقتصر على الجانب السياسي، فالثورات في العادة تعمل على الفضاء السياسي وتغيير الطبقة السياسية وتجديد النظام السياسي، أما الثورة السورية ففي الحقيقة أنها مع طول هذه المدة اشتغلت أولاً على تغيير الفضاء الإنساني، فصار ثمَّةَ تغيير هائلٌ في النفوس، وفي العُقول وفي العلاقات، هذه الإنجازات الهائلة مقدِّمة مُهمَّة للتغيير السياسي؛ لأن الثَّورة إذا لم تغيِِّر في الناس تصبح في النهاية أشبه بانقلاب عسكري، لكن عندما تغيِّرُ في الناس ويصبح الناس على مستوى يستحق دولة أفضل، فستأتي الدولة الأفضل بوصفها مستحقاً للناس وليست بوصفها مطلباً، لأن الناس صاروا جيدين فيستحقون حكومة أفضل ونظاماً أفضل، ولذا أقول دائماً: إذا غيَّر الناس لله جل وعلا ما يستطيعون، غيَّر الله لهم ما لا يستطيعون، ولذلك أتوقَّعُ أن الله تعالى سيغيِّر للناس؛ لأن الناس تغيروا وبذلوا وضحّوا، والحقيقة أن التضحيات التي قدّمها إخواننا في الداخل فاجأت العالم كله، وتساءلوا: ما هذا الصمود؟ ما هذه الرجولة؟ يُقتل في اليوم مائة شخص والناس مُصرُّونَ على المناداة بحريَّتهِم وبكرامتهم! هذا التغيير هائل جداً وسيأتي إن شاء الله عز وجل نصر الله وفرجه في القريب العاجل.


كأنني ألمح أنَّكُم تربطون بين قسوة الاستبداد وما يجلبه من طبائع تستدعي بالضرورة فترة انتقالية الابتلاءات فيها قوية أو تمحيص شديد، ربما أنتم واجهتم استبداداً لم يواجهه أحد...

نحن عندنا شجرة خبيثة مدَّت جُذُورَهَا في الأرض خمسين سنة، وثمرة خبيثة ومرَّة وكريهة؛ فاقتلاع هذه الشجرة التي امتدت جذورها نِصف قرن في الأرض لن يكون أمراً سهلاً، لذلك نحن نقول إن النظام يحتضر، لكن فترة احتضاره قد تطول قليلاً، وعندي يقين بالله أنَّ ما مَضَى هو أكثر بكثير مما بقي، والمسألة ليست سنوات ربما تكون شهوراً وربما تكون أسابيع لأن النظام الآن يفقد يومياً وتدريجياً كل مقومات وجوده، يفقد الشرعية، والمال، والتعاطف، وقناعات الناس به بعد الجرائم الفظيعة التي ارتكبها والتي ربما لم يكن لمثلها مثيل في التاريخ الماضي؛ فهو انكشف ثقافياً وسياسياً، وفقد الشرعية وانكشف أخلاقياً وليس هناك أي مبررات أن يبقى بعد هذا.


• لا شك أن ذلك قد لمس كافة طبقات المجتمع في هذه الفترة... هذا التمحيص كيف ترونه بالنسبة للمرأة السورية مثلاً في مشاركتها الثورية؟

المرأة السورية شاركت في هذه الثورة مشاركة مشرّفة وحتى كثير من الأمهات تعرف أن التظاهر بالنسبة لأبنائها هو خطر، ومع ذلك تحث أبناءها على الخروج، وقبل فترة أجرت قناة الجزيرة مقابلة مع امرأة في الستين من عمرها ـ وأنا أعرف أخاها ـ وهي امرأة أميّة قال لها: ما موقفك من الثورة؟ قالت: عندي أربعة أبناء أنا وأبنائي وروحي ومالي فداء للثورة، فهناك موقف صلب جداً وثمة حركة كبيرة، وكثير من الأمهات يقمن بطبخ الأطباق الخيرية التي تباع لمصلحة الثورة، وكثير من الأخوات يشاركن في المظاهرات في الداخل وفي الخارج، وأيضاً دليل مشاركة المرأة هذا العدد الهائل من النساء اللواتي قُتلن، عدد اللواتي قُتلن من النساء فاق أربعمائة امرأة وعدد الأطفال فاق ألف طفل وهذا يدل على أن كل طبقات المجتمع من ابن الثمانين إلى ابن السنة أصابه شيء من ظلم النظام وأيضاً تشرف بالمشاركة في هذه الثورة.

