الهولوكست وذكرى مذبحة دير ياسين
ملفات متنوعة
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
آمل أن نتأمل معاً النص اليهودي المقدس الذي يدعو في مضامينه للإبادة
الجماعية: "ونهب الإسرائيليون لأنفسهم كل غنائم تلك المدن، أما الرجال
فقتلوهم بحد السيف فلم يبق منهم حي" [سفر يشوع 11].
فالإبادة الجماعية تُعرّف بالآتي: "القضاء على جماعة عرقية، بشكل مخطط ودؤوب بإفناء أفرادها".
أما السبب في سرد هذا التعريف وذاك النص؛ فلأن الصهيونية العالمية احتفلت الأسبوع المنصرم بذكرى بما يسمى (الهولوكست) على اعتبار أنه الشر الذي أهلك بضعة آلالف أو بضع مئات أو بضعة أشخاص أو حتى بضعة ملايين من اليهود، على فرض صحة عدد القتلى الذي أوردته الصهيونية العالمية للحدث، وهو محال عقلاً؛ إذ إن الحيثيات التي تؤكد حدوث مبالغة وتفخيم في ادعاءاتهم كثيرة ومقنعة، ويمكن لكم الاستزادة في هذا الموضوع بالاطلاع على مضامين كتاب المفكر (روجيه جارودي) (الأساطير الإسرائيلية).
الواقع يؤكد أن (أدولف هتلر) قد يكون مجرم حرب، لاعتبارات كثيرة يضيق المجال عن ذكرها، إلا أنه بالنسبة لليهود هو مجرم لأمرين لا ثالث لهما، عنصريته الآرية التي دعته إلى إبادة اليهود إحداها، أما السبب الآخر فيكمن في الإبادة الجماعية الفعلية لليهود ..
والحقيقة أن أغرب ما في هذه القضية هو وضوح كرههم لِـ(هتلر)، وضوح لم يعرفه العالم عنهم!!
على أية حال إذا ما تابعنا مواقفهم من عرب فلسطين سنراهم يتعاملون كما كان تعامل (هتلر) مع غير الآريين من يهود وغيرهم، تعاملاً عنصرياً أساسه نابع من منطلق عنصري بحت، أليسوا هم -بزعمهم- شعباً اختصه الله بمحبته؟ أليسوا هم شعباً اختاره الله ليكون شعبه المختار؟
ألم يقل الحاخام (إبراهام أفيدان): "على غير اليهود أن يقبلوا بالعبودية، وعليهم ألاّ يسيروا ورؤوسهم مرفوعة في وجوه اليهود؟"
ألا يدرس أبناء هؤلاء كامل سفر (يوشع) المشبع بالعنصرية، والداعي لإبادة غير اليهود إبادة جماعية؟ ثم ألم يطبّقوا هذه الإبادة الجماعية على أرض الواقع ولعقود؟ في حين لا يتمكن أي ألماني ذكر حسنة واحدة لِـ(هتلر) خوفاً من اتهامه بالعنصرية القاتلة!
تراهم يتباهون بجرائمهم التي تتسم بالإبادة الجماعية ودون وجل ...
وهذا ما سأحاول الإشارة إليه هنا. وبالمناسبة أودّ تذكير من فقد ذاكرته أن الفترة التي تفصلنا عن مذبحة(دير ياسين) غير بعيدة؛ فقد تمّت أحداثها في شهر إبريل من عام 1948م، ومن هنا آمل من جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، وكل المؤسسات الرسمية، والخاصة ذات العلاقة، البدء باتخاذ الإجراءات اللازمة لإحياء ذكرى هذه المذبحة- كنموذج - في ضمائر غفت عقوداً من الزمان، عما جرى و يجري على أرض فلسطين المحتلة، وحبذا لو تحدث السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان عن ضمان عدم تكرار الجرائم الصهيونية ضد شعب الفلسطيني، وحبذا لو وضع (ديك تشيني) -وبكل خشوع- إكليلاً من الزهور على منصة تُنصب إحياء لهذا المذبحة، وحبذا لو تدرس فظائعها الوحشية، هي ومثيلاتها من مذابح صهيونية ضد الفلسطينيين، في المناهج الأوربية والأمريكية، أو حتى العربية ..كحال أولئك مع ( الهولوكست )..!! ولمن يعتقد أني بالغت في طلباتي المتواضعة تلك ..!!
