عاصفة من الانتقادات بعد نفي صحفي مصري بارز شرعية الحجاب

ما صرح به إبراهيم عيسى ما هو إلا نتيجة طبيعية لما بدأه في مواجهة التيار الإسلامي منذ سنوات، حيث تحول الأمر الآن إلى استفزاز مشاعر المسلمين بهفواته المتكررة، وهو يمارس ذلك العمل في رمضان بتبجح معروف سببه، وهو استفزاز مشاعر المسلمين في هذا الشهر الكريم.

  • التصنيفات: مذاهب باطلة -




إبراهيم عيسى


أثار نفي صحفي مصري معروف ويظهر في عدد من البرامج التليفزيونية، لشرعية الحجاب الإسلامي، عاصفة من الانتقادات في الاوساط الشعبية والدينية. فقد زعم الصحفي إبراهيم عيسى، "أنه لا وجود لكلمة الحجاب في القرآن والسنة"، مشيراً إلى أن "تعبير الحجاب حديث لم يكن يعرفه الصحابة". وادعى أن "الآية التي تتكلم عن الحجاب في القرآن المقصود منها دورة المياه، وهي المكان الذي يحتجب فيه الإنسان ليقضي حاجته". وقال عيسى في برنامجه “إبراهيم والناس” على قناة "القاهرة والناس" وهي قناة يملكها أحد رجال الأعمال التابعين للحزب الوطني المنحل، إن "الحجاب ليس قضية جوهرية في الإسلام". وأوضح أن "ما قيل عليه الحجاب ليس المقصود منه الطرحة"، على حد قوله.


من جهته، أكد الدكتور عبد الحليم منصور أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، جامعة الأزهر، أن ما قاله الصحفي إبراهيم عيسى من أنه لا وجود للحجاب في الإسلام، كلام لا قيمة ولا وزن له، لأنه يخالف أحكام الشريعة الإسلامية وإجماع العلماء، ونصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53]، وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الاحزاب: 59]، وقال سبحانه وتعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} [النور: 31]، قال العلماء اختمرت المرأة لبست الخمار.

ويوضح منصور أنه أجمع العلماء على أن جميع بدن المرأة عورة ما عدا وجهها وكفيها، وزاد بعضهم قدميها، والراجح الأول، فما عدا هذه الأشياء واجب الستر باتفاق العلماء، وفي مسند الإمام أحمد عن عَائِشَةَ أَنَّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: «لاَ تُقْبَلُ صَلاَةُ حَائِضٍ إلا بِخِمَارٍ». وأشار منصور إلى أن من خلال ما تقدم يتضح بجلاء بطلان ما ذهب إليه إبراهيم عيسى وغيره وهو كلام شاذ، وعلى كل واحد منا أن يقحم نفسه فيما يحسنه، أما أن يتكلم كل واحد في الدين برأيه دون فهم أو علم بأحكام وأصول الشريعة وقواعدها، وإثارة البلبلة بين الناس فكل هذا ما لا نحتاج إليه في المرحلة الراهنة.


وشدد منصور على أنه فى ظل وجود مؤسسة الأزهر العريقة وشيوخها الأجلاء لا ينبغي لأحد أن يتقدم عليهم، ويجب علينا نحن المصريين أن نسند إليهم كل ما يتعلق بأمور الشرع، أما وإننا في زمن الفتن، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة» ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا الأمر مما علم من الدين بالضرورة ولا يسوغ إنكاره لمسلم.

وأكد الشيخ يوسف البدري الداعية الإسلامي أن الرد على ما قاله إبراهيم عيسى إضاعة للوقت، مشدداً على أن مسألة الحجاب قد حسمت قبل انتقال الرسول للرفيق الأعلى، حتى أن القرآن وصف الحجاب في آياته، متسائلاً كيف له أن يقول هذا؟


وقال البدري أن الحجاب وارد في القرآن الكريم بالتفصيل وقال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 30-31]، وفي سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.

ومعناه لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن، فكشفن شعورهن ووجوههن، ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن; لئلا يعرض لهن فاسق، إذا علم أنهن حرائر، بأذى من قول. ثم اختلف أهل التأويل في صفة الإدناء الذي أمرهن الله به فقال بعضهم: هو أن يغطين وجوههن ورءوسهن فلا يبدين منهن إلا عينا واحدة. ويضيف البدري أنه جاء فى السنة المطهرة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يقبل الله صلاة امرأة حاضت إلا بخمار».


من جهته، أوضح محمد حمدي عمر الباحث في المذاهب الدينية أن


بوابة الوفد

18/9/1433 هـ