وأيضاً الأطفال والشباب إذن هناك جيل كامل يمثل عماد هذه الثورة، وهم الشباب، والحقيقة أن جهاد الشباب متنوع، ولكن سجَّل الشباب سبقاً هائلاً على المستوى الإعلامي؛ فلدينا مثلاً المواقع التي تخدم الثورة بطريقة ما، هي الآن تزيد على ألف موقع، لدينا مثلاً موقع أون سيريان، وهذا الموقع عليه أكثر من مائة ألف مقطع يوتيوب، وأكثر من مائة وخمسين ألف ملف صوتي كل هذه لها علاقة بالثورة وهذه كلها شهود هائلة وكبيرة يبذلها عشرات الألوف من الشباب في أنحاء الأرض من أجل خدمة الثورة ومرادها.


- بالنظر إلى ما رأيناه في فلسطين، حيث الطفل الفلسطيني المسيَّس، هل نستطيع القول الآن إن الطفل السوري أصبح مُسَيَّساً حتى النخاع كنظيره الفلسطيني؟

أنا لا أقول مُسَيَّس، بل أقول إنَّه تَولَّد وعي لدى الأطفال بأن هذا النظام لا يصح أن يستمر بحال من الأحوال، حتى أطفال أبناء الأربعة سنوات صار عندهم فرق بين العَلم القديم والعَلم الجديد علم التحرير الذي ترفعه الثورة فهناك وعي شديد بأهمية الحكم الرشيد والحياة الحرة الكريمة وأهمية زوال هذا النظام وسقوطه، وهذا الوعي اخترق كل طبقات المجتمع.


- هل تَعَدَّى ذلك مسألة إسقاط النظام إلى بناء نظام عادل؟ أعني: هل أصبح الطفل لديه تطلُّعَات أخرى غير تغيير النظام، وتولَّدَ لديه شعور بأنه مسؤول عن هذه البلد؟

أكبر مشكلة كنا نعاني منها هي اليأس؛ فقد كان الناس وهم يعايشون الوضع السوري أشبه بإنسان في العناية المركزة منذ ثلاثين سنة، لا هو حيّ فيرجى، ولا هو ميت فينسى. الآن صار هناك أمل لدى الكبار ولدى الصغار بأنه ستكون هناك حياة أفضل، ويكون هناك نظام أفضل بإذن الله سبحانه وتعالى، ولذلك هذا الأمل يحرِّكُ طاقات هائلة وجبَّارة في كل مكان، وعندنا حتى بعض منظمات للأطفال، عندنا منظمة (رؤية) وهذه عبارة عن منظمة تضُمُّ أطفالاً وفتياناً مراهقين، وهم يعملون لخدمة الثورة فتلمس تطلُّعاً لإنجاح الثورة، وهناك جهود تُبذَل من أجل بناء مستقبل سوريا بناء ما بعد النظام، فثمَّة تجهيزات ولجان وأفكار ومؤتمرات كلها تتحدث وتقدم رؤى عن سوريا المستقبل، وهناك بعض الأنشطة الأخرى، فنحن هدفنا الأساسي ليس إسقاط النظام فقط، وإنما إقامة حُكم رشيد، لكن بما أنه لا يمكن إقامة ذلك الحُكم حتى يسقط النظام فلذلك صار إسقاط النظام هدف أساسي، لكن الهدف النهائي هو أن تقوم حكومة وحدة وطنية حرة أبية، يختارها الناس ويمنحها الناس السلطة، وتمثل الناس، وتحكم بالعدل، وتنشر الفضيلة، وتحارب الفساد، وتحارب الرذيلة بكل أشكالها... هذا ما نتطلع إليه، وهذا ما نعمل أيضاً من أجله.