أذكّره بأن ما فُعل تجاه الاحتفال بذكرى (الهولوكست) أكثر بكثير مما استوحيته في هذه السطور، فنحن كمسلمين لا نفقه كثيراً في كيفية استثمار مآسينا كما يفعل هؤلاء، ومع الأسف نجد العالم اليوم لا ينطبق عليه قول المثل: (اللبيب من الإشارة يفهم) فهو يغضّ الطرف - عنوة - عن قضايانا نحن العرب..بل يغضّ الطرف عن قضايانا الدينية، ففي حين تُجرم بعض الدول -وبحكم القانون- كل من يلامس قضية يُدار حول تفاصيلها كثير من الشكوك كـ(الهولوكست)، نجد أننا كبشر لا حقوق لنا بل كدول لا حصانة لنا، أما كدين فالأمر هنا مستباح، فالكل له الحق في إبداء رأيه في عقيدتنا ونبينا وشريعتنا، هنا فقط يُرفع شعار حرية الرأي..!!
ولمن نسي أو تناسى جريمة (دير ياسين) أقدم له هذه الوقائع الوحشية لعلها تكون المنبه لنفوس خُدرت طوعاً أو كرهاً ..!!
ففي الساعة الثانية مساء من ليلة 10 / 4 / 1948م ، تحركت القوى الصهيونية والمتمثلة في عصابة (الأراغون) و(الهاجاناة) الإرهابيتين، مدجّجين بالسلاح، نحو قرية (دار ياسين) الآمنة والنائمة، كان عدد سكانها يتجاوز ثلاثمائة نسمة بقليل، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، دارت مذبحة رهيبة استمرت ثلاث عشرة ساعة، تمكن الصهاينة من خلال ترسانتهم الإجرامية من قتل (260 ) إنساناً فلسطينياً من نساء ورجال، وأطفال وشيوخ وشباب، كان منهم (25) امرأة حُبلى، ولم يكتفوا بالقتل وتفجير المنازل، بل قاموا ببقر بطون الحبالى، نزعوا الأجنة .. وليقطعوها بحرابهم!! حتى الأجنة لم تسلم من وحشيتهم!!
لقد فعلوا كل ذلك وهم يطلقون صيحات الظفر والانتصار، قتلوا (52) طفلاً دون العاشرة ثم قطعت أوصالهم أمام أمهاتهم.. وهكذا انتهت هذه الإبادة الجماعية لأناس لا ذنب لهم إلا أنهم مسالمون آمنون في قراهم الفلسطينية!!
وكان لا بد من إخفاء معالم الجريمة ولو للحظات، وكان القبر الجماعي هو الحل، قبر حُفر ليحوي (260) من الجثث، كان أصحابها بالأمس أحياء يرزقون، هل انتهت الجريمة؟
لا ليس بعد؛ ففصولها ما زالت ممتدة؛ فلقد وجّهوا أنظارهم للبقية من النساء الثكالى بموت الأهل والأقارب والجيران، فجرّدوهن مما يستر أجسادهن، وأخذوا يطوفون بهن في سيارات مكشوفة في الأحياء اليهودية في القدس فرحين مهلّلين، فقد نفذوا أوامر رب إسرائيل، الذي أمر شعبه- بزعمهم - بقتل (وبحد السيف) كل من في البلدة من رجال ونساء وشيوخ، حتى البقر والحمير والغنم .. أما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد فقد جعلوها في خزانة الرب .. !!
ألا تستحق هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الصهيونية التي لا تقل عنها فظاعة- إحياء العالم لذكراها، أم أن قول مسؤول دولي والذي جاء فيه: (كل ما يحتاجه الشر لينتصر، هو ألا يقوم الطيبون بشيء) متعلق فقط بأولئك ..!!
وحتى لا يدّعى أحد أن هذه الجريمة نفذتها جماعة صهيونية لا تتمتع بصفة رسمية، أذكر لكم موقف(مناحيم بيجن) رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق، ورجل السلام ..!! والذي تباهى بمشاركته في هذه المذبحة..!!
