الثورة السورية والسرقة المستحيلة!!

إن النقطة الحاسمة في القضية كلها هي الثورة الشعبية الرائعة على الأرض بجناحيها السلمي المتمثل في الاحتجاجات والمظاهرات والعسكري بقيادة الجيش السوري الحر، وهما يتمتعان بفطرة سليمة وقلوب مؤمنة إن شاء الله ووعي متميز.

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


بفضل الله وحده، فإن ثبات الثوار السوريين على الأرض هو الذي أجبر جميع المتلاعبين بسوريا على مراجعة حساباتهم، من روسيا المتطوعة بمهمة الواجهة الدموية الغبية، إلى المحرك الحقيقي للعبة الأممية القذرة في واشنطن ولو بنقيض قناعاتها وتقويمها للواقع والمتوقع ما دام الكيان الصهيوني يسوقها إلى مواقف مخزية أخلاقياً وعارية سياسياً.

فقد خنع الكبار لضربات الجيش السوري الحر التي دفنت مهزلة كوفي عنان، التي كانت كما قال الثوار عنها منذ البداية: إنها عبارة عن مهلة وضيعة من مجلس الظلم الدولي لعصابات بشار للقضاء على الثورة السورية الباسلة.

وبعبارة أخرى: وجد اللاعبون العديمو الضمير أنفسهم أمام حقيقة انهيار النظام الوحشي الذي يؤيدونه بطرق مختلفة، فللمرة الأولى أصبحت جملتهم المكررة عن أن أيام بشار في التسلط على سوريا معدودة أصبحت ملموسة، ولم تعد مجرد شعار يطلقونه لمخادعة الشعب السوري والتظاهر بأنهم يقفون في صفه!!

لذلك بدأ القوم على الفور في المفاضلة بين سيناريوهاتهم الإجرامية لاقتناص الثورة السورية وسرقة نصرها المؤزر الذي لاحت بوادره بفضل الله عز وجل. وليس بخافٍ على أحد أن مسرحية "انشقاق" مناف طلاس كانت المؤشر الأول على إخراج غربي لإحداث تبديل طفيف في نظام بشار القاتل، من خلال مجلس عسكري أو حكومة انتقالية.


والفرق بين الصيغتين شكلي محضٌ فالمجلس العسكري المقترح يتكون من عشرة ضباط من بطن النظام المجرم وليس بينهم سوى ثلاثة من أهل السنة!! فالعدد مرفوض والأشخاص مرفوضون أكثر، لكن المهم في المهزلة التي فضحها الثوار بسرعة وأعلنوا رفضهم المطلق والجذري لها جملة وتفصيلاً، والحكومة الانتقالية المقترحة ليست سوى واجهة هزيلة لأركان النظام بعد إقصاء آل الأسد وإبقاء رموز القتل الطائفيين يتحكمون في مقدرات البلاد من وراء ستار.

فالمتآمرون الكبار متفقون جميعاً على عدم وصول أهل السنة والجماعة إلى حكم سوريا بالرغم من أن نسبتهم إلى إجمالي السكان تتجاوز 80% في أكثر التقديرات تحفظاً، وإذا كانوا قد أوكلوا دور الوقاحة إلى الدب الروسي الذي قالها بصفاقة غير مسبوقة، فإنهم يعملون بالنظرية الإرهابية ذاتها، لكن النفاق الغربي الموروث كابراً عن كابر، يمنعهم من التصريح العلني بها، لأسباب لا تخفى على متابع لبيب، ولذلك فليس الحديث البائس عن تكرار السيناريو اليمني في سوريا ليس سوى قناع لتمرير هذه اللعبة التي تكشف مجدداً عن حجم الحقد المشترك بين الصهاينة والصليبيين والصفويين على الإسلام وأهله.

صحيح أن بعض المتاجرين بمظاهر المعارضة للنظام الأسدي سارعوا إلى تلقف المسرحية الدامية المنبوذة، لكن هؤلاء معروفون للثوار معرفة لا تشرّف هؤلاء الدجالين، فهم حفنة من أشياع النظام الذين يسميهم -ويا للمفارقة!!- "معارضة وطنية" ومن أيتام الشيوعية البائدة ومن الطائفيين الحاقدين على أهل السنة بالرغم من معرفته اليقينية بمدى الظلم الواقع على هذه الأكثرية منذ انقلاب البعث في 8/3/1963 م كواجهة للأقليات الموتورة قبل أن تنفرد النصيرية بالحكم عقب تنحية الدروز والإسماعيلية، لتؤول السلطة الاستبدادية في النهاية إلى يد عائلة الأسد العميلة والتي فتكت حتى برموز النصيرية المنافسين مثل جماعة محمد عمران وجماعة صلاح جديد!!


إن النقطة الحاسمة في القضية كلها هي الثورة الشعبية الرائعة على الأرض بجناحيها السلمي المتمثل في الاحتجاجات والمظاهرات والعسكري بقيادة الجيش السوري الحر، وهما يتمتعان بفطرة سليمة وقلوب مؤمنة إن شاء الله ووعي متميز، الأمر الذي سوف ينسف بمشيئة الرحمن سائر المؤامرات ويدفن جميع المتآمرين مثلما سوف يكنسون عصابات بشار وكل المتواكئين معها سراَ وعلانية.

وصدق الحق القائل في محكم التنزيل: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].


7/9/1433 هـ