- اعذرني، بعض الناس منذ سنتين أو نحو ذلك كانت تقول بأنه لو ربط الناس بين الأحاديث التي تتحدث عن الشام وفضلها ربما كانوا يرون انفصاماً فيما يعايشونه، هل تشعرون أن الثورة جلبت تصديقاً لهذا المعنى، وأنَّهُ مع تكالب الدول وفي الثبات، أنهم لا يضرهم من خذلهم؟

لا شكَّ هذا نلمَسُه لمسَ اليد، لأنَّ النظام شوّه صورة الإنسان السوري؛ لأنه شوّه عقل الإنسان السوري، وشوّه أيضاً أخلاق الإنسان السوري، الإنسان السوري فعلاً ما عاد يعكس صورة الشامي الواردة في الحديث، لكن الآن لو سمعت إلى كل ما يقوله في كل مكان العرب يتحدثون عن فضائل الشام، لأن الثورة أعادت للشام وجهها الحقيقي، وأعادت الإنسان السوري أيضاً معدنه الأصيل الذي ورد في الأحاديث؛ فهناك رجعة إلى الله سبحانه وتعالى واسعة النطاق بين الشباب، وهناك تضحية منقطعة النظير وثمة تضامن وتكامل وتعاون على الخير، وحِسٌّ يتغير ووعيٌ يتغير، ولذلك هذه الثورة حقيقة كما تفَّضلتَ أعادت تشكيل الإنسان السوري وصار أقرب إلى الصورة التي رسمتها الأحاديث الشريفة.


- هل استطعتم نقلَ هذه الصورة الوضيئة لتخترق الفضاءات الأخرى للسوريين المغتربين مثلاً أم أن اهتمامهم بهذه الثورة دون المأمول؟

أنا أعتقد أن الكلَّ يتفاعل، لكن يختلف التفاعل من بلد إلى بلد آخر، فهناك مؤتمرات وأنشطة كثيرة ومظاهرات تقوم في البلدان الغربية، وهناك دعم مالي ودعم إغاثيّ كبير وهناك دعم إعلامي، هذا موقع (أون سيريان) الذي عليه مائة ألف مقطع فيديو أو أكثر من مائة ألف، هو في ألمانيا أقامه الشباب السوريون الألمان؛ ففي الخليج هناك أنشطة كبرى فبحسب حجم الجالية كلما كانت الجالية أكبر يكون نشاطها أكبر ويكون الحماسة في الثورة.


- وبالتالي تغير في الأخلاق والسلوك؟

تمام، تماماً هناك تغيُّر هائل بدرجات مختلفة، الثورة غيَّرت فريقين من الناس غيّرت الذين يصنعون الحراك وغيّرت أيضاً الذين يدعمون الحراك، ولكن هذا نسبة هذا التغير كماَّ وحجماً ونوعاً هذا يختلف من بلد إلى بلد بحسب الظروف وبحسب المعطيات لكن أنا في الرياض أحصينا قبل مدَّة الجهات السورية الداعمة للثورة، والروابط والتنسيقيات فرصدنا ستة وعشرين رابطة تعمل لخدمة الثورة، هذا في مدينة واحدة، وهذه الروابط أنشأت تحالفاً فيما بينها من أجل التنسيق حتى لا يصير هناك تضارب في الأنشطة فأنشأت تحالفاً كوَّنت له مكتباً تنفيذياً ومجلساً استشارياً، فلو قلتُ لك هناك ألُوف الروابط والجهات عبر العالم التي تدعم الثورة وهي أيضاً تغيَّرَت لأنها تدعم الثورة هناك الألوف فعلاً من هذه البؤر النشطة التي تعمل على خدمة البلد.