في إحدى كتبه، واليكم بعض ما قاله عن مذبحة دير ياسين : (إن العرب دافعوا عن بيوتهم ونسائهم وأطفالهم بقوة) ثم أضاف مادحاً النتائج المترتبة على هذه الجريمة، فقال: (كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة؛ فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا يفرون مذعورين .. وهم يصرخون: دير ياسين..!!
فمن أصل (800) ألف عربي كانوا يعيشون على أرض إسرائيل - فلسطين المحتلة عام 1948م - لم يبق سوى (165) ألفاً ثم عاب (بيغن) على من تبرأ منها من زعماء اليهود، وأتهمهم بالرياء!
بقوله: " إن مذبحة دير ياسين تسببت بانتصارات حاسمة في ميدان المعركة .. فدولة إسرائيل ما كانت لتقوم لولا الانتصار في دير ياسين"!!
أليست هذه إبادة جماعية ووحشية تفوق ما قام به (هتلر)؟!
هؤلاء الصهاينة أبادوا قرية آمنة عن بكرة أبيها، بقروا بطون الحبالى ..قطعوا الأجنة، قتلوا الأطفال دون العاشرة، ولم يكتفوا يقتلهم بل بادروا منتشين فرحين بتقطيع أوصالهم أمام أنظار أمهاتهم، يصحب ذلك صيحات الظفر والانتصار.. !!
بل إن (مناحيم بيغن) عندما سئل في مقابلة أجرتها معه صحيفة حركة (هتحيا)، إبان التعليق على كتاب له، فيما إذا قام فعلاً بجرائم ضد النساء الحوامل في دير ياسين!؟
أجاب بقوله: "وهل فعلت ذلك إلا من أجل شعبي"!! أليست هذه الجريمة تستحق ولو جزءاً بسيطاً من الاهتمام الدولي الذي فقد مصداقيته؟ هذه الجريمة الصهيونية وغيرها كثير يعلم المجتمع الدولي بحقائقها.. ، وما يحدث على مدار الساعة من وحشية رسمية، على يد أفراد عصابة استلموا زمام الأمر في كيان إجرامي، أطلق على نفسه (الصهيونية)..
ولهذا العالم الذي حاله معنا كمن لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم .. أهدي هذه السطور...
20/12/1425 - 31/01/2005
فالإبادة الجماعية تُعرّف بالآتي: "القضاء على جماعة عرقية، بشكل مخطط ودؤوب بإفناء أفرادها".
أما السبب في سرد هذا التعريف وذاك النص؛ فلأن الصهيونية العالمية احتفلت الأسبوع المنصرم بذكرى بما يسمى (الهولوكست) على اعتبار أنه الشر الذي أهلك بضعة آلالف أو بضع مئات أو بضعة أشخاص أو حتى بضعة ملايين من اليهود، على فرض صحة عدد القتلى الذي أوردته الصهيونية العالمية للحدث، وهو محال عقلاً؛ إذ إن الحيثيات التي تؤكد حدوث مبالغة وتفخيم في ادعاءاتهم كثيرة ومقنعة، ويمكن لكم الاستزادة في هذا الموضوع بالاطلاع على مضامين كتاب المفكر (روجيه جارودي) (الأساطير الإسرائيلية).
الواقع يؤكد أن (أدولف هتلر) قد يكون مجرم حرب، لاعتبارات كثيرة يضيق المجال عن ذكرها، إلا أنه بالنسبة لليهود هو مجرم لأمرين لا ثالث لهما، عنصريته الآرية التي دعته إلى إبادة اليهود إحداها، أما السبب الآخر فيكمن في الإبادة الجماعية الفعلية لليهود ..
والحقيقة أن أغرب ما في هذه القضية هو وضوح كرههم لِـ(هتلر)، وضوح لم يعرفه العالم عنهم!!
