مذبحة رفح.. والتحالف الشيطاني
..هذا الدور الغائب والتقصير جاء نظرا لانهماك المجلس العسكري في صراع السلطة والتدخل في الحياة السياسية بشكل مبالغ فيه فقد تفرغ للسياسة والتشريع والمحكمة الدستورية العليا ومنافسة رئيس الجمهورية في صلاحياته، وترك الحدود التي هي مهمته الأساسية.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
دحلان وموفاز
توجهت أصابع الاتهام عقب مذبحة رفح التي استشهد فيها 16 جنديا مصريا على الحدود في شبه جزيرة سيناء على الفور إلى "إسرائيل" أو الموساد لأسباب كثيرة وليس كما ردد الصهاينة أو العلمانيين في مصر إلى جماعات إسلامية أو حركة حماس في قطاع غزة.
وإذا تأكد تورط "إسرائيل" في هذه المجزرة البشعة التي وقعت خلال ساعة إفطار الجنود وهو أمر رجحه الكثيرون فلا ينبغي إغفال الدور المحتمل في هذه الهجمات لعدو حماس الأول والعميل الوفي للكيان الصهيوني القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان وهو المشتبه به في عمليات اغتيال كبيرة داخل وخارج فلسطين بالتعاون مع الموساد، وليس اغتيال القيادي الحمساوي المبحوح أو حتى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عنا ببعيد.
وبحسب مصادر فلسطينية تحدثت لشبكة "صوت الإخبارية" فإن "الموساد" وراء مذبحة الاعتداء علي الجنود المصريين في رفح بالتعاون مع رجال "محمد دحلان" المتهم أيضا في قضايا فساد.
كما تحدث البعض من أهالي سيناء عن احتمال تورط عناصر فتح الممولة من دحلان مسئول الأمن السابق في السلطة الفلسطينية والذين هربوا إلى سيناء بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، مستبعدين ضلوع أي جماعات إسلامية في الهجوم على قوات الجيش المصري.
ويؤكد خبراء أن الموساد الإسرائيلي وراء أحداث قتل الجنود المصريين على الحدود للوقيعة بين مصر و غزة، بدليل أن "إسرائيل" حذرت رعاياها منذ 72ساعة بمغادرة مصر وسيناء فورا.
وفي تبجح معهود منه ، اتهم دحلان حركة حماس بالتسبب في إيجاد "البيئة الملائمة للمجموعات المتطرفة والإرهابية التي لا تمت بصلة إلى فلسطين أو مصر، وهي التي اعتادت على تنفيذ مثل هذه الهجمات على الجنود المصريين، كما كان يحدث أيام حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي كان يتغاضى عن ذلك لاعتبارات سياسية تتعلق بمصر وإسرائيل"!.
وزعم دحلان أن الأنفاق بين مصر وغزة هي مصدر رزق لقادة حماس وليس لشعب غزة، وأن قادة حماس لم يقابلوا كرم الرئيس المصري الإخواني محمد مرسي، بالحفاظ على أمن مصر واستقرارها ، في تصريحات الهدف منها إثارة الشعب المصري على مرسي الذي استقبل قبل أيام قيادات من حماس وقام بفتح معبر رفح بشكل أكبر من ذي قبل لإغاثة الغزويين المحاصرين.
وتاريخ دحلان ملطخ بالعمالة والقتل والفساد، خلال إقامته في فلسطين، وحتى في وقتنا الحالي ، حيث يقيم في دبي ، فتشير مصادر إلى أنه يقف خلف عمليات الاعتقال والإبعاد التي يتعرض لها بعض الفلسطينيين في الإمارات، وتحديدا التي تطال مؤيدي حركة حماس أو الإخوان المسلمين.
ويعتقد أنه شارك في إعداد اتفاق في اجتماع بروما في يناير 1994 مع مسؤولين من قوات الحرب الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي "الإسرائيلي" (شين بيت) لوضع خطة لاحتواء حركة حماس.
وكانت مجلة "فاتني فير" الأمريكية قد كشفت منتصف مارس 2008 عن وثائق تثبت تورط محمد دحلان في خطة أمريكية للإطاحة بحكم حركة حماس في غزة.
وبحسب المجلة فإنها حصلت على وثائق سرية مؤكدة من مصادر في وزارة الخارجية الأمريكية ومسؤولين فلسطينيين تكشفت النقاب عن خطة سرية مصدقة من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش شخصياً سعت لتنفيذها وزيرة الخارجية آنذاك كوندوليزا رايس ومستشار الأمن القومي “إليوت أبرامز” بهدف إشعال حرب أهلية فلسطينية من خلال تعزيز قوات من حركة فتح بقيادة "دحلان" بالأسلحة بوصاية أمريكية للقضاء على “حماس” المنتخبين.
وقررت اللجنة المركزية لحركة فتح منتصف يونيو 2011 فصل محمد دحلان، وانهاء أي علاقة رسمية له بالحركة، وإحالته الى القضاء فيما يخص القضايا الجنائية والمالية حسب ما ورد في تقرير لجنة التحقيق.
كما شهدت الفترة الأخيرة من حياة دحلان السياسية خلافات كبيرة مع رئيس السلطة محمود عباس، الذي اتهمه بمحاولة الانقلاب عليه.
وبالعودة إلى حادث رفح وهذا التحالف الشيطاني الممكن بين "إسرائيل" ودحلان، لا يمكن إغفال أيضا الدور الذي قد تكون لعبته المخابرات الحربية المصرية بالتعاون مع التحالف السابق من أجل إفشال مهمة الرئيس المصري وانقلاب الشعب عليه، كما لا يمكن التغاضي عن الدور الغائب للجيش على الحدود الذي من المفترض أن يكون قد سلم السلطة وعاد إلى ثكناته.
إيمان الشرقاوي | 20/9/1433 هـ