مقتل السفير الأمريكي بليبيا.. فوائد كثيرة لواشنطن!

..ولا يستبعد مراقبون أن يقوم الرئيس باراك أوباما بشن ضربات عسكرية لتعقب "منفذي الهجوم" ولو اقتضى الأمر إلى خارج الحدود الليبية وهي خطوة من شأنها تحقيق الأهداف الحقيقية من وراء هذا التدخل الذي يأتي على أبواب انتخابات رئاسية شرسة يخوضها أوباما .

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -


لم تكد تمر بضع ساعات على الهجوم على القنصلية الأمريكية في ليبيا ومقتل السفير حتى بدأت تتحدث واشنطن عن إرسال قوات مارينز إلى طرابلس وتعاون ضد " الإرهاب" وكأنها كانت تنتظر هذه الفرصة للتدخل بشكل أو بآخر في ليبيا التي لم تنل حصتها الكاملة في التدخل الأمريكي خلال وبعد الثورة التي أطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي.


وعقب الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي ومقتل السفير كريس ستيفنز، إضافة الى 3 آخرين، أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل فريقا أمنيا لمكافحة "الإرهاب" تابع لمشاة البحرية الأمريكية «مارينز» لتعزيز الأمن في ليبيا، كما أرسلت مدمرتين إلى "مقربة من ليبيا".

ولم تستبعد مصادر أمريكية أن تنضم طائرات استطلاع أمريكية إلى عملية مطاردة لعناصر من تنظيم القاعدة الذي ربما قد يكون وراء الهجوم بحسب واشنطن ، لأنه جاء عقب احتجاجات أمام القنصلية على الفيلم المسيئ للرسول الكريم الذي أنتجته مجموعة من الأقباط المتطرفين في الولايات المتحدة بالتعاون مع القس المتطرف تيري جونز.


وأخذت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية تذكر بما قدمته واشنطن لليبيا خلال الثورة -والتي لم يكن يوما تدخلها إلا من أجل مصالحها والدليل سوريا الآن – وتتباكى على حظها العاثر فيما لاقته من نكران الجميل بالقول " كيف يمكن أن يحدث هذا في بلد ساعدناه على التحرر... في مدينة ساعدنا على إنقاذها من الدمار؟، لكنها اعتبرت في الوقت نفسه أن حرية ليبيا واستقرارها أمر يخدم المصالح الأمريكية، ولن تكون العلاقات بين البلدين ضحية للهجوم.

وكيف لا تحرص واشنطن على علاقاتها مع ليبيا بل والتدخل أيضا فليبيا تملك أكبر احتياطي من النفط في إفريقيا، إذ يُقدَّر مخزونها بـ47 مليار برميل (تحتل المرتبة التاسعة عالميا)، تم استخراج 29 مليار برميل منه، والباقي، لا يمثل سوى 38% من المخزون.


وبالنسبة للحكومة الليبية فقد توزعت اتهاماتها بين النظام السابق وجماعات سلفية، حيث اتهمت الداخلية عناصر النظام السابق باستغلال الأحداث التى وقعت بجانب القنصلية الأمريكية ببني غازي، وقاموا بالهجوم المسلح ردًا على استجلاب عبدالله السنوسى رئيس المخابرات الليبية السابق فى عهد القذافى من موريتانيا لمحاكمته . بينما تم توجيه اصابع الاتهام أيضا إلى مجموعة "كتيبة انصار الشريعة" السلفية ، لكنها رفضت في بيان لها "توجيه التهم دون تبين أو تحري الحقائق" والتي وردت بحقها في وسائل إعلام ليبية.


وجاء الهجوم على القنصلية الأمريكية في وقت تحاول واشنطن أن تجد لها موطأ قدم في مالي المجاورة والتي تشهد اضطرابات خاصة بعد أن أبدت فرنسا استعدادها للتدخل العسكري في مستعمرتها السابقة لوضع حد للأزمة هناك التي أعقبت الانقلاب العسكري، وهي أيضا تسوق الحجج لتحقيق مصالح وأطماع قديمة في الدولة الإفريقية، وقد تتعقب أمريكا منفذي هجوم القنصلية إلى خارج حدود ليبيا وحتى مالي حيث تحدثت أمريكا في وقت سابق عن استعدادها أيضا للتدخل للضغط على الجماعات المسلحة الموالية لتنظيم "القاعدة" شمالي مالي .


ولا يستبعد مراقبون أن يقوم الرئيس باراك أوباما بشن ضربات عسكرية لتعقب "منفذي الهجوم" ولو اقتضى الأمر إلى خارج الحدود الليبية وهي خطوة من شأنها تحقيق الأهداف الحقيقية من وراء هذا التدخل الذي يأتي على أبواب انتخابات رئاسية شرسة يخوضها أوباما .

ويتزامن الاعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي مع تظاهرات عنيفة أمام السفارة الأمريكية في القاهرة، كما اقتحم متظاهرون لفترة وجيزة مجمع السفارة الأمريكية في صنعاء قبل أن تقوم الشرطة بطردهم وذلك احتجاجا على الفيلم المسيئ، وقد تشهد الأيام المقبلة تطورات في مصر واليمن فيما يخدم المصالح الأمريكية.


إيمان الشرقاوي - 28/10/1433 هـ