على أية حال إذا ما تابعنا مواقفهم من عرب فلسطين سنراهم يتعاملون كما كان تعامل (هتلر) مع غير الآريين من يهود وغيرهم، تعاملاً عنصرياً أساسه نابع من منطلق عنصري بحت، أليسوا هم -بزعمهم- شعباً اختصه الله بمحبته؟ أليسوا هم شعباً اختاره الله ليكون شعبه المختار؟
ألم يقل الحاخام (إبراهام أفيدان): "على غير اليهود أن يقبلوا بالعبودية، وعليهم ألاّ يسيروا ورؤوسهم مرفوعة في وجوه اليهود؟"
ألا يدرس أبناء هؤلاء كامل سفر (يوشع) المشبع بالعنصرية، والداعي لإبادة غير اليهود إبادة جماعية؟ ثم ألم يطبّقوا هذه الإبادة الجماعية على أرض الواقع ولعقود؟ في حين لا يتمكن أي ألماني ذكر حسنة واحدة لِـ(هتلر) خوفاً من اتهامه بالعنصرية القاتلة!
تراهم يتباهون بجرائمهم التي تتسم بالإبادة الجماعية ودون وجل ...
وهذا ما سأحاول الإشارة إليه هنا. وبالمناسبة أودّ تذكير من فقد ذاكرته أن الفترة التي تفصلنا عن مذبحة(دير ياسين) غير بعيدة؛ فقد تمّت أحداثها في شهر إبريل من عام 1948م، ومن هنا آمل من جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، وكل المؤسسات الرسمية، والخاصة ذات العلاقة، البدء باتخاذ الإجراءات اللازمة لإحياء ذكرى هذه المذبحة- كنموذج - في ضمائر غفت عقوداً من الزمان، عما جرى و يجري على أرض فلسطين المحتلة، وحبذا لو تحدث السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان عن ضمان عدم تكرار الجرائم الصهيونية ضد شعب الفلسطيني، وحبذا لو وضع (ديك تشيني) -وبكل خشوع- إكليلاً من الزهور على منصة تُنصب إحياء لهذا المذبحة، وحبذا لو تدرس فظائعها الوحشية، هي ومثيلاتها من مذابح صهيونية ضد الفلسطينيين، في المناهج الأوربية والأمريكية، أو حتى العربية ..كحال أولئك مع ( الهولوكست )..!! ولمن يعتقد أني بالغت في طلباتي المتواضعة تلك ..!!
أذكّره بأن ما فُعل تجاه الاحتفال بذكرى (الهولوكست) أكثر بكثير مما استوحيته في هذه السطور، فنحن كمسلمين لا نفقه كثيراً في كيفية استثمار مآسينا كما يفعل هؤلاء، ومع الأسف نجد العالم اليوم لا ينطبق عليه قول المثل: (اللبيب من الإشارة يفهم) فهو يغضّ الطرف - عنوة - عن قضايانا نحن العرب..بل يغضّ الطرف عن قضايانا الدينية، ففي حين تُجرم بعض الدول -وبحكم القانون- كل من يلامس قضية يُدار حول تفاصيلها كثير من الشكوك كـ(الهولوكست)، نجد أننا كبشر لا حقوق لنا بل كدول لا حصانة لنا، أما كدين فالأمر هنا مستباح، فالكل له الحق في إبداء رأيه في عقيدتنا ونبينا وشريعتنا، هنا فقط يُرفع شعار حرية الرأي..!!
ولمن نسي أو تناسى جريمة (دير ياسين) أقدم له هذه الوقائع الوحشية لعلها تكون المنبه لنفوس خُدرت طوعاً أو كرهاً ..!!
ففي الساعة الثانية مساء من ليلة 10 / 4 / 1948م ، تحركت القوى الصهيونية والمتمثلة في عصابة (الأراغون) و(الهاجاناة) الإرهابيتين، مدجّجين بالسلاح، نحو قرية (دار ياسين) الآمنة والنائمة، كان عدد سكانها يتجاوز ثلاثمائة نسمة بقليل، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، دارت مذبحة رهيبة استمرت ثلاث عشرة ساعة، تمكن الصهاينة من خلال ترسانتهم الإجرامية من قتل (260 ) إنساناً فلسطينياً من نساء ورجال، وأطفال وشيوخ وشباب، كان منهم (25) امرأة حُبلى، ولم يكتفوا بالقتل وتفجير المنازل، بل قاموا ببقر بطون الحبالى، نزعوا الأجنة .. وليقطعوها بحرابهم!! حتى الأجنة لم تسلم من وحشيتهم!!