- نعم، أحياناً يحشر البعض الثوار أو المتعاطفين مع الثورة بين أن تتوحَّدَ سوريا، أو تنجحَ هذه الثورة، ويُقسَّم البلد أو هكذا يقولون، بمعنى أنَّهُم دائماً يضعوننا بين نقيضين، لكن أريد أن أقفز بكم هل على فرض قضية التدخل وقضية التقسيم أيهما أكثر حرمة يعني حرمة الدم أم حرمة الأرض؟

حرمة الدم كما ورد في الحديث أعظم من حرمة الكعبة نحن أعلنَّاهَا من البداية سلميَّة، ومتمَسِّكُون بالسلمية وخروج أكثر من خمسمائة نقطة تظاهر كل يوم جمعة وفي أيام الأسبوع دليل على أن الشعب يعي معنى السلمية، ويعني معنى عسكرة الثورة، ويفهم معنى الفوائد التي تترَتَّبُ على سلميَّة الثورة، لكنَّ النظام بما أنه نظام دموي وأمني يجر الثورة إلى ساحة الحرب الأهلية والانقسام الأهلي، سوريا مخاطر الحرب الأهلية فيها قليلة نسبياً، وانقسام الدولة أيضاً قليل والسبب هو أن سوريا ليس فيها توازن طائفي يعني سوريا ليست مثل لبنان ثلث شيعة ثلث سنة ثلث مسيحيين، ليست مثل العراق نصف بنصف، سوريا أكثر من 75% منها عرب وسُنَّة، وهم الآن على قلب رجل واحد، الطَّوَائف الموجودة كلُّها نسبة 5% أو 7% أو 10% ولا تستطيع أيّ دولة من هذه طائفة من هذه الطوائف أن تقوم، فلا توجد منطقة تملك المقوِّمَات لتنشئ دولة مستقلَّة، فأنا شخصياً لا أخشى من موضوع الانقسام ولا أخشى أيضاً من الحرب الطائفية، لأنه لا يوجد توازن طوائفي يغري الناس بأن يقيموا حرباً أهلية.


- في حوار للمُفَكِّر الدكتور محمد العبدة، قال لي إن قضيَّة التقسيم هي وَهم وأنَّ المسألة كانت محاولة اعتسافية من الاستعمار الفرنسي، واستدرك بأنه حتى في ظل الاحتلال لم يستطع أن يقسّم هذا البلد... هل تتّفقون مع هذه الرؤية؟

نعم، أنا أقولُ لا توجد مقومات لتقسيم البلد، لأن المناطق متداخلة، وأعداد كبيرة من العلوِيِّين الآن يسكُنُون في دمشق ويسكنون في حمص وفي حلب، ولهم أملاك ومصالح وتجارة، وعندهم وظائف إذا تركوا وذهبوا إلى بلادهم هذا الوزير ومدير الدائرة والضابط الكبير إذا ذهب إلى بلده وعاش في قريته وهي مُعظَمُها مقفِرَة لا تتوافر لها وسائل ولا مصانع ولا ثروات ولا نفط، ما يستطيعون في اعتقادي أن يُقيموا دولة مستقلة.


- هل تطمئنونهم إلى ذلك أنهم لن يواجهوا تهجيراً؟

نحن نسعى ونبشِّر بهذا أنه لن يكون هناك أيّ انتقام بإذن الله، وأنا في أكثر من مقابَلَة تلفزيونيَّة أكَّدت فيها أن الذين سيُسَألون عمَّا فعلوا هم ثلاثة أقسام، مَن قتل، أو أَمَر بالقتل، ومن عذَّبَ أو أمرَ بالتَّعذيب، ومَن مدَّ يدَهُ على المال العام ونهب وسرق، أما غير هؤلاء فهم مواطنون كِرام لهم كما لكلّ المواطنين، ودماؤهم محفوظة وأعراضهم وكرامتهم وسيكونون إن شاء الله شركاء في بناء سوريا.