إيران وأحلام اليقظة

..كل هذه الإنجازات المتسارعة جعلتها تظن أنها وصلت إلى مرحلة الدولة العظمى والقوة العظمى، فتناست محدوديتها الاقتصادية ومحدوديتها الجغرافية ونسيت أن للإقليم الجغرافي تأثير كبير..

  • التصنيفات: مذاهب باطلة -


إيران كانت تحلم بأنها أصبحت دولة عظمى بعد تحقيقها العديد من الإنجازات وأذكر منها:

- إسقاط نظام صدام حسين في العراق باستخدام قوة الكاوبوي الأمريكي، واستيلاء محسوبون عليها على السلطة في العراق، فأصبحت هي من يدير العراق حقيقة.

- تقوية حزب الله، وانتصار الحزب على إسرائيل في معركة دفاعية، والتغطية الإعلامية التي حصل عليها.

- سيطرة ذراعها "حزب الله" على السلطة في لبنان، بحيث أصبح للحزب القدرة على تسيير الحكومة اللبنانية.

- سيطرتها اللامحدودة على مفاصل الدولة في سوريا.

- إعانتها لحماس في غزة، والتغطية الإعلامية التي حظيت بها هذه الإعانات.

- تخاذل الأنظمة العربية عن نصرة إخوانهم المحاصرين في غزة.

- قدرتها على تحريك بعض القوى من الطائفة الشيعية الموجودة في دول الخليج، وخصوصاً في الكويت والبحرين والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

- احتوائها لجزء من الطائفة الزيدية في اليمن وتحويل الحوثيون من المذهب الزيدي إلى المذهب الاثنى عشري الذي تدين به إيران.


هذا من الناحية الجيوسياسية، أما من الناحية العسكرية، فلقد "أشيع" عن نجاحات عسكرية، وهنا لا أقول نجاحاً بل هي تصريحات نأخذها من الإعلام الإيراني ولا يمكن الحديث عن صحتها، وهذه النجاحات تتحدث عن أنواع عديدة من الأسلحة منها:

- أنواع عديدة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى.

- بناء بعض البوارج الحربية، والحديث عن غواصات صناعة إيرانية.

- الحديث عن برنامج نووي تقول إيران إنه سلمي وبقية العالم يؤكد على عسكريته، وتخصيب اليوارنيوم إلى مستويات عالية.


كل هذه الإنجازات المتسارعة جعلتها تظن أنها وصلت إلى مرحلة الدولة العظمى والقوة العظمى، فتناست محدوديتها الاقتصادية ومحدوديتها الجغرافية ونسيت أن للإقليم الجغرافي تأثير كبير.

فمثل هذه الإنجازات تطلبت مئات المليارات من الدولارات للوصول إليها، وتحتاج إلى مئات بل ألوف من مليارات للاحتفاظ بها، وأخطأت خطأ كبير؛ كلنا يذكر صواريخ القاهر والظافر في عهد جمال عبد الناصر التي كنا ننتظر تأثيرها في حرب عام 67، وصواريخ الحسين والعباس وغيرها في عراق صدام حسين، ولا ننسى الترسانة العسكرية لكوريا الشمالية، وما هو موجود في إيران الآن لا أظنه يختلف عن تجاربنا السابقة، فأي نمو عسكري يجب أن يكون له خلفية اقتصادية، واقتصاد قوي يجنب الدولة التي تقوم بمثل هذا التطوير المجاعات التي تعاني منها كوريا الشمالية، وما نراه اليوم في إيران من تدهور في مستوى المعيشة، وغلاء الأسعار ونقص السلع إلا دليل على أن إيران تتهاوى اقتصاديًا واجتماعيًا مقابل هذا النمو العسكري والأطماع الخارجية، فكل أتباع إيران يعتمدون عليها في الدعم الاقتصادي والمالي فلا يمكن لنظام الأسد أو حزب الله أو الحوثيين في الاستقلال المالي والاقتصادي عنها.


نشر إعلامياً قبل قليل أن مستوى إنتاج النفط في إيران وصل إلى أدنى مستوى له، بحوالي مليوني برميل، ولا يمكنه أن يمول مثل هذا الضعف الاقتصادي مستوى معيشة لائق للشعب الإيراني، ويطور الأسلحة على أنواعها، في نفس الوقت يقوم بدعم الموالون له في سوريا ولبنان واليمن.

والآن وبعد الثورة في سوريا، وهي واسطة العقد في الهلال الإيراني ووضع نظام الأسد المهتز وبعنف يجعل من أحلام إيران الدولة العظمى تتهاوى، ومن هنا يأتي تعلق نظام طهران بنظام الأسد، فسقوطه يعني فقدان إيران لمليارات استثمرتها في سوريا الأسد، استثمارات في البنى التحتية والثقافية والدينية والسياسية والعسكرية، وهذا قد يتسبب في سقوط نظام ولاية الفقيه في طهران.


فمن يتوقع أن بإمكان نظام طهران التخلي عن نظام الأسد فهو مخطئ، فهذا يعني أن يستيقظ نظام طهران من حلم الدولة العظمي الذي حلم أنه قد وصل له، بل وقد يعرض إيران نفسها كدولة إلى التفكك، وقد نرى نظام دموي قد يستعمل نفس القسوة والوحشية في القضاء على ثورة قد تقوم في إيران.

الثورة في سوريا تحارب نظام الأسد وتحارب أحلام إيران بدولة كبرى.

نسأل الله أن ينصر الشعب السوري.


صالح بن عبد الله السليمان