لقد فعلوا كل ذلك وهم يطلقون صيحات الظفر والانتصار، قتلوا (52) طفلاً دون العاشرة ثم قطعت أوصالهم أمام أمهاتهم.. وهكذا انتهت هذه الإبادة الجماعية لأناس لا ذنب لهم إلا أنهم مسالمون آمنون في قراهم الفلسطينية!!
وكان لا بد من إخفاء معالم الجريمة ولو للحظات، وكان القبر الجماعي هو الحل، قبر حُفر ليحوي (260) من الجثث، كان أصحابها بالأمس أحياء يرزقون، هل انتهت الجريمة؟
لا ليس بعد؛ ففصولها ما زالت ممتدة؛ فلقد وجّهوا أنظارهم للبقية من النساء الثكالى بموت الأهل والأقارب والجيران، فجرّدوهن مما يستر أجسادهن، وأخذوا يطوفون بهن في سيارات مكشوفة في الأحياء اليهودية في القدس فرحين مهلّلين، فقد نفذوا أوامر رب إسرائيل، الذي أمر شعبه- بزعمهم - بقتل (وبحد السيف) كل من في البلدة من رجال ونساء وشيوخ، حتى البقر والحمير والغنم .. أما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد فقد جعلوها في خزانة الرب .. !!
ألا تستحق هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الصهيونية التي لا تقل عنها فظاعة- إحياء العالم لذكراها، أم أن قول مسؤول دولي والذي جاء فيه: (كل ما يحتاجه الشر لينتصر، هو ألا يقوم الطيبون بشيء) متعلق فقط بأولئك ..!!
وحتى لا يدّعى أحد أن هذه الجريمة نفذتها جماعة صهيونية لا تتمتع بصفة رسمية، أذكر لكم موقف(مناحيم بيجن) رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق، ورجل السلام ..!! والذي تباهى بمشاركته في هذه المذبحة..!!
في إحدى كتبه، واليكم بعض ما قاله عن مذبحة دير ياسين : (إن العرب دافعوا عن بيوتهم ونسائهم وأطفالهم بقوة) ثم أضاف مادحاً النتائج المترتبة على هذه الجريمة، فقال: (كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة؛ فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا يفرون مذعورين .. وهم يصرخون: دير ياسين..!!
فمن أصل (800) ألف عربي كانوا يعيشون على أرض إسرائيل - فلسطين المحتلة عام 1948م - لم يبق سوى (165) ألفاً ثم عاب (بيغن) على من تبرأ منها من زعماء اليهود، وأتهمهم بالرياء!
بقوله: " إن مذبحة دير ياسين تسببت بانتصارات حاسمة في ميدان المعركة .. فدولة إسرائيل ما كانت لتقوم لولا الانتصار في دير ياسين"!!
أليست هذه إبادة جماعية ووحشية تفوق ما قام به (هتلر)؟!
هؤلاء الصهاينة أبادوا قرية آمنة عن بكرة أبيها، بقروا بطون الحبالى ..قطعوا الأجنة، قتلوا الأطفال دون العاشرة، ولم يكتفوا يقتلهم بل بادروا منتشين فرحين بتقطيع أوصالهم أمام أنظار أمهاتهم، يصحب ذلك صيحات الظفر والانتصار.. !!
بل إن (مناحيم بيغن) عندما سئل في مقابلة أجرتها معه صحيفة حركة (هتحيا)، إبان التعليق على كتاب له، فيما إذا قام فعلاً بجرائم ضد النساء الحوامل في دير ياسين!؟
أجاب بقوله: "وهل فعلت ذلك إلا من أجل شعبي"!! أليست هذه الجريمة تستحق ولو جزءاً بسيطاً من الاهتمام الدولي الذي فقد مصداقيته؟ هذه الجريمة الصهيونية وغيرها كثير يعلم المجتمع الدولي بحقائقها.. ، وما يحدث على مدار الساعة من وحشية رسمية، على يد أفراد عصابة استلموا زمام الأمر في كيان إجرامي، أطلق على نفسه (الصهيونية)..
ولهذا العالم الذي حاله معنا كمن لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم .. أهدي هذه السطور...
20/12/1425 - 31/01/2005
المصدر: موقع الإسلام اليوم